مقالات

إسماعيل ممتاز يكتب| من تكلم في غير فنّه أتي بالعجائب

هذا العنوان التي استعرته من كلام الإمام ابن حجر رحمه الله : ” إذا تكلم المرء في غير فنه آتي العجائب ” وهو عنوان ورسالة لكل المتفقهون الثرثارون الذين يتكلمون فيما لا يعلمون، الذين لم يحصدوا من العلم بقدر سطور ولم يتقنوا ويفقهوا تخصصهم، فضلا عن عدم علمهم وفهمهم لتخصصات أخري .

ليس فقط عبر القنوات الفضائية بل أيضا في في مجالسة الناس ، وأيضا عبر صفحات التواصل الاجتماعي وأصبح التحدث وشهوة الكلام هي عادة الكثير من الناس من يعلم ومن لا يعمل خاصة العلوم الشرعية كأنه باب مفتوح لكل ناعق يقول ما يقول ، ويهذي ما بما يهذي .

كأن العلم الشرعي مفتوح لوجهات النظر والأهواء دون دليل أو نص أو معرفة أو تخصص أو علم سواء تلقين من شيخ أو مطالعة جامعية، فهم يتحدثون من منطلق معلومات جمعت من صفحات التواصل وغير ذلك من المصادر التي تحتاج لمتعلم ومتخصص، فليس كل الناس مؤهلة لفهم وشرح وتأويل العلم الشرعي بل لذلك العلم أصول وقواعد كغيره من العلوم والفنون .

فأصبح لدينا مصطلح « مفكر » ، عبر التليفزيون وعبر صفحات التواصل الاجتماعي وفي كل الأماكن وجميع الأحوال هذا الشخص الذي يعلم كل العلوم الشرعية ويقول آراء من هنا وهناك دوم سند ودليل .

المدهش في الأمر أنه أيضا أصبح التعدي من أصحاب الفن والعلماء أنفسهم خاصة في مسائل قد لا تكون محل بحث أو دراسة أو علم ، وهناك إجماع من كافة العلماء والفقهاء المعتبرين بأدلة وحجج قوية مستندة من الأدلة الشرعية الأصولية المتفق عليه كالكتاب والسنة ، فأصبح يخرج علينا أصحاب العلم أنفسهم بتلك الأهواء ووجهات النظر دون رؤية واضحة وأدلة دامغة .

وأصبح عوام الناس في حيرة من أمرهم لمن يستمعوا، ومن يسمعوا، وكيف يميزوا بين الغث والسمين، في الحقيقة تلك المسائلة شديدة التعقيد، وهناك إشكالية تواجه جموع الناس في الفتاوى والأحكام سواء من أصحاب الأهواء والبدع ووجهات النظر، دون تخصص، وأصحاب التخصص والعلم أنفسهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى