غير مصنف

البحوث الإسلامية تحسم الجدل حول قضية تأجيل الإنجاب خوفًا من كورونا

محمد الطوخى

بعد تداول بعض وسائل الإعلام الحديث عن تأجيل الحمل زمن انتشار فيروس كورونا ، لما في ذلك من آثار سيئة تؤثر على الأم والجنين ، إذ أن الفيروس يسبب تجلط الدم ، ويؤثر على مصدر غذاء الجنين من المشيمة ، فهل يجوز للمرأة تأخير الإنجاب تخوفا من هذا الأمر؟

وأجاب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بأن أهل الذكر والاختصاص في ذلك هم الأطباء، لقوله تعالى ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ” ، ذلك أن الفتوى تحتاج لمعرفة الواقع ، ثم تنزيل الحكم الشرعي على هذا الواقع ، ومن المعلوم أن الأطباء هم من يرجع إليهم لمعرفة أن الفيروس يؤثر على الأم والجنين أم لا.

يجوز للمرأة تأجيل الحمل إن خافت على نفسها أو على الجنين

وأضاف مجمع البحوث وبالرجوع إلى أهل الطب وجدنا وجهات نظر مختلفة بما مفاده أن الضرر احتمالي ومشكوك فيه ، ولم يصل إلى الظن أو اليقين ، ومن ثم فإذا كان الهدف من تأخير الحمل زمن انتشار فيروس كورونا هو الخوف على المرأة ، أو الجنين حين الولادة ”  فلا مانع من ذلك شرعا”.

شروط تأخير الحمل

واوضح المجمع أنه  يجوز تأخير الحمل ولكن بشروط ثلاثة : الأول : ألا يكون المنع بوسيلة ضارة بدنيا أو نفسيا. والثاني: أن يكون الهدف تأجيل الحمل حتى تنتهي الجائحة ، وليس المنع الكلي للحمل بتعقيم الرجال ، أو استئصال رحم المرأة. الثالث ألا يكون تأجيل الحمل نظرة اجتماعية عامة ، بل ينظر فيه كحالات فردية لكل امرأة على حدة حسب ظروفها الصحية، وما إذا كانت تعاني من أمراض مزمنة تزيد من الخطورة عليها حال إصابتها بالفيروس، وبما يقام الأمر مع الحمل.

الدليل على جواز تأخير الحمل

واستدل مجمع البحوث الإسلامية  بما قاله الفقهاء من أن المشقة تجلب التيسير عملا بقوله تعالى : “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ” لا ضرر ولا ضرار في الإسلام”  لكن مع تقدير الضرورة والحاجة بقدرها ، كما يستدل على مشروعية تأجيل الحمل حالة تأكيد الضرر من الأطباء ، أو حتى إخبارهم بظن الخطورة والضرر بالقياس ، حيث يقاس هذا الأمر على جواز فطر المرأة وعدم الصوم في رمضان خوفا على نفسها ، أو جنينها ، أو رضيعها ، بل هنا أولى وأعظم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى