مقالات

الدكتور عاشور صادق يكتب/ كورونا وما أدراك ما كورونا


كورونا هو فيروس صغير صغير متناهى فى الصغر لا يرى بالعين المجردة شاء الله أن يكون حديث الناس الأن العالم كله قلق وفزع منه الدول الكبيرة والصغيرة معا الغنية والفقيرة النامية والمتقدمة الكل فيه على حد سواء من الهلع والجزع صدق الله إذ يقول (وخلق الإنسان ضعيفا )
وكورونا هو جند من جنود الله ( وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هى إلا ذكرى للبشر )
ومانزل إلا بقدر الله حيث يقول النبى صلى الله عليه و سلم
( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )
لا عدوى أي لا عدوى تصيب الإنسان إلا بإذن الله وبأمره فإن قيل انتقل آلينا عن طريق الصين فمن الذي أنزله في الصين فان قيل أصاب بعضهم بعض فمن الذى أوجد هذا الفيروس في الشخص الأول انه الله رب العالمين وهذه الطواعين ليست أمرا جديدا بل هي قديمة أصابت الأنسان المؤمن منهم والكافر على حد سواء فقد أصاب طاعون عمواس الأشياخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الطاعون الذي نزل في بلاد الشام في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب ومات من هذا الطاعون أبوعبيدة بن الجراح وبلال بن رباح وسيدنا معاذ والفضل بن عباس أبو مالك الأشعري وشراحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان أخو معاوية وتذكر بعض الروايات أن عدد من مات في طاعون عمواس ثلاثون ألفا وأصاب طاعون الجارف الناس وقتل منهم الكثير حتى قيل أنه قتل لسيدنا أنس ثمانين أو سبعين من ولده وقتل لسيدنا صدقة بن عامر سعة في ليلة واحدة فقال اللهم انى مسلم ومسلم اللهم اني مسلم ومسلم وأصاب طاعون البصرة الناس بعد ذلك قتل لأب واحد ستة من الولد فقال في رثاء أولاده.
وكنت أب ستة كالبدور أفقي بهم أعين الحاسدينا
فمروا على حادثات الزمان كمر الدراهم بالنافينا
وحسبك من حادث بامرىء يرى حاسديه له راحمينا
وهذه الطواعين علامة من علامات الساعة الصغرى روى البخاري عن عوف بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال (أعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاس الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب الا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بنى الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا )
والموتان هو الوباء الذي يموت فيه الكثير من الناس كموت البهائم عندما يصيبها المرض وهذا الوباء قد يكون عقابا من الله تعالى وقد يكون رحمة للبعض الاخر فقد يكون عقابا كما قال صلى الله عليه وسلم ( لم تظهر الفاحشة فى قوم قد حتى يعلنوا بها الا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا )
أخرجه بن ماجة والحاكم عن ابن عمر
يقول الله تعالى (وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
وقد تكون الطواعين رحمة من الله كقول النبى صلى الله عليه وسلم ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )
رواه الترمذى عن أبي هريرة
روى البخاري عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني( أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة للمؤمنين
ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه الا ما كتب الله له الاكان له مثل أجر شهيد)
والحجر الصحى عرفه الاسلام قبل أن تعرفه الدول
روى مسلم عن أبى هريرة قال ( قال صلى الله عليه وسلم ) (لا يورد ممرض على مصح )
وروى البخارى ومسلم عن أسامة بن زيدقال (قال صلى الله عليه وسلم )(الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بنى اسرائيل أو على من كان قبلكم فاذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه واذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه )
فالحجر الصحي وقايةمن هذا الوباء أو لتقليل هذا الوباء مع الأخذ بكل الأسباب العلمية التي يسوقها لنا المختصون ونحن كمسلمين علمنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية على سبيل المثال قول النبى صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات الا لم تضره بشىء )رواه أبوداوودوالترمذى
عن أبان بن عثمان بن عفان يقول أبان بن عثمان فمرضت فزارني بعض من سمع هذا الحديث فظل ينظر الي مالك تنظر الي فوالله ما كذبت على عثمان وما كذب عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أصابنى غضب في الليلة التى مرضت فيها فنسيت أن أقول هذا الدعاء فأصابنى ما ترى
أدعو الله أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأن يكتب الشفاء للمصابين والشهادة للمتوفيين والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى