حوادث

صور من الوفاء .. أصدقاء عرسان الشرقية ضحية الغاز يؤسسون العديد من الأعمال الخيرية على أرواحهم

 

الغاز .. قاتل صامت:

انتشرت في الأيام الأخيرة فاجعة وفاة عروسين في محافظة الشرقية بعد أقل من 24 ساعة على وفاتهما اختناقاً، ليزدادا عدد من لقوا حتفهم من خلال القاتل الصامت (الغاز) يوماً بعد يوم.

لتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه مرثية وسرادق عزاء لأهم وذويهم، مطالبين بضرورة وضع حد تقني لمثل هذه الحوادث المتكررة خاصة وأن الأرقام غالباً  ما تحوي شباباً صغاراً في مقتبل العمر وفي وبداية حياتهم الزوجية، ولعل قصة عروسا محافظة الشرقية أن يكتب بها نهاية فصل درامي بطله القاتل الصامت في هذه المأساة المتكررة.

تعاطف متزايد كل يوم:

اللافت هذه المرة هو تعاطف متزايد من روًاد مواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من صور ونماذج الوفاء التي قام بها أصدقاء العروسين، الذين استقبلوا خبر وفاة العروسين كالصاعقة، وكان أول ما فكروا فيه هو إحياء ذكراهم بأعمال خيرية وصدقات جارية على أرواحهما النقية، ليشهد على ذلك ما اتصف به العروسين بين رفاق الدرب والأصدقاء وزملاء العمل بالسمعة الطيبة والإقبال على الحياة، قبل أن يباغتهما وذويهما من الأهل والأصدقاء، ذاك القاتل الصامت بما لم يكن في الحسبان ليدفن معهما كثير من الأحلام والفرحة.

وفاء الأصدقاء:

ومنذ لحظة وفاة العروسين تسارع أصدقاء عرسان الشرقية سطروا صور من الوفاء الأوفياء وعقدوا العزم على تقديم عدد من صور الأعمل الخيرية كصدقة جارية لروح العروسين، فما كان من الأصدقاء إلا أن أعدا قائمة بالمقربين من رفقاء العروسين تحركهم نوايا مخلصة وصادقة، لتضم القائمة محمد مختار، محمد المنسي، إسلام السندوبي، على النويتي، أحمد شلبي، مصطفى حمزه، أحمد مندور، إضافة إلى الإسهام من زملاء العمل بشركة السويدي بور للكابلات، حيث كان يعمل بها العريس الراحل، الذين أثنوا على سيرة العريس وطيب خلقه وتفانيه في عمله وحرصه على إقامة علاقات طيبة مع الجميع، مؤكدين على أن ما يقومون به تجاه زميلهم ما هو إلا رد للجميل، وأنهم في صدمة كبير منذ اعلان خبر الوفاة.

وقال محمد مختار أحد أصدقائه: تواصلنا مع الدكتور طارق صيام وهو طبيب بالعناية المركزة بمستشفى ديرب نجم المركزي، وناقشنا معه احتياجات غرفة العناية المركزة التي من الممكن أن نقدمها كتبرع وصدقة جارية لصديقنا، وبالفعل بلغنا ببعض المستلزمات ومنها سرير كهربائي يخدم مرضى الحالات الحرجة، وقمنا بجمع المبلغ المطلوب لشراء هذه المستلزمات وتوجهنا لتسليمها بالمستشفي، ولم نكتفي بتسليمها فقط بل قام الأصدقاء بتجميع السرير الكهربائي بأنفسهم، وهذا أقل ما يمكننا أن نقدمه لرفيق الدرب وعشرة العمر ولزوجته

مشيراً إلى أن هناك العديد من صور التبرع التي قاموا بها كفريق من الأصدقاء، منها تركيب وحدات شرب (كولدير) وغيرها من الأعمال التي وهبنا أجرها للعروسين الفقيدين.

تثمين لجهود الأصدقاء:

وصرح الدكتور محمد صالح مدير المستشفي بأنه تواصل مع الدكتور هشام شوقي مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، للتحدث عن تبرع الأصدقاء الأوفياء، مشيراً إلى اللافت في الأمر هو وفاء الأصدقاء وحرصهم على تقديم ما يعبرون من خلاله عن حبهم ووفائهم لرفيق اختطفه الموت في سن الشباب، مؤكداً على انها صحبه نفتخر بها جميعاً ونماذج يحتذى بها من شباب مخلص، مؤكداً على أن هناك توجيهات في المستشفى لتيسير إتمام أعمالهم الخيرية نحو صديقهم، وتلبية رغبتهم في تجميع المستلزمات بأنفسهم، لما رآره  في أعينهم من اهتمام بإتمام هذا العمل الخيري بحب ووفاء تخليدا لروح صديقهم وزوجت، كما وجه لهم الشكر كون التبرع سيخدم كافة المرضى إضافة إلى كونه بمثابة دعماً للمنظومة الصحية بالمستشفى.

شكر وثناء:

وكان الدكتور هشام شوقي مسعود وكيل وزارة الصحة، قد تقدم بالشكر لأصدقاء العروسين الذي توفاهم الله في اليوم الثاني من الزفاف بديرب نجم، علي اللفتة الإنسانية التي تحمل آسمي معاني الوفاء، بدعم مستشفي ديرب نجم المركزي، بسرير كهربائي لوحدة العناية المركزة، بتكلفة تقديرية بلغت ٢٤ ألف جنيه، وكلف وكيل الوزارة مديري المستشفيات بسرعة إنهاء إجراءات التبرع، وتشغيل الأجهزة، ودخولها الخدمة لصالح المرضي بالمحافظة.

صدقة جارية على روح عروسين الشرقية مدير مستشفى ديرب نجم المركزي

مدير مستشفى
مدير مستشفى ديرب نجم المركزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى