غير مصنف

إنقراض المرأه


كتبت / حنان كمال
المرأة في طريقها للإنقراض
هل ما زالت المرأة في مجتمعاتنا علي قيد الحياة ؟؟
تعتبر المرأة من حيث العدد والإحصاءات هي نصف المجتمع
وهي مصدر للحياة بل هي صانعة للحياة بدءا من مراحل التكوين الي الولادة ثم الرعاية والعناية ورحلة تكوين الشخصية وبناء المجتمعات او هدمها فهو لمسئولية من مسئولياتها
فقد قيل عن المرأة انها كالحديقة التي قد تتحول لصحراء لا تصلح الا لزراعة الصبار
و إنها كزهرة لا يفوح اريجها إلا في الظل فهي دواء حلو كالعسل او مر كالعلقم
فهل هي مؤهلة نفسيا وصحيا وتعليميا ومجتمعيا لذلك؟
هل ينقصها فقط الدعم النفسي والمادي والصحي بما اننا في دولة فقيرة اقتصاديا ؟

تتعرض المرأة منذ قديم الأزل في المجتمعات الشرقية لمجموعة من العادات او العاهات والتقاليد والتعاليم الخاطئة والتي من شأنها هدم الشخصية و التحقير النفسي والذاتي لكل ما هو انثي وإمرأة .
فقد اصبحت المرأة تخجل من انوثتها بل وتقهرها احيانا بنفسها انتقاما لصالح الذكورة فاصبحت تخفيها وتتفاخر وتحارب من اجل تلاشي ملامح انوثتها وإخفائها بملابس هي في الأصل كانت في العصر الجاهلي
ولكنها ظهرت في مجتمعاتنا وغزت الفكر المصري وان تلك هي الحشمة
وان كل جسد المرأة فهو عورة ومفاتن يجب إخفائها لينتج زيادة في معدلات التحرش والإبتزال الأخلاقي وليس العكس
فالمجتمع تحجب والقي كل اللوم علي الأنثي في حالة تعرضها للتحرش من اي حيوان لانها فقط هي المتهمة بهذا والحيوان ليس عليه حرج فهو مجرد شهواني حيوان مذكر !! يفعل ما يحلو له لأنه رجل !!!
في مجتمعاتنا العجيبة تسعد المرأة بالوليد الذكر وتحزن وتخجل من خلفة البنات
والعجيب انها في بعض المجتمعات وخصوصا الريف تسخر بناتها لخدمة الولد اخيهم الذكر وتقهر بناتها بني جنسها وتظلمهن فلا تعليم ولا طفولة
ولكن ختان و زواج مبكر وحرمان من الميراث بل ولا تخجل الأم في جعل بنتها ايضا كالخادمة حتي في بيت الزوج واهله وكأنها تنتقم من انوثتها التي حرمت هي منها فتكررها مع ابنتها انتقاما وحقدا
وفي المقابل تدلل وتهتم بالولد الذكر الذي يفشل تعليميا في الغالب. وتدعمه ويفشل في العمل وتدعمه حتي يصل للإدمان بل والسرقة في اغلب تلك المجتمعات وللأسف نجدها تدعمه وتدافع عنه بكل قوة وتفاخر
معظم المجتمعات الريفية والصعيد تعيش امثلة مما ذكرته واكثر وابشع كثيرا واعلم واعرف اكبر وأغني العائلات يحجبون الميراث من بناتهن بالتحايل والنصب عالقانون وبإتفاق عائلي وبمنتهي الكره والحقد والقهر انتقاما من بناتهن ولكنهم لا يخجلون هم كرجال من الزواج من بنات الطبقات الفقيرة ليمارسوا عليهم النقص والإذلال والغرور واغواءهن بالتمتع بالمال الموروث والمسروق من بنات العائلة واللاتي تم تزويجهن لأي رجل يشتري وتم طردهن من ديار الأب بلا رجعة ولا ثمن
وحتي في المدن او الأماكن الأكثر تحضرا محكومة بنفس الأفكار التي تقهر الأنثي فعي معيبة ومهانة ويطلق عليها عانس إذا لم تتوفق في الزواج أي زواج المهم انها تعيش تحت ظل ذكر قد يبتزها ماديا و نفسيا بل ويعيش عالة عليها لتعمل هي وتشقي ويستمر في إهماله و فشله و عجزه وإدمانه للمخدرات او الرزيلة
وإذا فشلت الزيجة وارادت الطلاق فسيتم لعنها ووصمها بالعيب لأنها مطلقة
فالمطلوب دائما من المرأة ان تكون ضعيفة ذليلة وان ترضخ وتتكيف هي مع مزاج وطباع اي ذكر
فلا تناقش ولا ترفع صوتها بل ولا تعترض علي ما يرتكبه في حق كرامتها فهنا عيب اخوكي حتي لو سارق عيب زوجك حتي لو خائن عيب اي رجل لمجرد انه رجل
فقد قالوا لها لا كرامة في الزواج. والست الشاطرة تستحمل وتعشش علي بيتها وايضا هي تعلم ان وضعها بعد الطلاق
سيكون التشرد و الإزدراء من المجتمع
لذا فهي تكمل حياتها وتقتل حريتها وكرامتها وكبريائها وانوثتها وتسترجل وتكمل حياتها راضخة بل ومقتنعة انها ناجحة لأنها حظيت علي هذا الذكر الذي قد يصرف عليها امواله ولكنه سرق منها حريتها وانوثتها بحكم الأعراف والمعتقدات الدينية والتي تم تفسيرها بطرق لا تليق ولا تصح بالمرأة التي كرمها الله في المسيحية كأم
(العذراءمريم) والدة السيد المسيح اطهر نساء العالمين
وفي الإسلام كبنات وزوجات للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) والذي اوصي بهن وقال رفقا بالقوارير وإن ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن إلا لئيم
بل و كانت نبية في اليهودية وكانت ملكة وحاكمة في حضارتنا الفرعونية القديمة
وبذلك في مجتمعاتنا تنقرض المرأة
ينقرض عدلها وحكمتها أنوثتها وطبيعتها الرقيقة إذ اننا قد اصبناها بالقهر والكبت فلا تنتج سوي اجيالا معقدة قاسية مقهورة مثل العبيد لأنها اعتادت وتكيفت انها ناجحة طالما تروض وتصمت وتكسب رضا الرجل مهما اهانها لأنها الأقل فهما وقيمة وقامة وقوة
وللحديث عنهن بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى