غير مصنف

التوظيف الأمثل للقوى العُمانية الناعمة إسدال الستار على الدورة الـ24 لمعرض مسقط الدولي للكتاب


متابعة أحمد تركي … خبير الشؤون العربية والدولية

أسدل الستار بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض على فعاليات وبرامج معرض مسقط الدولي للكتاب، في دورته الرابعة والعشرين، برعاية الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام ـ رئيس لجنة معرض مسقط الدولي للكتاب بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي العماني والعربي والتي بدأت في الحادي والعشرين من شهر فبراير وحتى الثاني من شهر مارس الجاري.
ويجسد تكريم وزير الإعلام الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني لعدد من المبادرات الثقافية، حرص سلطنة عُمان على الاهتمام بتفعيل قوتها الناعمة، إذ حصلت مبادرة “القرية القارئة” من ولاية سمائل على المركز الأول فيما حصلت مبادرة “معين” لفريق صدى الشباب بمحافظة الظاهرة على المركز الثاني، وحصلت مبادرة “بقراءتي ترتقي ثقافتي” على المركز الثالث، وحصلت مبادرة “مشروع كتاب” لمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين على المركز الرابع، فيما حصلت مبادرة “ترجمات كلمة” على المركز الخامس وحصلت مبادرة “مكتبة الندوة العامة” على المركز السادس.
وقد شهدت هذه الدورة زخماً ثقافياً كبيراً، وبلغ عدد الزوار مليونا ومائتين واثني عشر زائرا، وضم المعرض نحو 523 ألف عنوان، بمشاركة 882 دار نشر من 30 دولة، وتميزت مصر بأكثر المشاركات في هذا العام؛ حيث وصل العدد إلى 154 مشاركة، بما نسبته 35% إصدارات حديثة، بينما تشارك لأول مرة في المعرض كل من الصين وبلغاريا وكندا وسيرلانكا.
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن سلطنة عُمان أصبحت تتعامل مع تراثها وثقافتها وحضارتها كأحد أسلحتها الناعمة، فالحركة الثقافية في السلطنة تنشط على مدار السنة ولكن يزداد ويتفاعل هذا النشاط في مواسم معينة تُقام فيها مهرجانات وطنية ودولية تتجلى فيها مقومات عُمان التراثية والفنية والأدبية والصناعية والسياحية وكأنها سلسلة مترابطة مقدمة وجهاً منيراً للسلطنة يشع في أرجاء الوطن والعالمين العربي والغربي.
فعلاوة على معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يُعد نافدة عُمانية وإطلالة ثقافية على العالم، توجد بعض المهرجانات التي تؤكد على أهمية التراث والثقافة العُمانية كروافد معززة للقوة الناعمة ومن أهم هذه المهرجانات: مهرجان مسقط والذي يقام سنوياً بين يناير وفبراير بهدف ليس فقط تقوية وتنشيط وتفعيل السياحة الداخلية في السلطنة، إنما يتمثل مضمون المهرجان في إعداد أسواق لمختلف الإنتاجات الصناعية والحرفية والتراثية الوطنية، كما تُخصص أمكنة لمعروضات أجنبية تهتم بالمُشاركة ، وتقام حفلات فنية تشارك فيها فرق وطنية وأجنبية، وكذلك مهرجان صلالة السياحي وينطلق مع بدء موسم خريف ظفار ويستمر حتى نهايته ويقام في مختلف ولايات محافظة ظفار وتقدم في المهرجان عروض رياضية وفنية وخاصة عروض رقصات شعبية تراثية، وحفلات موسيقية ومعارض فنون حرفية وتراثية وغيرها.
ولا شك أن هذا الدور الثقافي العُماني يأتي مكملاً لدور الآثار والتاريخ ثم يتضافر مع هذا دور الإعلام، صحفاً ومؤسسات وفضائيات، وفقاً للفلسفة العُمانية في استراتيجيتها الكبرى في شتى مناحي الحياة والتي تنطلق من مفهوم التكامل بين مؤسسات الدولة وليس التنافس، والتي أرساها السلطان قابوس سلطان عُمان.
وبدا هذا التكامل جلياً ليس فقط في مسيرتها للشورى والديمقراطية وآليات تطورها، إنما ظهر ذلك بوضوح في جميع الخطط والاستراتيجيات الفرعية التي صاحبت بناء الوطن على مدار نصف قرن من العطاء، وكان للإعلام العُماني دور مهم على مدار التاريخ في تنفيذ هذه الرؤية وتلك الاستراتيجية.
إجمالي القول، فإن الثقافة العُمانية الأصيلة وثورة الإعلام الواعي في معالجة الواقع، والتاريخ العريق وآثاره، والموقع الاستراتيجي وتأثيراته، كلها قوى عُمانية ناعمة، لممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي ويجسد مكانتها اللائقة على الخريطة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى