مقالات

الدكتور محمد جمعة يكتب: رؤية لتطوير حوض النيل سياحيا واقتصاديا

إن مصر بحضارتها وتاريخها العظيم وبمكانتها بين الدول تتميز بأنها تمثل قلب العالم وهى البوابة الشرقية لقارة أفريقيا نحو دول الشرق وتربطها روابط تاريخية بأفريقيا فى فترات الاستعمار والتحرر ولأن حوض النيل الذي هو هبة الحياة يربط عدد كبير من الدول الإفريقية ويمثل شريانا للحياة بهذه الدول .

ولا تختلف العادات والتقاليد كثيرا بين شعوب هذه الدول على امتداد مجرى النهر من المنبع إلى المصب ورغم اختلاف اللغة الا أن العلاقات والروابط الاجتماعية تكاد تكون مميزة بين شعوب حوض النيل.

ولأن مصر تملك تاريخا عظيما من الحضارة على مر العصور فقد قامت نهضة زراعية صناعية وحضارة يشهد لها العالم وما زال يقف أمامها مبهورا بعظمة هذه الحضارة بما تركته من آثار وثقافة فى شعوب دول حوض النيل وخصوصا ما تركه القدماء من حضارة عظيمة فى مصر تتمثل في أهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع ومعبد الكرنك ومعابد فيلة وأماكن سياحية كثيرة أخرى.

ونظرا لأن مصر تمتلك الخبرة السياحية الكبيرة فى تنظيم المؤتمرات واستجلاب السياح وتنظيم البرامج السياحية المميزة
فيمكننا خصوصا بعد فتح المعابر الحدودية بدءا من معبر قسطل أشكيت الحدودى مع دولة السودان الشقيق أمام السائحين بين مصر ودول حوض النيل من تنظيم رحلات متنوعة تستفيد منها كل الدول المشاركة في مثل هذه الفعاليات .

وأقدم مشروعا سياحيا لتنمية حوض النيل تشارك فيه جميع الدول المشاركة بحوض النيل ويكون اتفاقية مشاركة لتنظيم رحلات سياحية متنوعة وينظم رحلات شتى على سبيل المثال لا الحصر:

– رحلات استكشافية لمنابع النيل
– إقامة معسكرات شبابية دائمة بمشاركة شباب جميع دول حوض النيل لتوحيد الثقافة وتقريب الفكر
– تنظيم رحلات سفارى بين تلك الدول وتذليل كافة الصعاب امام السائحين وتأمينهم
– رحلات علمية للدارسين للحياة البرية والمائية والاجتماعية والدارسين للجولوجيا
– رحلات صيد فى مواسم هجرة الطيور على ان تنظم وتقنن لحماية الحياة البرية
– رحلات علاجية ومصر تمتلك من الأطباء المهرة فى كافة التخصصات على ان يتم إقامة مجمع طبي استثماري كبير بمنطقة أسوان والتوسع بمستشفى د مجدى يعقوب وإقامة عدد من الفنادق للإقامة لخدمة أبناء القارة السمراء والسائحين لهذا الغرض
– إقامة محميات طبيعية بين تلك الدول لتكون بمثابة بارك طبيعي يحوى الحياة البرية بشكل طبيعي دون تدخل من الإنسان
– إقامة عدد من المنتجعات السياحية على امتداد مجرى النهر في الأماكن التي تصلح لذلك لاستقبال السياح من دول أوروبا وأمريكا ودول حوض النيل بما يحقق النفع على جميع الدول
– تنظيم بطولات للسباحة بمجرى النهر في الأماكن التي تصلح لذلك وتكون آمنة للسباحين وتكون هذه البطولات بشكل دائم فى مواعيد محددة تحت عنوان (تماسيح النيل)
– إقامة بطولات للمراكب الشراعية والتجديف ومعروفة تلك الرياضات ومنحوت على جدران المعابد ان القدماء من المصريين وسكان وادي النيل كانوا يمارسون تلك الرياضات
– إنشاء قناة فضائية مشتركة تتحدث بجميع لغات دول حوض النيل لنشر وتقريب ثقافة تلك الدول وزيادة الترابط الثقافي والموروث الإجتماعى بين دول حوض النيل وتقوم بتسليط الضوء على عادات تلك الشعوب ومعايشتهم اليومية لأن هذه الشعوب شعوب حضارة بدأت منذ ألاف السنين
هذا ولمصر بمعاونة دول حوض النيل ان تبرز أهمية الدور الطبيعي لدول حوض النيل وتعمل على تقارب الثقافات بين شعوب تلك الدول من خلال استقبال الدارسين لاستكمال دراستهم فى الجامعات والمعاهد المصرية
وارسال البعثات العلمية والتعليمية والطبية لدول المنطقة وكذلك تشكيل هيئة عليا من جميع دول حوض النيل مهمتها الحفاظ على مياه النيل من التلوث من المنبع إلى المصب باتفاقية ملزمة بما يسهم من تحسن الحالة الصحية لشعوب المنطقة جميعا
وأخيرا نوصي بإنشاء مجلس تعاون دول حوض النيل الذي تكون مهمته
– إزالة العقبات التي تحول بين وحدة واندماج المجتمعات في دول حوض النيل وحل الخلافات السياسية
– مساعدة الدول على النهوض بالاقتصاد والتعليم والصحة والعمل على معالجة المشكلات الطارئة بدول حوض النيل بما يحفظ الأمن والاستقرار
– التعاون بين دول حوض النيل من الاستفادة القصوى من إمكانات النهر في توليد الكهرباء وتطوير الأماكن السياحية والمحافظة على مياه النيل من التلوث
– تطوير وتنمية وتوجيه الشباب بدول حوض النيل تحت مظلة هذا المجلس الذي سيقوم بدعم وتطوير الشباب من خلال تبني برامج توعوية يشارك فيها أفراد المجتمع المدني إلى جانب القيادة السياسية بجميع دول حوض النيل
– الاستفادة من الميزة النسبية لبعض الدول ونقل التكنولوجيا من الدول الأكثر تطورا إلى الدول الأقل لرفع كفاءة تلك الدول والاستفادة بالطاقات العاطلة بكافة دول حوض النيل
– إنشاء منطقة تجارة حرة لسهولة تبادل السلع والخدمات مما يزيد من فرص التشغيل فى كافة الدول الإفريقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى