غير مصنف

إسدال الستار على أزمة السفينة بعد 107 أيام.. “إيفر جيفن” تغادر قناة السويس غدا

كتب- آيه حرب:

على ما يبدو أن أزمة سفينة “ايفر جيفن” أوشكت على الانتهاء وأسدل ستار على أزمة السفينة التي جنحت بقناة السويس يوم 23 مارس الماضي، في النقطة 151 ترقيم القناة، ونجحت هيئة قناة السويس في تعويمها يوم 29 مارس الماضي، وتم قطرها وسحبها إلى منطقة البحيرات المرة القريبة من مدينة فايد بالإسماعيلية.

استغرقت السفينة 107 يوم، داخل المجرى الملاحي للقناة، منذ جنوحها حتى السماح لها غدًا الأربعاء، باستكمال رحلتها ميناء روتردام بهولند.

واشعلت أزمة السفينة الجانحة خلال تلك الفترة الرأي العام وجميع وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، بعدما استغرقت المفاوضات بين هيئة قناة السويس، والشركة المالكة للسفينة وقتًا طويلًا.

ومن جانبه، قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن هناك حلًا أمكن التوصل إليه مع ملاك السفينة البنمية، مشيرًا إلى الإعلان صباح غدًا، دون الإفصاح عن تفاصيله، بعد أن تم توقيع على اتفاق على سرية بنود التسوية بين الطرفين، مؤكدًا أن الحل مرضٍ بنسبة كبيرة للهيئة وكافة الأطراف، موضحًا أنه جرى دراسة الأمر، حتى لا يكون هناك حاجة للذهاب للمحكمة مرة أخرى؛ للحفاظ على مصالح الأطراف كافة.

وأكد “ربيع”، أن الهيئة حافظت في الاتفاق الذي تم التوصل إليه على حقوقها كاملة، إلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة اليابان، من خلال حل يُرضي كافة الأطراف.

ورفض رئيس هيئة قناة السويس الكشف عن أي تفاصيل حول بنود الاتفاق، مؤكدًا إنه لا يستطيع الإفصاح عنه الآن نظرًا للتوقيع على الاتفاقية السرية وعدم الإفصاح، وبيّن أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل صباح غدًا، من خلال عمل احتفالية للسفينة والشركة، مشيرًا إلى عرقلة المفاوضات كثيرًا الفترة الماضية؛ بسبب ما تم تداوله حول الموضوع.

وأكد الفريق أسامة ربيع، بأن الهيئة تحملت مسئوليتها كاملة في تعاملها مع أزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية منذ وقوع الحادث، وسخرت كافة إمكانياتها الفنية والبشرية وما تمتلكه من معدات ووحدات بحرية لإتمام عملية الإنقاذ بنجاح بمشاركة ما يزيد عن 600 فرد من العاملين بالهيئة وباستخدام 15 قاطرة والعديد من وحدات الغطس والإنقاذ ولنشات الخدمة وكراكتين من أسطول كراكات الهيئة حيث استحدثت الهيئة استخدام التكريك في أعمال الإنقاذ البحري وهو أمر غير متعارف عليه لما يتطلبه من دقة عالية ومراعاة لأقصى معايير الأمان.

ويذكر أن أزمة سفينة “أيفرجيفن” تسببت في إغلاق كامل للمجرى الملاحى، ولم يكن حادث جنوح عاديًا حيث كانت السفينة فى حالة خطر دائم وكان من الممكن أن تنشطر إلى نصفين لو استمرت عملية الإنقاذ لمدة يومين آخرين، كما تم إنقاذ السفينة وما عليها من بضائع خلال 6 أيام فقط بالرغم من أن العالم كان يتحدث عن شهر ونصف فى حال اللجوء إلى قرار اخلائها من البضائع، حيث تمت عملية التعويم دون وقوع حاوية واحدة من بين 18 ألف حاوية كانت على متن السفينة.

وترتب على عملية الإنقاذ منع كارثة بيئية كبرى حيث كانت السفينة تحتوى على 2700 طن من الوقود، ولو تسربت فى القناة لحدثت كارثة كبيرة مشابه للتسرب البترولى الذى وقع فى خليج المكسيك والذى حصلت بمقتضاه على تعويضات وصلت إلى 10 مليارات دولار، كما كانت تحمل السفينة على متنها 100 حاوية تضم موادًا خطرة، دون أن يقوم ربان السفينة بالإبلاغ عن هذه المواد الخطرة وفقا للوائح المعمول بها فى قناة السويس.

