تقارير و تحقيقات

استشهد ابنها فدفعت شقيقه للحربية.. “إيزيس”: الرئيس بكى من حديثي

عيدان يشهدهما شهر مارس من كل عام، أحدهما ليوم الشهيد في مصر، والآخر يوم المرأة العالمي، وكلاهما فيه قصص وعبر ترتجف لها القلوب وتدمع لها الأعين.

في هذا التقرير نحن بصدد الحديث عن أم مصرية لديها ابن شهيد، رحل في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، أثناء تنفيذ العملية الشاملة حق الشهيد.

عدسة «اليوم» انتقلت إلى منزل الشهيد النقيب ميلاد سعد جورج الذى استشهد يوم 12/7/2016 في سيناء، بقرية “دبيج” في مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، للحديث مع والدته “إيزيس نجيب رياض”.

تقول “إيزيس” والدة الشهيد ميلاد: “إن ابنها الراحل ولد في الخامس والعشرين من يناير عام 1991م وكان تاريخ مميز والده كان بيحب ذكرى ميلاده في هذا اليوم لأنه تم تسجيله رسمياً في يوم آخر، وأن الشهيد كان الابن الأكبر لأشقائه وهم مايكل الذي يعمل طبيب أنف وأذن، وجورج طالب بالكلية الحربية خلفاً لأخيه”.

وتضيف: “كان دايما يجيبلى هدية في عيد الأم ويتصل عليا أرجع من شغلي جرى أعمل كل الاكل اللي بيحبه كان هو فرحتنا، وكان بيحب أخواته جدا، واتذكر ذات مرة كنا بنتكلم مع بعض، وقال يا أمي انا هكون شهيد، رديت عليه لا يا حبيبي انا كنت أموت بعدك، فقال لي لا يا أمي هتعيشى كتير علشان أخويا الدكتور مايكل وكمان جورج هيكون ضابط علشان هو شبهي في كل حاجة”.

وتتابع حديثها مسترجعة ذكرياتها مع الشهيد الراحل: “منذ استشهاد ميلاد وأخيه جورج يرتدي الكاب الخاص بشقيقة الشهيد، ويعتبره القدوة بالنسبة له، وبعد تخرجه من الثانوية العامة التحق بالكلية الحربية، تذكرت ميلاد للحظات وقلبي يقول لا ولكن والده قال سيبيه يكمل الطريق وفعلاً التحق بالكلية ولما شفته لبس الملابس الميري شفت فيه ميلاد وحسيت روحي بترجع تاني وإن ميلاد عايش معانا”.

والدة الشهيد “ميلاد” تكمل حديثها قائلةً: “ابني استشهد قبل حفل زفافه بشهرين لأنه كان أجل معاد الزفاف بعد استشهاد صديقه عبد القادر مجدي، رفيق الدرب وكان من محافظة المنوفية، وكان ميلاد متأثر جدًا بفقدانه لأنه كان بيعتبره اخوه ومكنش اختلاف الديانة بيفرق في حبهم لبعض”.

وتقول “إيزيس” في وصف ابنها الشهيد: “كان حياتي كلها وكان حنون جدا على أشقائه وكل أبنائي لهم معزة واحدة ولكن ميلاد كان شيء آخر بقربه مني، وكان محبوب جدا من زملائه وقيادته وحتى العساكر والمجندين، كان بيطلب منى ازود الأكل اللي كان بياخده علشانهم”.

وأضافت: “أنه أثناء فوضى 2011 كان يعمل في سجن عتاقه بمحافظة السويس وأثناء تواجده لم يحدث أي حالة هروب للمساجين آن ذاك وتم تكريمه من الفريق “صدقي صبحي” لانضباطه في تأدية واجبه الوطني بكل حزم وقوة، وبعد ذلك عمل في الإسماعيلية ولم يستمر طويلًا، حيث قام بتقديم طلب للانتقال إلى سيناء للمشاركة في “العملية الشاملة حق الشهيد واحنا منعرفش إلا بعد 6 شهور من انتقاله وكان دائما القائد بتاعه يقوله لو منك 2 كمان كنا ندخل إسرائيل وذلك لتفانيه في العمل بكل إخلاص وضمير”.

وعن تكريم الرئيس السيسي لها وللأسرة أكثر من مرة، كان آخرها منذ أيام قليلة، وقالت إنه أشاد بهذا النموذج أثناء مشاركته لهم في اللقاء والذي لم يفرق فيه بين أسر الشهداء باختلاف الديانة، مشيرًا إلى أن الوطن دائما يوحد مشاعرهم.

ونقلت عن الرئيس حديثه بأن الرغبة في خدمة الوطن شرف يتسابقون إليه، واصفًا إياهم بقوله: “شايلين أرواحهم على إيديهم”.

وعقبت إيزيس والدة الشهيد ميلاد، على لقاء الرئيس السيسي، بقولها: “تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يستغرق دقائق معدودة ولكنه كان لخص سيرة طويلة للأبد يفخر بها كل مصري”.

واختتمت والدة الشهيد الحديث بالحوار الذى حدث بينهما وبين “السيسي” قائلةً: “كنت جالسة معه وقرينته على طاولة واحدة وسألني معاكي كام أخ للشهيد فبكيت وهو ينظر لي، فبكى ودموعة الغالية وصلت لقلبي بأن كل الشهداء أبنائه لأنه راجل حنون جابر الخواطر و متواضع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى