عرب وعالم

البريكس اللهو الخفي في انقلاب فانزويلا

كتب / عبدالحميد خليفة .


قطعا أمريكا لا تقف خلف انقلاب فنزويلا ! ، إنها تتقدمه ، وهل يعتقد الرئيس ترامب أن فنزويلا غنيمة حرب باردة ؟ فليهدأ فلن تشتعل حرب أهلية في بلادنا، فترامب هو من دبر للانقلاب. ردود نارية لوزير خارجية فانزويلا ، في مجلس الأمن اليوم . اعقبها موقف روسي مناصر لما وصفه بالشرعية وأن أزمة فنزويلا شأن داخلي ، وكان المندوب الأمريكي قد اتهم نظام مادورو بقمع شعبه منذ سنوات بدليل فرار أكثر من 3 مليون فنزويلي مما أدى لزعزعة استقرار المنطقة . وليزداد الموقف وضوحا فقد أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتن ياهو اعتراف حكومته بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو رئيساً للبلاد، وسبق وهدد ترامب باستخدام القوة العسكرية لعزل مادورو عن سدة الحكم في فنزويلا. مما أدى لتصعيد روسي معه ،وترجع الأزمة ليوم 23 من يناير الحالي عندما نصب خوان غوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه رئيسا للبلاد وبعدها بدقائق أعترف ترامب به رئيسا لبلاده ، مما دفع الرئيس مادورو لطرد الدبلوماسيين الأمريكان من بلاده ، وفي اليوم التالي امتلأت الشوارع بالمظاهرات للرئيس ومعارضه ، فيما أعلن الجيش الوقوف مع الرئيس باعتباره ممثلا للشرعية !
ولكن ما سر التكالب الدولي اليوم على فانزويلا ؟
ولم تتحرك دول بجيوشها ؟ ولنصرة من ضد من ؟ ولماذا ؟ وأين مصالح الشعب؟
ولنفهم الحكاية فإن فنزويلا تمثل العمق الاستراتيجي الأكبر لروسيا ضد أمريكا في القارة الأمريكية، فتدين فنزويلا لروسيا بأكثر من 17 مليار دولار ، وللصين ب 70 مليارا ، ولذا تمتلك روسيا وحدها أكثر من 40% من حصص شركات النفط الحكومية في فنزويلا ، ولها استثمارات ب50 مليار دولار ، وبالمقابل تعطيهم روسيا الحبوب والطعام ، ويعطيهم مادورو أسهم واستثمارات في بلاده ، والنتيجة عجزت الحكومة عن القيام بواجباتها تجاه شعوبها ،فقد شهدت فنزويلا أسوأ أزمة اقتصادية منذ تولي مادورو فقد بلغ التضخم عشرة ملايين % في عهده ، وشهدت الأسواق نقص حاد في السلع الأساسية والتموينية وانتشار واسع للجريمة وفرار ملايين الفنزواليين من جحيم الفقر، وورث مادورو علاقات مضطربة مع أمريكا ، رغم أن فنزويلا من أكبر مصدري النفط لها ، وقطعا أمريكا ليست جمعية خيرية للحريات في العالم بالمجان ، فقد تعهد غوايدو لترامب برفع أنتاج النفط الفنزويلي والذي يشكل أكثر من نصف انتاج العالم النفطي ، خاصة أنه من الثروات القريبة والثقيلة والكثيرة ، وقد سبق لأمريكا زلزلة عروش في أمريكا اللاتينية بما يخدم مصالحها فقد أطاحت بالرئيس سلفادور أليندي في تشيلي ، ودبرت عشرات المؤامرات للإطاحة بالرئيس الكوبي فيديل كاستروا ، واغتالت رئيس الدومنيك رافيل تروخيلو عام 1961، حتى مادورو تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بطائرة منذ أشهر قليلة عرفنا الآن من مدبرها
ويرى المفكر الكبير الشيخ صفوت بركات أن السر في انقلاب فانزويلا يرجع إلى
تحالف كل من الصين وروسيا والبرازيل وفنزويلا وكوبا وجنوب أفريقياو الأرجنتين لتشكيل مجموعة البريكس لتكوين بنك دولى على غرار البنك الدولى العالمى وصندوق النقد الدولى ولكنهم فى طريقهم للفشل . فقد صعدت أمريكا جناحها اليمينى بالأرجنتين وتخلصت من النظام القديم بعد صناعة عدة أزمات اقتصادية وقوضت التجربة البرازيلية وقامت بانقلاب ناعم ودستورى وفتحت العلاقات مع كوبا لاستقطابها ودفعت أسعار النفط للتراجع وسمحت بتصدير النفط بعد أربعين عام لتجعل فنزويلا تتسول طعاما لشعبها بسبب الأزمات الاقتصادية لدولة 91% من دخلها القومى قائم على النفط .وذلك لأنهم حاولوا الخروج من الهيمنة العالمية والتي تضع الدول وثرواتها ومقدراتها تحت أيدي الدول الاستعمارية
وخلاصة القول في أي نزاع داخلي في أي دولة في العالم : إن أية محاولة لهيمنة الجناح المدنى على الجناح العسكرى فى أى دولة ممنوع إلا إذا كانت الإدارة المدنية والعسكرية كلاهما موظفين لحساب الرؤية البنتاجونية للعالم…
وليبقى للشعوب أن تلعق أصابعها بعدما يغنم السادة ثرواتهم وتوزعها على أقطاب خارجية يتصارعون من أجل مصالحهم ، فلا مادورو نافع ولا غوايدو شافع وكله في البلالا يابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى