فن ومنوعات

أمسية شعرية بعنوان/تعالى رَبُّنا


بقلم مصطفى سبتة


تعالى رَبُّنا عَمَّا نَقولُوَفَصْلُ
القــــوْلِ تَعْشَــقُهُ العُــقولُ
فَلا الأَنوارُ كَالظَّلْماءِ كَلاَّ
ولا الإِشْراقُ يُشْبِـهُهُ الأُفـولُ
تَشَوَّهَتِ الحَقائِقُ في بِلادي
فَسَيْطَرَ في ثَقافَتِـــنا الجَـهولُ
وأَضْحى النَّاظِمُ المَوْهوبُ أَعْمَى
وَذو المَالِ الكَثيرِ هُـــوَ العَـــــقولُ
مَظاهِرُ أَغْرَقَتْ أَهْلي فَضاعوا
وَضاعَتْ منْ ثَقافَتِنا الأُصولُ
دعوني أَسْتَشيطُ منَ الغَضبْ
فقد غَلَبَ اليَهودُ على العَـربْ
نُوَلْوِلُ كالعَجائِزِ في زَمانٍ
بِهِ الأَذْهانُ أَبْـــدَعتِ العَــجبْ
وَلَيْسَ لنا على الإطْلاقِ حَلٌّ
لِاَنَّ الحَـــــلَّ تَصْـنَعُهُ النُّـخَبْ
يُصارِعُ بَعْضُنا بَعْضاً صِراعاً
بِضَرْبِ النَّارِ وَالجَشَــعُ السَّــبَبْ
وَهذا الحالُ أَصْبَحَ مُسْتَداماً
كَأَنَّــــهُ قَدْ تَزَوَّجَ بِالشَّــــــغَبْ
مَدارِسُنا تُحيطُ بِها الزِّبالهْ
شـواهِدُها تَقـودُ إلى البِــطالَهْ
نُعَلِّمُ في ثَقافَـــــــتِنا هُراءً
وَنَــــزْعُمُ أَنَّنا نَحْـــمي الأَصالَهْ
وَخَلْفَ إدارَةِ التَّعْليمِ يَجْري
فَسادٌ في الوزارَةِ لا مَــحالَهْ
فَكيْفَ سَنُصْلِحُ الأَعْطابَ فينا
ومالُ الشَّــعْبِ تَنْهَــبُهُ الحُــثالَهْ
فَعَلِّمْ إنْ أَرَدْتَ بِناءَ جَــــــــــيْلٍ
عَلى قِيَـــمِ الكَرامَةِ والعَـــدالَه
أَلِفْنا في مَواطِنِنا الهُموما
كَأَنَّ الشَّـعْبَ أَقْسَـمَ لَنْ يَقوما
أُصِبْنا بِالبَلادَةِ وَالتَّدَنِّي
فَهَبَّ اللَّيْلُ وابْــتَلَعَ النُّجــوما
وَها نَحْنُ انْحَطَطْنا وَانْبَطَحْنا
فَضَيَّعْنا المَـــعارِفَ وَالعُلـــوما
وأَصْبَحَ جُلُّنا بَشَراً عَقيماً
كَاَنَّ النَّاسَ قَدْ شَرِبوا السُّـموما
فَلا أَدْري مَتى الأَذهانُ تَصْحو
كَأَنَّ الجَهــــــلَ قَرَّرَ أَنْ بَدوما
عَلَيْنا أَنْ نُحَدِّدَ ما نُريدُ
فَإنَّ العَـصْرَ مَطْــــلبُهُ الجَديدُ
فقَدْ بَلِيَتْ ثَقافَتُنا وَشاخَتْ
وَشاعَ الجَــهْلُ فَاخْتَــنَقَ الوَريدُ
طَغى حُكَّامُنا وَبَغَوْا عَلَيْنا
وفي أَفْواهِهِــمْ كَـــثُرَ الوَعيدُ
وَنَحْنُ كما تَرى نَشْكو وَنَبْكي
وَفي أَوْساطِنا كَثُرَ العــــــبيدُ
فَهَلْ سَنَظَلُّ خَلْفَ الجُبْنِ أَسْرى
أَمِ التَّغْييرُ في وطــــــني عَنيدُ
سَأَلْتُ وِزارةَ التَّعْـــــــليمِ عَمَّا
تَعَطَّلَ عِنْدَنا أَدباً وَفَــــــــهْما
فَكانَ جَوابُــــــــها كَذِبا وَإِفْكاً
تَلَطَّخَ بِالفَــــسادِ فَصارَ جُرْما
أَلا يا أُسْرَةَ التَّعْليمِ ثُوري
فَإِنَّ نُهـوضَنا قَدْ صارَ وَهْــما
فَمَدْرَسَةُ النَّجاحِ غَدَتْ طَلاحاً
لِأَنَّ مُدَبِّرَ التَّــــــعْليمِ أَعْــــمى
وأمّا المُستوى فازدادَ قُبْحاً
وَقَهــقَرَ شَعْـــبَنا كَيْفاً وَكَمّاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى