تقارير و تحقيقات

أمراض وحشرات وتضرر منازل.. قرية بأسيوط تفتقر للصرف وأهلها: لنا الله يا مسؤولين

أحمد مظهر

تكررت شكاوى أهالي قرية العقال البحري التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط، من تبعات عدم وصول الصرف الصحي للقرية، رغم الاستغاثات المتكررة من أهاليها.

فباتت المنازل مهددة بالانهيار على قاطنيها وأخذت الأمراض والأوبئة تنهش في أجساد الأطفال قبل الكبار، ناهيك عن الحشرات المنتشرة في أنحاء القرية.

ويرصد “اليوم” شكواهم في التقرير التالي:

في البداية يقول محمود حسين، أعمال حرة: “القرية بأكملها تعتمد على آبار الصرف المنزلية، والتي تمتلئ بسرعة وبتبهدل البيوت من جوة وعربات الكسح تحدد الأسعار على أهوائها وأصبح الأمر يشبه السوق السوداء، وهناك من يدفع 250 جنيه شهريًا لتلك السيارات”.

ويتساءل محمود في غضب: “250 جنيه كسح و150 جنيه ميه وزيهم نور طب الناس تجيب منين؟؟؟”، مضيفًا: “حينما تطفح الآبار يتجمع الناموس والحشرات التي تجتاح المنازل، ما أصاب صغار القرية بأمراض جلدية، وكثيرين منهم مصابون بأمراض الصدر وحتى الكبار لم يسلموا من تلك الأمراض التي صارت تظهر على هيئة حبوب في الوجه والجسد”.

مشاجرات

أما عاطف خلف، من أهالي القرية، رغم أن معالم الهدوء ارتسمت على وجهه وهو يتحدث، إلا أن براكين الغضب اشتعلت في حروف كلماته فيقول: “لم يدخل الصرف الصحي إلى العقال وأنه يعمل بمينة البداري التي تبعد عنهم مسافة تصل لـ 2 كيلو متر فقط.

ويُكمل: “تسبب الصرف الصحي في رشح مستمر بالحوائط والحمد لله حتى الآن لم تشهد القرية انهيار لأي منزل بسبب الصرف، ولكن أساسات المنازل تضررت وهذا يؤثر سلبا عليها يومًا بعد يوم”.

وأردف: “تسببت الآبار المنزلية في نشوب مشكلات بين الجيران فالآبار لأنها منخفضة وتطفح بسرعة وتخرج إلى الشارع فتسببت في نشوب مشاجرات للتضرر منها”.

يصمت “خلف” قليلًا لينظر محزونا ويقول: “فيه ناس غلابة عاملة بيارات على قدها”، فتتشرب حوائط المنازل من المياه والأرضية أيضا ولا يستطيعون المكوث في منازلهم، حقيقي البيوت متبهدله وعايشين حياتنا كلها على الوضع ده”.

تلوث

أما حماده محمود، يعمل بائع في سوبر ماركت، التقط أطراف الحديث وبدأ في سرد شكواه من الوضع الراهن قائلًا: “منذ ست سنوات مضت كان من المفترض أن يصل الصرف للقرية، ولكنه مر على القرية ولم ننل نصيبا منه، ونتيجة عدم وصول الصرف صار الرشح والطفح يهددان منازلنا ويؤرقان حياتنا فالطابق الأرضي بكل المنازل مليء بالرشح حتى إن طفح الآبار يصل للشوارع، وسيارات الكسح تتأخر علينا قد تستغرق يومين حتى تأتى وفوق ذلك “بياخدوا الصرف ويكبوه فى الترعة”، ما يلوث جميع المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات”.

وواصل: “الأمر دفع بعض الأهالي لعمل أيسونات لمواجهة عدم إسعاف سيارات الكسح للموقف ولمواجهة الطفح المتكرر، وارتفاع أسعار سيارات الكسح ومنه تلوثت مياه الشرب، بقينا نشرب صرف صحى، فصار للمياه رائحة كريهة وطعم سيء”.

ويشاركه القول المحاسب عادل تمام، مضيفًا أن القرية معدومة الخدمات، مشيرًا إلى مستوى جودة مياه الشرب بها تحت الصفر ولا تصلح للاستخدام الآدمي.

وفسر ذلك بقوله: “يأتي ذلك بسبب الأيسونات التى تمتد على أعماق كبيرة فى الأرض، ولقد بدأ الصرف الصحى فعليا فى قرى أخرى ومر على قريتنا دون أن يصل إلينا والطفح المستمر للآبار بحاجة لميزانية خاصة لسيارات الكسح وكثيرون حالتهم المادية ضعيفة”.

وبالحديث مع مواطن آخر من أهالي القرية، يدعى سامح أبو عالية فيشكو قائلًا: “نصف القرية تقريبا صممت أيسونات لدرجة أن بعضهم يدق أيسونة بجوار وابور المياه على عمق 32 متر، فاختلطت مياه الشرب بمياه الصرف وبدأت أمراض الكلى تتفشى بين الأهالي والغالبية تلجأ لاستخدام الفلاتر، بس واحد مركب فلتر وعشرة لأ، إضافة إلى أن سيارات الكسح تأبى أن تُلقى بالصرف بالجبل فتستسهل الأمر وتُلقيه بالترع.

رد مسؤول

وفي هذا الصدد، تواصلت “اليوم” مع أحد المسئولين والذي فضل عم ذكر اسمه، وقال إن توصيلات الصرف الصحي بالقرية تكاد تكون كاملة.

وأوضح أن السبب في توقف عملية التوصيل يرجع لتبرع الأهلي بقطعة أرض لإقامة محطة للصرف فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى