غير مصنف

الرحلة الأخيرة.. العالم يترقب “الموكب الذهبي” لملوك وحكام مصر القديمة

كتبت- سمر صفي الدين:

“رمسيس الثاني” الفرعون المحارب يعود للحياة ليقود جيشاَ من الملوك والملكات في “الرحلة الأخيرة” لملوك مصر القديمة من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط في موكب مهيب يليق بعظمة ملوك مصر القديمة؛ لتصبح قاعة الملوك بالمتحف بمثابة الورقة الرابحة لجذب السياحة من جديد.

الحدث العالمي الذي ستشهده مصر والعالم في يوم 4 ابريل القادم سيتقدم “الموكب الذهبي” الملك رمسيس الثاني، ثم رمسيس الثالث، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، ثم تحتمس الأول والثاني وتحتمس الثالث.

ويشمل الموكب تحتمس الرابع، والملك سقنن رع، والملكة حتشبسوت، وأمنحتب الأول، وأمنحتب الثاني، وأمنحتب الثالث، وأحمس نفرتاري، وميريت آمون، وسبتاح، ومرنبتاح، والملكة تي، وسيتي الأول، وسيتي الثاني.

نجم الأرض

ترتيب الملوك بدأ بالأشهر ولذلك كان لـ “رمسيس الثاني” نصيب الأسد فهو أكبر الملوك عمراَ حكم مصر لقرابة 66 عامًا والأكثر إنجاباَ للأبناء “عنده أكثر من 100 ولد وبنت” وقاد الكثير من المعارك الكبري وله الكثير من المنشآت التي تحمل أسمه في مصر تفوق أي ملك أخر.

وأقام الكثير من المسلات والمعابد، منها مسلته بمعبد “الكرنك” ومسلة أخرى موجوده فى باريس فى ميدان الكونكورد، كما قام بإتمام معبد “أبيدوس” ثم بنى معبدًا صغيرًا خاصًا به بجوار معبد والده ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا الأطلال، وأقام فى طيبة معبد “الرامسيوم” وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إليه وقد سمى باسم المعبد الجنائزي.

بالإضافة إلي التحفة الرائعة في أبوسمبل، حيث إن المعبد الكبير المنحوت في الصخر بني عام 1244 ق.م واستغرق حوالي واحد وعشرون عامًا في بنائه، ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لـ”رمسيس الثاني” وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال على 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت في الصخر لزوجته “نفرتاري” وكان مكرسا لعبادة الإلهة “حتحور” إلهة الحب والتي تصور برأس بقرة.

وتوجد فى واجهة المعبد سته تماثيل ضخمة واقفة، أربعه منها لـ”رمسيس الثاني” وإثنين للملكة “نفرتاري”، ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي عشرة أمتار تقريبًا.

وجدير بالذكر ظاهرة “تعامد الشمس” داخل قدس الأقداس في المعبد الكبير تعد من أبرز الظواهر الفلكية النادرة التي تحدث مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام قبل نقل المعبد من مكانه الأصلي بسبب المياه التي كانت تغمره، حيث كان التاريخ الأصلي يومي 21 أكتوبر و21 فبراير.

وتحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك “رمسيس الثاني” ويرجع تاريخ اليومين إلى أنهما كانا بمثابة ميلاده، والآخر يوم تتويجه بحكم البلاد وإعتلائه العرش لحكم البلاد.

مقطوع الرأس

“ماعت رع” أو “سيتي الأول” و من ألقابه “سيتي مرنبتاح” كان فرعون من الأسرة التاسعة عشر، ابن رمسيس الأول والملكة سيت رع، وهو والد رمسيس الثاني الذي وُلد 1303 قبل الميلاد.

قام سيتي الأول بتوطيد السلطة المصرية في فلسطين والشام، وقاوم الحيثيين الذين حكموا أسيا الصغرى بنجاح وعقد معهم أول معاهدة سلام في التاريخ وعدم الاعتداء.

بني سيتى الأول العديد من الآثار منها معبد “أبيدوس” وخصص لعبادة عدد من الآلهه كما يوجد بالمعبد قاعة الأجداد بها أسماء الملوك من تأسيس الأسرات إلى سيتى الأول.

وكذلك ومعبد “القرنة الجنائزي” في طيبة، و بهو الأعمدة المسقوف بالكرنك وكان قد بدئ في تشييده قبل ذلك ثم زخرف في عصر سيتي الأول بمناظر طقسية وصور على الحوائط الخارجية تبين انتصارات سيتى على البدو والليبيين والأموريين في قادش والحيثيين.

كما أقام مسلة تعرف باسم “فلامنيوس” ولكنه توفي قبل اتمام نقشها والذي أكمله ابنه رمسيس الثاني وهي الآن موجودة في ميدان الشعب بروما.

عثر على مقبرة سيتي الأول عام 1817م بواسطة جوفاني باتيستا بلزوني، وهي المقبرة رقم 17 في وادي الملوك وهي من أجمل المقابر هناك، ومقبرة سيتي الأول منحوتة في الصخر وبها رسوم لسيتي، وهو يتعبد للآلهه وبها أيضًا نقوش للعديد من الكتب منها كتابي البوابات وما يوجد في العالم السفلي.

وعُثر على مومياء سيتي الأول عام 1886م في خبيئة في الدير البحري، ويعتقد أن سيتي الأول توفي ولم يتم الأربعين من العمر، وغير معروف سبب وفاته على الرغم من أن موميائه وجدت مقطوعة الرأس ولكن حدث ذلك بعد الوفاة بفعل لصوص المقابر ويرجح أنه كان يعاني مرضًا في القلب.

ذات اللحية

ومن أهم الملكات المشاركة في “الرحلة الذهبية” الملكة المثيرة للجدل حية وميتة حفيدة الملك أحمس قاهر الهكسوس “حشتبسوت” الملكة الأشهر والأقوى نفوذاَ حكمت البلاد قرابة العشرين عاماَ وتعتبر الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الـ18.

كان عهد الملكة حتشبسوت مميزًا، فقد حازت رضا عامة الشعب رغم سخط الكهنة، واستطاعت تكوين أقوى جيش في العالم في ذلك الوقت أرهب جميع الغزاة من دون حروب، وأقامت علاقات دبلوماسية قوية مع دول الجوار بعد أن كانت البلاد في حالة سيئة في عهد تحتمس الثاني الذي اتصف بالضعف الشديد بسبب مرضه المتواصل.

وفعّلت القوافل التجارية مع أغلب دول أفريقيا، ولهذا كونت أكبر أسطول بحري في المنطقة، وعمومًا تميزت فترة حكمها بالازدهار والسلام والتنمية مقارنة بجميع عهود ملوك الأسرة الـ18.

وحتشبسوت كانت أنثى جميلة كما يبدو من تماثيلها المختلفة، إلا أنها كانت ترتدي ملابس الرجال بعد توليها الحكم، كما كانت تستخدم اللحية المستعارة، لتتخلص من اعتراض كبار كهنة الإله آمون الذين كانوا يرون أن الملك الفرعوني لا بد أن يكون رجلاً.

ورغم قوة شخصيتها المعروفة فإنها لم تستطع أن تمنع قلبها من الخفقان بالحب نحو مهندسها الخاص “سننموت”، الذي منحته نحو 80 لقبًا ملكيًا، بما يخالف الأعراف الفرعونية، حيث كان من عامة الشعب، وفي المقابل صمم لها ذلك العاشق أجمل معبد جنائزي من الحجر الجيري في تاريخ الفراعنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى