تقارير و تحقيقاتفيديوهات

الطيار المفصول يروي لـ«اليوم» أسرار عن أزمته مع محمد رمضان

منار شديد

أصبحت أزمة الفنان محمد رمضان، والطيار أشرف أبو اليسر، حديث الرأي العام في مصر، على خلفية إيقاف الأخير، بسبب الصورة التي نشرها رمضان من داخل كابينة القيادة للطائرة المتجهة من القاهرة إلى الرياض.

الأزمة التي بدأت في أكتوبر 2019، اشتعلت مؤخرًا، عندما قال «رمضان» بأنه قدم عرضًا للطيار أبو اليسر، لتعويضه عن عمله الذي فُصل منه، وأن أبو اليسر طلب منه مبلغ 9 ونصف مليون جنيه كتعويض له.

قائد الطائرة، تحدث لوسائل الإعلام، نافيًا ما زعمه الفنان، وأنه لم يطلب منه مليمًا، الأمر الذي عرض محمد رمضان للهجوم من قبل البعض متهمين إياه بالكذب على العامة.

وفي ظل تصريحاتهم المتبادلة والاستماع لهذا وذاك، انتقلت عدسة «اليوم»، إلى منزل الطيار الموقوف، بسبب الفنان السينمائي، وأجرت حوارًا خاصًا للوقوف على تفاصيل الواقعة منذ نشأتها إلى الآن.

أشرف أبو اليسر

الكابتن أشرف أبو اليسر، لم يجد نفسه قائدًا للطائرة بين يوم وليلة، لكن حلم الفضاء الجوي راوده منذ نعومة أظافره، وظل يراقب حركة الطائرات المُحلقة في السماء بعيون لامعة ينبعث منها الأمل رافعًا يديه إلي الله طالبًا تحقيق حلمه.

فلم يكن يعلم الطفل الصغير، الذي هرول وراء الطائرات، بأن حلم الطفولة قد يتحقق وينتهي بتلك السرعة وبات كابوس يطارده باقي عمره ويمحو مسيرة عمله في الطيران المدني التي دامت مدة عشرين عامًا.

ما عرض القائد المتفاني في عمله لهذا الموقف، هو لقاء صادفه بالممثل محمد رمضان على متن طائرة، والتقط مقطع فيديو لا يتجاوز مدته الدقيقة من داخل قمرة القيادة، وقام الأخير بنشره زاعمًا أنه يقود طائرة خاصة، الأمر الذي يخالف قانون الطيران المدني، ما تسبب في إيقاف قائد الطائرة عن العمل مدى الحياة من ممارسة مهنة الطيران.

يقول «أبو اليسر»، بصوت خافق وحزن شديد، إن الأزمة مر عليها أكثر من أربعة أشهر، عاش فيها حالة من حزن والألم الشديدين، بعيدًا عن أضواء الإعلام، محاولًا الوصول إلي طريقة يعوض بها خسارته ولكن دون جدوى.

ويضف أنه لم يجد شيئًا سوى الخروج عن الصمت والتحدث إلي وسائل الإعلام للحصول على حقه، معقبًا: «حرام حلم عمري يخلص بالشكل المُهين ده».

مسيرة عطاء للقائد المفصول

يروي قائد الطائرة بدايتة مع الرحلات الجوية قائلًا: «قبل نحو خمسين عامًا ومنذ صغر سني، كنت أحلم بالالتحاق بالثانوية الجوية، لتحقيق حلم طفولتي بالطيران المدني، كما التحقت أيضا بالكلية الجوية الذي خدمت بها مدربًا لمقاتلين جويين على قدر كبير من المسئولية والتضحية في سبيل الوطن».

ويكمل: «كنت متوقع أن مسيرة اجتهادي وتميُزي تجاه عملي تنهي بالتكريم وليس بتلك الموقف المُشين الذي محى تاريخي المُشرف في الطيران».

وأردف: «خدمت الوطن وقمت بتدريب الكثير من الطيارين المدنيين، وعملت في العديد من شركات الطيران المصرية، بعد خروجي من القوات الجوية، بسبب مروري بأزمة صحية، وبعد كل هذا حولت دون أن أُكمل في خدمة بلدي، بنيل شرف تعليم الطيارين الجويين».

يصمت الطيار أشرف أبو اليسر قليلًا متذكرًا فترة خدمته في الطيران ويعود للحديث متأثرًا بما حدث له قائلًا: «القوات الجوية  هي حلم حياتي قضيت فيها عمري كي أحقق حلمي وأصل لأعلى المراحل وهي المرحلة التي أشهر فيها بفخر لأنني سعيت واجتهدت لكي أخدم بلدي وأبنائها».

وأوضح، أن بداية تحقيق حلمة والتحاقه بالثانوية الجوية، عندما كان في الثالثة عشر من عمره، في عام 1971، وأعقبها بعد ذلك الالتحاق بالكلية الجوية في سن صغير.

وتابع أنه درس فيها خلال الفترة من بين عام 1977 حتى 1988، ولأنه كان متفوقًا، تم ترشيحه للعمل بعد التخرج بالكلية الجوية، مشيرًا إلى أنه خرج معاشًا مبكرًا في الثانية والأربعين من عُمره، لإصابته بقرحة شديدة في المعدة، أجرى على إثرها عملية جراحية تسببت في حرمانه من استكمال مشواره تحت لواء الكلية الجوية،  ليبدأ بعدها حياته بين الطائرات المدنية في أوائل الألفينات وتحديدًا كان في عام 1999.

يلتقط الكابتن أشرف أبو اليسر، أنفاسه قليلًا مسترجعًا ذكرياته، قائلًا إنه عمل في شركات الطيران المصرية مابين التجارية والخاصة، التي التحق بالعمل فيها لفترة طويلة، حتى استقر قبل ١٠ أعوام في العمل بإحدى شركات تأجير الطائرات، والتي كان يعمل بها حتى جاءت أزمته مع الممثل محمد رمضان.

الأزمة من البداية

أبو اليسر بدأ في رواية تفاصيل ما حدث في الأزمة التي تشغل حديث العامة خلال هذه الأيام، إذ قال، إن البداية كانت في رحلة إلي مطار جدة، وكان الفنان محمد رمضان على متن الطائرة.

ويضيف في حواره مع «اليوم»، أن الطيار المتواجد بجواره داخل كابينة القيادة، استأذنه للدخول إلى دورة المياه، مشيرًا إلى أن الطائرة كانت ذات 8 مقاعد ولا يوجد أي حاجز حديدي بين كابتن الطائرة والركاب المتواجدين على متنها كالطائرات التجارية.

وأكمل الطيار الموقوف عن العمل، أنه تفاجئ بالفنان محمد رمضان جالسًا بجواره على المقعد الأيمن في قمرة القيادة، واستأذنه في التقاط صورة من داخل الكابينة لكي يرسلها إلى طفله الصغير.

ويروي «أبو اليسر»، أنه خجل أن يحرجه وسمح له وديًا باعتبار أنها لقطة تذكارية لن تتعدى مدتها الدقيقة وسينتهي الأمر، مشددًا عليه بأن الصورة ليست للنشر لأن هذا يعرضه للمسائلة القانونية.

«إذا كنت انت بره نمبر وان، فأنا هنا نمبر وان، ماتحطش إيدك علي حاجة هنا».. هكذا  داعب قائد الطائرة محمد رمضان في محاولة منه لمنعه من وضع يده علي لوحة تحكم الطائرة.

وتابع أن الفنان أخذ لقطته في أقل من دقيقة بينما هو ملتزم بمقعده الأيسر الذي يستحيل تركة تمامًا لخطورة الموقف، لافتًا إلى أن ادعاء صديق رمضان في الفيديو الذي تم تداوله، بأن الفنان قاد الطائرة، هو أمر مستحيل ولا صحة له من الأساس.

وأرسل، أنه لم يكن يعلم أن «رمضان» سينشر تلك اللقطات على «السوشيال ميديا»، خاصة أنه شخصية عامة يتابعها الملايين، إلا أن ذلك حدث فور وصولهم إلى الرياض، عندما فوجئ الطيار بأن الفنان نشر اللقطة على حسابه الرسمي بـ«انستجرام» وشاهدها ملايين المتابعين وتم تداولها بين آلاف الصفحات.

توقع وعتاب

ويكمل الكابت أشرف أبو اليسر، أنه في تلك اللحظة دار في ذهنه كل ما حدث وتوقع حرفيًا بأن هذه الواقعة كافية لإنهاء مسيرته العملية وستتحول إلي قضية رأي عام.

وأشار إلي أنه أخبر مساعده بما توقعه عقب الواقعة، وأثناء العودة إلى القاهرة التقى مجددًا بالفنان قائلًا له: «عارف اللي عملته هيخرب بيوت ناس»، ليرد الأخير: «خلاص كل ده هيتشال من الميديا حالا».

وتسائل حينها قائد الطائرة قائلًا: «في أكتر من مليون شخص شاف اللقطة يتشال إزاي»، متابعًا أنه بالفعل بمجرد وصوله إلى القاهرة، وجد نفسه محولًا إلى التحقيق ثلاثة أيام، وقبل انتهاء التحقيق صدر قرار من وزارة الطيران، بسحب رخصة الطيران الخاصة به مدى الحياة وإيقاف مساعده لمدة عام، مشيرًا إلى ذلك القرار ظلم المساعد الذي ليس له يد في الواقعة نهائيا.

وعن القرار الذي اتُخذ تجاهه، يقول «أبو اليسر»، إن ما حدث مخالفة جسيمة للطيران المدني والقانون يسري على الجميع  والطائرة الكبيرة مثل الصغيرة ولا ألقي اللوم على وزير الطيران السابق وهذا القرار تم وفقا للوائح الدولية.

ولم يبدي من جانبه أي اعتراض على العقوبة، لافتًا إلى أنه كان يأمل في أن يقدم التماسًا بتخفيفها قليلًا، حتى لا يُمحى تاريخه المهني بهذه الطريقة.

وفي لحظة ندم، أشار إلى الخطأ وقع منه واستحق العقوبة، مشيرًا إلى أن لا يعلم بماذا يجيب على سؤال ابنه البالغ من العمر ١٠سنوات، عندما يسأله عن سبب فصله من العمل.

حقيقة طلبه مبلغ مالي من محمد رمضان

وعن ادعاء محمد رمضان بأن الطيار طلب منه مبلغًا قدره تسعة ونصف مليون جنيه، نفى «أبو اليسر»، ذلك تمامًا مشيرًا إلى أنه حاول الاتصال به عشرات المرات ولكن الأخير لم يجبه، معقبًا: «ادعاء الفنان مجرد اجتهاد منه».

وأضاف، أن «رمضان» لم يحاول الاتصال به والاعتذار عن ما حدث بسببه، وعندما حاول التواصل معه تهرب كثيرًا وتجاهل اتصالاته: معقبًا: «عملي بلوك ومردش عليا».

كما أوضح قائلاً: «لم يحدث ذلك ولم أطلب منه مليمًا، وإذا كانت هناك أي وسيلة إعلام وثقتي طلبي منه مالًا فلتأتي بما سجلته»، مؤكدًا أن المحامي الخاص به جلس مع محاسب الفنان من رمضان وأبلغه بأن «أبواليسر»، كان متبقيًا له 3 سنوات قبل المعاش، وتم احتساب الثلاث سنوات، بالإضافة إلي مكافأة نهاية الخدمة وهو المبلغ المالي الذي تم تقديره، كتعويضًا.

العمل البديل الذي قدمه رمضان

أما عن تقديم الفنان عملًا بديلًا له، فقال: «الفنان محمد رمضان يقول انه وفر لي عملًا وأنا قمت برفضه، لكن الحقيقة هذا لم يحدث، وما حدث هو أن شخصًا حدثني هاتفيًا منذ يومين يدعى سعيد إمام، وأخبرني بأنه من طرف محمد رمضان، وقال إن لديه عملًا في إحدى شركات الطيران، وطلب مني تقديم السيرة الذاتية الخاصة بي للشركة.

فيما أوضح: «محمد رمضان وسعيد إمام ليسوا على علم بحقيقة العقوبة التي وقعت علي، وهى إيقاف عن الطيران مدى الحياة وعدم العمل بأي شركة تمت للطيران بصلة».

واختتم الطيار أبو اليسر بقوله: «أتمنى أن يصل هذه الحديث لمحمد رمضان، الذي يعتبر أنه قدم لي عملًا، في الحقيقة أنا متشكر جدا، لكن مع الأسف العمل الذي عرض علي، لا يمكن أن ألتحق به، لأنني موقوف عن العمل مدى الحياة وتم سحب رخصة الطيران الخاصة بي ولا يحق لي العمل في أي شركة طيران أخرى».

شاهد الفيديو..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى