نورا سعد وسامح الألفي
عندما تنظر يمينا ويسارا، وتجد قيم المجتمع تنهار أمامك واحدة تلو الأخرى حينها تشتاق لرؤية قيمة ومثال حي لبقايا مجتمع فاضل.
“أكل العيش مر ولو هخجل من اللقمة الحلال مين هيربي عيالي”.. بهذه الكلمات بدأت نعمت الحسينى عبد الرحمن 42 عاما، سائقة توك توك، ومقيمة في برمبال القديمة التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية حديثها مع اليوم الإخباري.
تقول سائقة التوك توك، “أعمل يوميا من أجل البحث عن قوت يومنا وأبنائى الذين لم يكن لهم ذنب في ضيق الحال و قسوة القدر”.
وأضافت نعمت أنها سيدة أربعينية تعول 5 أطفال بعد زواج دام 12 عاما وانفصلت عن زوجها منذ 5 سنوات، لتتخذ من العمل علي توك توك باليومية مصدرًا للرزق، مشيرةً إلى أنها تعمل كسائق توك توك منذ 3 سنوات، بعد أن تعلمت قيادته علي يد شقيقها، معقبةً: “استمريت في العمل، لتلبية رغبات أسرتي، ومواجهة أعباء الحياة القاسية من مستلزمات مأكل ومشرب وإيجار للمسكن.
واستطردت أنها فضلت العمل على “توك توك” باليومية، بدلا من التسول من أجل الإنفاق علي أبنائها الخمسة، 4 بنات، وولد حُرم من التعليم للظروف الصعبة التي نمر بها، وهم دنيا حاصلة على دبلوم التجارة، وحنان مريضه بسبب حادث ولم تستكمل تعليمها، وسما وهدى تلميذتان بالصف الخامس الإبتدائى، وحسين 12 عاما، لم يلتحق بالتعليم.
ولفتت إلى أنها لم تكن تتخيل مرورها بهذه الأزمة وكانت تحلم برجل يعوضها عن ضيق الحال الذي كانت تعاني منه في منزل أبيها الأمر، مضيفةً أنها استحملت كل ضائقة مرت بهما من اجل استمرار الزواج وتربية الابناء في جو أسري مستقر حتى وإن كان على حساب قلة الزرق”.
وتقول” نعمت”: “اتعلمت ان الست تحمي بيتها وتتحمل الظروف والراجل يحتوي أسرته لكن ما جدته عكس ما تعلمته ومع ذلك صبرت واستحملت عشان أربي العيال ولكن لازم النهاية المحتومة تيجي، ودلوقتي أنا بنحت في الصخر عشان أربيهم”.
واختتمت حديثها بأنها تحلم بسكن مستقر ودخل ثابت وعمل ثابت من أجل الانفاق على أبنائها دون مد يدها وتسولها للناس، معقبةً: “أنا أجري عند ربنا وبتمنى أشوف عيالي بصحة وكويسين”.
