مقالات

الدكتور محمد الروبي يكتب/ أبنائي طلبة الثانوية العامة.. المستقبل غيب ورزق

أصدقائي الأعزاء من لديه ولد أو بنت في الثانوية العامة، بلغوا أبنائكم وبناتكم طلبة الثانوية العامة أن المستقبل أكبر من أن يرسمه مجموع أو تحدده كلية أو جامعة، المستقبل غيب ورزق، والرزق قد تسعى إليه ويمنعه الله عنك لا لأنك لا تستحقه، ولكن لأن فيه هلاكك.

كم من طبيب قتله المرض؟!.. وكم من حالم ببعثة كان فيها ضياع دينه ودنياه؟!.. مستقبلك حيث يختار الله لك وإن كان على غير إرادتك!!.. لا أقول أن هذه هي القاعدة لكل متفوق، لكنني أقصد النموذج فيما قد تؤول إليه أمور أحدنا من أمر بكى لفواته واغتاظ لفقده.

أود أن أروي لكم قصة صيرة عن شخص كان في يدرس الثانوي العام شعبة علمي رياضيات، ولم يسعفه مجموعه أن يدخل كلية الهندسة، بينما هو الآن من أكبر أساتذة علم اللغة في جامعات مصر!!

المستقبل بيد من أتى بك من الماضي وأحياك الحاضر.. وقد تلطف بك في ماضيك وحاضرك… أفيضيعك في مستقبلك؟!

حاشاه سبحانه، سلموا لله أموركم أنتم وأنتن، ولا تختزلوا مستقبلكم في درجات أو مسارات أو جامعات، فالقمم نصنعها نحن ولا تصنعنا هي، أما أنتم يا معاشر الآباء والأمهات فلا تكونوا عونا لأولادكم على اليأس والبؤس والإحباط، علموا أولادكم أنهم أغلى من المجموع، وأن شرف البذل وعرقه يريح الضمير حتى وإن لم نصل، وأن القمة ليست في الكلية وإنما في الطالب الذي يصنع قمته، وأن الله لا يضيع عمل عامل، لكنه يختار له سبحانه، واختيار عالم الغيب والشهادة سبحانه أفضل ألف ألف مرة من اختيار من لا يستطيع أن يرى ما وراء جدار غرفته.

علموهم أن الثانوية ليست نهاية المطاف، وأن التميز جولات، والتفوق حلقات لا تعدو الثانوية أن تكون إحداها، علموهم أن مقاييس الناس دائمة الخطأ، وأن عليهم الاستعانة بالله والانطلاقة، وفضله سبحانه ينتظرهم ورزقهم يسبقهم

على هذا ربوا أولادكم، وبهذا ذكروهم، فهم والله أحوج لهذه المعاني التربوية من حاجتهم لمجموع الثانوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى