تقارير و تحقيقات

الشرطة من الاحتلال إلى الإرهاب.. كيف يضحي رجال الأمن من أجل المواطنين؟

» العيون الساهرة لحماية مصر وشعبها.. تضحيات رجال الشرطة تكتب بماء من ذهب

«الحماية المدنية.. رجال المفرقعات.. رجال المرور.. جنود الأمن المركزي»، كلها قطاعات تابعة لوزارة الداخلية، يقدم رجالها تضحيات يومية، تخفى عن الكثيرين، في سبيل خدمة المواطنين وانتشال أرواحهم من المخاطر والحفاظ على أمن واستقرار البلاد، هذه التضحيات التي ربما تطيح بأرواحهم وتجعلهم دائمًا معرضين للمخاطر، إلا أنهم أقسموا على الدفاع عن أمن البلد وسلامة أراضيها.

وبمناسبة عيد الشرطة الـ 68، يجدر بنا أن نبرز الأدوار الفدائية لهؤلاء الجنود، اللذين قدموا كثيرًا لوطنهم الغالي، ومازالت الشرطة المصرية، مستعدة لبذل المزيد من التضحيات للحفاظ على أرواح الأبرياء من مخططات العدو، عن طريق رجال المفرقعات، ولا زالت في أتم الاستعداد لإنقاذ المواطنين، من خلال الحماية المدنية، ومازالت الطرقات تُسير بواسطة الإدارة العامة للمرور، في حين وجود أفراد الأمن المركزي لا يزال يشعر المارة بأن الأمان موجود.

«الحماية المدنية».. مهمة الخطأ الأخير

مهمته عالقة بين إنقاذ حياة أشخاصٍ وبين التضحية بروحه في وقت قصير لا يحتمل أدنى تفكير وسط شرارة النيران أو المباني المنهارة على ساكنيها.

رجل الحماية المدنية، لا يعرف وقتًا للتراخي أو الراحة، يظل دائمًا في حالة الاستعداد القصوى تحسبًا للتدخل السريع في أي طارئ عند وقوع الكارثة.

من شدة الخطورة التي يواجها، قد يطلق على مهنته، مهنة الخطأ الأول والأخير، فهم رجال لا يمتلكون مجالًا للخطأ، الذي قد يكون سبباً في أن يفقد أحدهم حياته، يخرجون من بيوتهم في كل مرة مودعين أهاليهم وذويهم، يقرأون الشهادة مع كل مأمورية عمل.

فرق الحماية المدينة
فرق الحماية المدينة

يتأهب طوال الوقت بجانب سيارته الضخمة ذات السرينة الحمراء اللون أعلي صوت مرتفع، لكي تنبه من أمامها بأن هناك خطرا واقع في مكان ما ولابد من الوصول إليه حتى تتمكن من إخماده، ليقوم الجميع علي الفور بإفساح الطريق استجابة لذالك النداء.

فبداية مهمته تكون ببلاغ يتقدّم به أحد المواطنين إلى غرفة عمليات الحماية المدنية التي تتلقى البلاغ، حسب المكان التابع لها.

فيما يتلقاه الموظف الذي يعمل لفترة قد تصل إلى 24 ساعة هي مدة ورديته، بينما يجلس مرتديًا بدلته الزرقاء يتوسطها خط عريض فسفوري الإضاءة، وهو الزى المخصص للعاملين في الحماية المدنية.

ويبدأ على الفور بالتحقُّق من جدية البلاغ بالحصول على معلومات كافية من المبلغ، تنتهي المكالمة بدقه للجرس الذي يشبه إشارة البدء لوحدة الإنقاذ المطلوبة، حيث تختلف إدارة المطافئ في دقتها عن إدارة المفرقعات.

لا يقتصرُ عمل رجل الإطفاء على مكافحة الحرائق فقط, فهو مسؤول عن مجموعة كبيرة من المَهمّات التي تُطلَب منه، سواء في موقعِ الحريقِ أو اي حالةٍ طارئةٍ أخرى، ومن أبرز المَهامّ التي يمارسُها رجل الإطفاء: مُمارَسة عمليّات الإنقاذ اللازمة للأشخاص العالقين داخل المباني المُتضرِرة من الحريق، وذلك بالبحث عنهم، وتولِّي عمليّة إخراجهم سالمين.

تقديم الرعاية الطبيّة للأشخاص المُتضرِّرين من الحريق, التحقيق في الحرائق, لمعرفة أسبابها، وخاصّةً في حالات الحرائق الجنائيّة التي يُشتبَه بوجود مُتورِّط فيها.

مهارات رجل الإطفاء

تعَد وظيفة رجل الإطفاء من الوظائف السامية، والتي تجعل ممن يمارسونها أبطالاً قوميين حيث تتعد تلك المهام والتي منها:

مهارات جسديّة, تتمثل في القوة البدينة للقدرة علي حمل السلالم والمعدات الثقيلة التي يتراوح وزنها ما بين 80 إلى 100 رطل.

القدرة علي التسلُّق: حيث يتسلَّق رجل الإطفاء أماكن مرتفعة في عمليّات الإنقاذ, بجانب خفّة الحركة؛ فالسرعة في التنقُّل إحدى المهارات الضروريّة في عمليّة إخماد الحرائق,  تحمُّل الضغط؛ وذلك لأنّ رجل الإطفاء يجب أن يكون موجوداً على مدار 24 ساعة في محطّة الإطفاء؛ استعداداً لأيّ نداء.

تعتبر المهارات التقنية من المهارات التي لا بد أن يمتلكها رجل الإطفاء, والتي منها المقدرة على استعمال المُعدّات، وتشغيل الأجهزة المختلفة، والضروريّة في عمليّات إخماد الحرائق والإنقاذ.

«رجال المفرقعات».. دماء سائلة لأجل الوطن

للحظة ما يجد رجل المفقرعات نفسه أمام واقع كارثي لابد فيه من التدخل لتغييره، وإلا سيعم الدمار على جميع المحيطين بالمنطقة الواقع بها الخطر المحتمل، في حين تجبره روحه الفدائية التي تربى ونشأ عليها في الشرطة المصرية، على التدخل الذي قد يطيح بحياته لإنقاذ الآخرين.

إنهم رجال المفرقعات بقوات الحماية المدنية، الذين يتعاملون مع القنابل والعبوات الناسفة والمتفجرات بكل أنواعها، ليزيلوا الخطر عن كاهل الأبرياء ويحملوه فوق أعناقهم، فكل من هؤلاء الأبطال يودع ذويه قبل نزوله إلى عمله، فلعله لا يعود إليهم مجددًا.

فهم رجال لا يعرفون للخوف من الموت طريقًا، فيقدُمون عليه بكل عزيمة تؤكد إصرارهم على تفكيك تدابير العدو الذي يريد النيل من دماء الأبرياء.

رجال المرور
رجال المرور

لحظات حرجة يمُر بها ضابط المفرقعات، أثناء اقترابه من الجسم المشتبه به، يتخيل فيها آخر لحظاته حياته التي من الممك أن تنتهي في ذات اللحظة.

إدارات الحماية المدنية المختلفة على مستوى الجمهورية، تعمل بشكل دائم ومتواصل على دعم إمداد خبراء المفقرعات بالأجهزة الحديثة للتعامل مع المتفجرات، تأتي على رأسها «البدلة» التى يرتديها الضابط للتعامل مع الجسم.

الجدير بالذكر أن «البدلة» ليست كما يعتقد الكثيرون، بأنها تحمي من الانفجار، وإنما تقلل من خطر الإصابة، في حين يجب عليه أن يرتديها بشكل مناسب كما أنه يلزمها دراية عالية للتعامل معها، فضلًا عن جهاز الذي يستخدمه ضابط المفرقعات لفحص الجسم عن مسافة، أو جهاز تصوير للجسم لمعرفة ما بداخله.

ففي بداية العام الميلادي الجديد، نجحت الأجهزة الأمنية بالقاهرة في تفكيك عبوتين ناسفتين من أصل ٣ عبوات، زرعها إرهابى بجوار مسجد، تمهيدًا لشن عملية إرهابية تستهدف كنيسة العذراء وأبوسيفين، بمدينة نصر، وأثناء تعامل ضابط المفرقعات الرائد مصطفى عبيد مع العبوة الثالثة انفجرت فيه ما أسفر عن استشهاده وإصابة آخرين.

وترجع البداية بقيام إمام مسجد الحق، بعزبة الهجانة التابعة لمدينة نصر، نهاية شارع مصطفى النحاس، بإبلاغ القوى الأمنية المكلفة بحراسة كنيسة السيدة العذراء وأبوسيفين، بوجود عبوات ناسفة أعلى سطح المسجد، ربما يتم استخدامها ضد الأقباط فى احتفالات عيد الميلاد.

«رجال المرور».. لخدمة المواطنين

«ضابط أو عسكري المرور»، ذلك الشخص الذي يقف في منتصف الشارع أو الطريق حاملًا جهازه اللاسلكي، للتواصل مع زملائه بالأماكن الأخرى، ينتمون جميعًا لمرفق الإدارة العامة للمرور، مرتديين زيًا موحدًا في شتى الشوارع والطرقات.

فمهنتهم ليست جلوسًا على المكاتب أو العمل في مكان واحد، بل يظل رجل المرور سائرًا دائرًا وسط الطريق لتنظيم حركته وفك التكدسات المرورية وتيسير حركة عبور المواطنين للطرق من خلال إيقاف السيارات لمدة دقيقة أو اثنين.

العديد من قطاعات العاملين يحتمون من الظروف المُناخية، البعض يقرر أن يتخلى عن النزول، والجلوس في البيت، إلا شرطي المرور، لا يكترث بأشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف، ولا شدة البرودة والمطر في أيام الشتاء.

رجال المفرقعات
رجال المفرقعات

مدة عمله تفرض عليه المكث في الشوارع، فمن من يتجول على قدميه ومنهم من يستقل دراجة بخارية «موتوسكل»، وآخرون يستقلون سيارات الشرطة للوصول إلى مناطق تمركزهم.

ويأتي انتشار رجال المرور بمختلف شوارع الجمهورية للقيام بأعمالهم في توجيه المواطنين والسيارات ورصد المخالفات التي يقوم بها البعض.

يظهر دور هؤلاء الرجال بشكل أكثر عن وقوع حادث مروع أو تصادم سيارتين تراهم يهرولون وراء بعضهم لتقليل عواقب الحادث من خلال تسيير حركة السيارات وإبلاغ قوات الحماية المدنية لرفع الحطام إذا تطلب الأمر ذلك.

فالطريق لا يكون أمانًا بدون تواجد نقاط المرور على مسافات متفرقة بطول الطريق، يركزن في مكان معين ينصبون الكمائن ونقاط التفتيش ويتقدمون بما في إمكانهم من الخدمات في حالات معينة.

درجة استعداداتهم القصوى تتناسب تناسبًا طريديًا مع أمن واستقرار البلاد، فوجودهم على مداخل ومخارج المدن والمحافظات يحمي الدولة من دخول الممنوعات كالأسلحة والمخدرات وغيرها من مواد التجارة المحرمة المحرمة أمنيًا.

ويأتي ذلك بالإضافة إلى الدور الذي يقوم به رجال الإدارة العامة المرور، خلال تواجدهم على الطرقات، في متابعة حركة النقل ورصد الأشخاص المطلوبين أمنيًا، من مرتكبي الجرائم والخارجين عن القانون حركة السير على الطرق للحد من وقوع حوادث الطريق.

الأمن المركزي.. جنود تركوا ذويهم وارتدوا الخوذة والقناع تلبية لنداء الوطن

الحديث عن المرور ورجال المفقرعات والحماية المدنية، قد يأخذنا بعض الشيء، لتسليط الضوء على قطاع فدائي داخل وزارة الداخلية، لا يختلف شعوره كثيرًا عن المُهمشون، اللذين يعانون الأمرين في تولي العديد من المهمات، ولكنهم مجهولي الأدوار.

إنهم جنود الأمن المركزي، يقف الشخص منهم مهابًا في نفسه، مرتديًا القناع والخوذة، حاملًا الدرع والعصا الغليظة، وأحيانا أشياء أخرى، ويكون جاهزًا للانطلاق بمجرد الإشارة.

فهنا يجد جندى الأمن المركزى نفسه رغمًا عنه في مواجهة لوحة الموت، فهم شباب تقدموا لخدمة وطنهم، ورغم ذلك قد تتجه إليهم نظرات أغلبها كراهية، في ظل كونهم معرّضون في كل لحظة من حركتهم للحوادث والضغوط النفسية والموت المجاني.

فيستيقظ جندي الأمن المركزي في السادسة صباحا، ويذهب لأداء طابور اللياقة ثم يتناول طعام الإفطار، وهو عبارة عن خبز وفول وقطعة جبن بيضاء، وأحيانا بيضة مسلوقة لكل مجند، ثم التدريبات إذا لم تكن عنده خدمات، ويليه بعد الظهر، طابور الغداء الذي يكون مكونًا من أرز وخضار وأحيانا يكون هناك قطعة لحم أو دجاج، ثم يلي الغداء دروس محو الأمية.

الأمن المركزي
الأمن المركزي

وفي حالة وجود خدمة عسكرية، يذهب الجنود للحصول على مهماتهم «الدرع والخوذة والعصا»، ثم يذهبون للسيارة «اللورى» الخاصة بهم، التى يقودها أحد جنود دفعتهم، لتنطلق نحو رحلة كفاح جديدة.

فمثل باقي مجندي القوات المسلحة والشرطة، يتقاضى جنود الأمن المركزي راتبًا شهريًا، على خدمته العسكرية التي قد تزيد مدة على 8 ساعات وتستمر لتصل إلى حوالي 11 و 12 ساعة.

وعند انتهاء خدمته، تأتي السيارة «اللوري» بزملاءٍ آخرين لهم للوقوف في الخدمة بدلًا منهم، وتنطلق بهم إلى المعسكر وهناك يكون طابور المساء ثم تناول العشاء والنوم في تمام العاشرة ليستيقظوا في السادسة إلا الربع، ليبدأو يومًا آخر، حتى تنتهى مدة خدمتهم على خير.

وتخصص الإدارات العامة الجغرافية والنوعية لقطاع الأمن المركزي معاهد تدريبية لجنودها، إضافة إلى معهد تدريب الضباط، والمفاجأة أن هذه المعاهد تقدم فرقاً تدريبية لضباط وجنود الأمن المركزي.

وحسبما أكد مساعد أول لوزير داخلية سابق، فإن قوات الأمن المركزى، توجد في حوالى 80 %، من المحافظات ويقدر عددهم بحوالي 120 ألف جندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى