لا يزال الجلباب الصعيدي متوارث بين الأجيال، ولكن بدرجات متفاوتة وخاصة عند فئات عمرية بعينها من المجتمع وخاصة في الريف بالوجه القبلي “صعيد مصر”، فالبعض يرى انه يُعطي صاحبه الهيبة والقيمة، وهم فئة كبار السن وقليل من الشباب، وآخرون يرون أن الموضات الجديدة من الملابس كالبنطال هي الأهم والسائدة ، خاصة العاملين في الوظائف الحكومية، لا يستطيعون دخول أماكن عملهم بالجلباب.
في التقرير التالي يحدثنا أهل المنيا عن اهمية الجلباب الصعيدي من حيث أنواعه وأقمشته وتكلفة تفصيله.
الجلباب رداء جميع الفئات دون استثناء
قال محمود عز الدين: “يُعد الجلباب الصعيدي او البلدي الزي الرسمي والشعبي لأهل الصعيد، سواء كان قاضي اوطبيب او مهندس او دكتور جامعي، متعلم كان او امي لابد من لبس الجلابيه في بلده ووسط أهله، و من الممكن أن يصل سعرها لأربع اضعاف البدلة، لأن خامات القماش للجلابية الواحده يكفي لتفصيل 3 بدل. اللبس الصعيدي شرف وفخامه”.
لبس كبار السن
فيما أكد جمال كمال، أن الجلابية البلدي موجودة والمتمسكسن بها هم كبار السن، لكن الشباب بيلبسونها كنوع من التغيير، وأغلى انواع الأقمشة للجلباب هو الصوف ومن الممكن أن يصل سعر المتر منه إلى 300 جنيه.
أضاف مصطفى فاروق: “ان معظم المتمسكين بلبس الجلباب الصعيدي هم كبار السن، فهي مريحة في الحركة وليست متعبة كالبنطال، الجلابي’ موجوده’ بالفعل ومعظم اللي بيلبسها الاغنياء في الأرياف، وفي القاهره نرى البعض يرتديها، مشيرا إلى غلو سعرها فهي مكلفة جدا سواء القماش او مصاريف الخياط، فأنواعها عديدة سيلكا او كتان او قماش عادي او مغطي بلاستيك قماشي، ولبسها شيك للي يحب يلبسها”.
عنوان وأصل الصعيد
اما أيمن علم الدين فقال: “الجلباب البلدي هو عنوان وأصل الصعيد، ولا يزال موجود بيننا من يرتدونه، ولكن الاجيال الجديدة يفضلون لبس البنطال تقليدا للغرب، وليسوا متمسكين بها كالاجيال القديمة، نعتبرها اصل وعادة نتشرف بها في أي مكان”.
بينما تحدث فريد الشاعر عن الجلباب الصعيدي قائلًا: “انا بحب الجلابية الصعيدي ومتمسكك بها جدا، هي بالنسبة لي عادات وتقاليد، ولكن القليل جدا من الناس يرتدي الجلباب، نظرا لغلو سعر اقمشته وإرتفاع أجور التفصيل، حيث وصل إلى 1000 جنيه، وهي للجلباب المكلف، موضحا انه هناك انواع تكلفتها متوسطة، بينما توجد اخرى بدون تكلفة، ناهيك عن أن البعض ترك عادة لبس الجلباب وبدؤا في تقليد اللبس الغربي “البنطلون المقطع” للتظاهر بالروشنة”.
موجودة بكثرة في الريف
أوضح طارق زعفان أن: “الجلابية طبعا لبس مفضل للجميع وخاصة في القرى، وانا عندي جلبيات ومن محبيها، وطبعا موجودة وبكثرة وليها وقارها واحترامها، والمتمسكون بها ما بين القديم والحديث، ولكن الاكثر الأجيال القديمة، وافضل انواع القماش هو الصوف وأغلاهم، منوها الجلباب الصعيدي يتم تكليفها وتكفيفها، بمعني أن الجلابية الواحده ممكن تتكلف تفصيل وقماش في حدود ١٥٠٠ الي 2000 جنيه”.
فيما أكد عمرو ابراهيم ترزي جلباب صعيد: “حاليا الجلابية البلدي شغالة على الريف المصري فقط وحاليا شباب الريف يفضلون إرتداء البنطال، بينما أهل المدن لا يرغبون بها إلا القليل منهم، وتمثل لهم تغيير او رفاهية، مشيرا إلى ان اسعار تفصيلها تتفاوت بحسب نوع اقمشتها واسعارها، الغالي منها تتراوح اجرة تفصيله مابين 800 إلى 1500 جنيه، اما الأقل يصل إلى 250 جنيه، والأرخص ما بين 60 إلى 100 جنيه”.
الأسعار تتفاوت بحسب النوع
يقول احد تجار الاقمشة: “إن الإقبال اصبح أقل من زمان على شراء الأقمشة الخاصة بالجلباب البلدي الصعيدي، نظرا لظهور موضات جديدة في اللبس كالبنطال، ولكن الفلاحين هم أكثر من يُقبل عى شرائها، مستطردا انواعها كثيرة وعديدة فمنها الغالي يصل سعره الى 2000 جنيه المتر، والمتوسط مابين 250 إلى 1000، أما الرخيص وهي الأقمشة المصرية 60 إلى 200 جنيه، حسب طلب المُشتري”.
ويتابع: “منها الفرنسي يرتديها الرجال صيفا وشتاءا نظرا ملمسها المقبول، لا تحر في الصيف ولا تبرد في الشتاء، ومنه نوع آخر فرنسي مشرب، ويوجد النوع الهندي شتوي فهو ثقيل وكأنك تلبس بطانية، وألوانها ثابته لا تتغير بالغسل، وهناك النوع “المشحم” اللامع والليز الاسود وهما مفضلان للشباب، وانواع الصوف منها صوف المحلة وجولدن تكس، ويكون الإقبال الكثر عليها في الشراء”.