القضية ايفرجيفن

في وقت سابق، قررت الدائرة الأولى بالمحكمة الابتدائية الاقتصادية بالإسماعيلية، برئاسة المستشارة إيمان زكى وعضوية كلًا من المستشارين هانى علام ومحمد الطحاوي، وأحمد رياض، سكرتارية حامد أحمد السيد، الأحد الماضى، تأجيل البت في الدعوى القضائية رقم 78 لسنة 2021، المقامة من قبل هيئة قناة السويس، لتثبيت الحجز التحفظى الموقع على سفينة الحاويات البنمية “إيفرجيفن”، إلي جلسة الأحد المقبل، بناءً علي طلب طرفي الدعوة وهم الشركة المالكة للسفينة وهيئة قناة السويس لمنح الطرفين فرصة لإنهاء التسوية، وهو ما حدث ونجح الطرفين في الاتفاق على توقيع التسوية غدًا الأربعاء.

وأنهت هيئة قناة السويس، إجراءات مغادرة السفينة البنمية “إيفرجيفن”، والمتحفظ عليها بمنطقة البحيرات المرة بالمجرى الملاحى للقناة، بالقرب من مدينة فايد بالإسماعيلية، استعدادًا لاستئناف رحلتها البحرية إلى ميناء روتردام بهولندا.

ومن المقرر أن تغادر السفينة البنمية، غدًا الأربعاء، يرافقها قاطرتين، ويقوم بإرشادها إثنين من كبار المرشدين، خلال رحلتها بالمجرى الملاحى لقناة السويس.

ووجهت قناة السويس، الدعوة لعدد من الدبلوماسيين وكبار رجال الدولة المصرية، لحضور مراسم توقيع عقد التسوية النهائي، صباح غدًا الأربعاء، بمبنى المارينا الجديدة، كما من المقرر، حضور السفير اليابانى والقنصل الهندى مراسم التوقيع.

كما من المقرر أن تعقد هيئة قناة السويس احتفالية كبرى لتوقيع عقد التسوية مع الشركة المالكة لسفينة الحاويات البنمية EVER GIVEN بحضور الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، وممثل الشركة المالكة للسفينة وعدد من السفراء والشركاء الدوليين، وذلك يوم الأربعاء المقبل، بمبنى المارينا الجديد شرق القناة وذلك فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.

وأكدت هيئة قناة السويس، أنه من المقرر أن يتضمن برنامج الاحتفالية دعوة الصحفيين والقنوات الفضائية لتصوير مغادرة السفينة من موقع الاحتفالية، ويعقب ذلك مؤتمر صحفي للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.

وكانت سفينة الحاويات البنمية، وهي من أكبر سفن الحاويات في العالم، قد ظلت جانحة لمدة 6 أيام فى قناة السويس بداية من يوم 23 مارس الماضي وحتى 29 مارس من نفس الشهر، ما عرقل الملاحة عبر الممر الملاحي الحيوي للتجارة العالمية، ويبلغ طول السفينة 400 متر، وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، وتحمل 17695 حاوية بضائع و540 حاوية فارغة، وطالبت قناة السويس فى البداية بتعويض يتجاوز 900 مليون دولار قبل أن تخفضه إلى نحو 550 مليونًا.

وعرضت فى المقابل الشركة المالكة للناقلة وشركات التأمين على السفينة 150 مليون دولار، ولم يتم الكشف عن قيمة التسوية النهائية.

ويذكر أن السفينة كانت مستأجرة من جانب شركة “إيفرجرين” التايوانية، وجنحت عندما كانت تبحر من الصين إلى روتردام، ومنذ تعويمها، يجرى احتجازها فى البحيرة المرة الكبرى، التى تفصل الجزء الشمالى من قناة السويس عن الجزء الجنوبي.

الشركة المالكة تعلن إنهاء الأزمة
من جهته أعلن متحدث باسم شركة “شوى كيسن كايشا” اليابانية المالكة للناقلة العملاقة “إيفر جيفن”، أنه تم التوصل إلى تسوية مع هيئة قناة السويس.

وأعلنت شركة المحاماة البريطانية “ستان مارين”، والممثلة للملاك وجهات التأمين، أنه بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة مع لجنة التفاوض فى هيئة قناة السويس، تم التوصل إلى اتفاق “من حيث المبدأ بين الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى