تقارير و تحقيقات

أنشئ في عهد الخواجة “أندريا”.. قصة أقدم مقهى يوناني في المنصورة

نورا سعد وسامح الألفي

في مشهد من الجمال والعراقة تجد نفسك أمام أرقى وأقدم المقاهي التي عرفتها مدينة المنصورة، ” كافيه أندريا” يقع على شاطئ النيل بالمنصورة، إذ يعد من أجمل وأرقى المقاهى بالمدينة، واعتاد المثقفين وأصحاب الكتب زيارته كما اعتاد كبار السن الجلوس به أمام منظر النيل المطل عليه.

التقت “اليوم” بالدكتور حسين عليوة أستاذ بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة المنصورة، للتعرف على تاريخ إنشاء كافيه “أندريا”.

يقول الدكتور حسين، إن الكافيه أنشأه الخواجة اليوناني “أندريا” عام 1920، على الطراز اليوناني، وذلك اهم ما يميزه، ليكون مقر وملتقى لليونانيين في مصر، ثم باعه الخواجة لـ “عثمان حسين” الذي رفض تغيير أي من معالم المقهى وتوارثه أبناؤه مع الإلتزام بعدم تغيير اسم المقهى أو أي من ملامحه، ليصبح ” كافيه أندريا” من أشهر مقاهي مدينة المنصورة.

ويضيف، أن له مذاق خاص من الناحية التراثية إذ أنه يعد مزيج للمكان مع الزمان، حيث كان المقهى ملتقى لتجار القطن والمحاصيل الذين كانوا يأتون إلى المدينة باعتبارها مركز تجارة المحاصيل والقطن بالدلتا.

كافيه أندريا
كافيه أندريا

ويتابع، أن الإشتراطات المعمارية، وموقع المكان وتاريخه وتصميمه القديم فيه أقرب ما يكون، لتحويله إلى مركز إشعاع ثقافي حتى لا يتم هدم المكان ويندثر مع الوقت مثلما يحدث مع باقي المواقع التراثية، لافتا انه يجب أن تتكاتف محافظة الدقهلية مع صندوق التنمية الثقافية للحفاظ على المعالم الأثرية بالمحافظة.

يحكي محمود فهمي 55 عامًا، أحد رواد “أندريا”، :” إن هذا المكان شهد العديد من الحوارات السياسية والثقافية ، كما شهد تواجد العديد من نجوم الفن والأدب كأحمد مظهر وفاتن حمامة وأنيس منصور، لافتا إلى أنه ظل يتردد على المكان أكثر من 30 عاما، كما كان يقام به أمسيات شعرية مختلفة، وكان ملتقى للمثقفين.

وأضاف، أن الحال الآن قد تغير عن سابقه، فبعدما كان يلتقي بأصدقائه بالمقهى أصبحوا لا يستطيعو تحمل الأصوات العالية، والصوضاء الصاخبة وسرعة العصر التي لم تكن موجودة من ذي قبل.

ويضيف حسين شوقي 50 عامًا، وأحد رواد المقهى، أن عقليات الأشخاص الذين يترددون على“أندريا” اليوم تختلف كل الإختلاف عن عقليات الجيل الذي كان يتناقش في كافة الامور دون خلاف واضح او ازمات جوهرية فكان اختلاف الرأي يصلحه لذة وجمال المكان الذي شهد جميع العظماء،
مشيرا إلى أنهم لا يسمعون سوى إذاعة الأغاني القديمة ونشرة الأخبار على رأس كل ساعة بالراديو.

ويقول أحمد فريد صاحب الـ 35 عاما، إن أندريا تستقبل المواطنين الخارجين من أسواق العباسي والسكة الجديدة، ومعظمهم يكون من خارج المدينة، لذا فهي ملجأ الغريب عن المدينة، وتسببت شهرتها في الجمع بين أصحاب العمل وأصحاب الدراسة، قائلا” فقد اعتدنا أنا وأصدقائي على زيارته بعد اليوم الجامعي”.

أما محمود فكري، صاحب الـ 23 عامًا، أحد رواد “أندريا”، يرى أن الكافيه أحد أفضل الكافيهات بالمنصورة، فهو يتوسط المدينة، ويطل على موقع متميز وقريب من محطة السرفيس، ويجاوره العديد من المطاعم والمحلات، فهو أفضل مكان يمكنه أن يتردد عليه يوميا بصحبة أصدقائه، للعب الطاولة والدومنو وغيرها على نغمات الموسيقى والألحان القديمة.

وترى لبنى محمد، 23 عاما، أن الكافيه ينقصه العديد من الأشياء الهامة التي تجذب الرواد إليه، منها وضع شاشات لعرض مباريات كرة القدم الهامة وتجديد الأثاث، وإضافة أنواع جديدة من المشروبات، ورغم هذا لا يمكن أن نقارنها بالكافيهات الموجودة بالمدينة نظرا لتاريخها الطويل وعراقتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى