غير مصنف

القطاع الحرفي العُماني… ثراء ثقافي وتنموي اقتصادي


مسقط : عبد الله تمام

شهد القطاع الحرفي العُماني نقلة نوعية على مدار نصف قرن تقريباً، تلبية لرؤية وحكمة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان التي تؤكد على أهمية الحفاظ على الموروثات الحرفية وتعزيز الدافعية الذاتية للإقبال عليها.
وكان صُدُور المرسوم السلطاني بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية ترجمةً لهذا الاهتمام؛ لتمارس الهيئة دورها المنشود في تدعيم وتطوير هذا القطاع الثقافي والتراثي والاقتصادي المهم، خاصة وأن سلطنة عُمان تتمتع بثراء جغرافي أَوْجَد ثراءً حرفياً في كافة الولايات والمحافظات؛ لهذا فإن الهيئة شرعت منذ بدايتها في وضع أسس علمية مدروسة واستراتيجيات لتحقيق ما تصبو إليه، ومنها قيامها بحصر وتوثيق الحرف العمانية، وذلك بهدف حمايتها من الاندثار، ومنع أي تطوُّر يؤثر بشكل سلبي عليها.
كذلك؛ فإن جهود الحكومة العُمانية تتواصل من أجل تدريب وتطوير قدرات ومهارات الحرفيين ومساعدتهم على تسويق منتجاتهم من خلال منافذ ومعارض ومهرجانات محلية ودولية متعددة؛ وذلك بهدف التعريف بهذا الثراء الثقافي المتمثل في الحرف العمانية للمجتمعات والشعوب الأخرى.
وأشار تقرير صادر عن الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية، تأتي سعيا إلى الارتقاء بالعمل الحرفي في السلطنة وتطويره وإبراز الدور الحضاري للصناعات الحرفية.
كما أنها تؤكد على الرعاية التي يخصها السلطان قابوس للحرفيين العمانيين من خلال رفع مستوى هذه المسابقة إلى مستوى المسابقات الوطنية الأخرى واستثارة لمكامن الإبداع لديهم من أجل إجادة الإنتاج والارتقاء به إلى مستوى فني وتقني عالِ.
وأكدت الهيئة العامة للصناعات الحرفية أن الجهود المبذولة لتوثيق حقوق الملكية الفكرية الحرف العُمانية، تأتي في إطار التزامها بتأمين الحماية التشريعية لتصاميم المنتجات الحرفية بما يلبي الاشتراطات المعمول بها والتي تكفل الحقوق والواجبات لمكونات القطاع الحرفي وضبط جودة المنتجات الحرفية مما يسهم في استمرارية المنشآت الحرفية والحرفيين بالدور الفاعل في تنوع مصادر الدخل فضلاً عن تحقيق مؤشرات الإجادة الحرفية.
وتُولي الهيئة العامة للصناعات الحرفية اهتماما كبيرا بالتدريب والتأهيل الحرفي حيث قامت بتنفيذ العديد من البرامج في مراكز التدريب والإنتاج التابعة للهيئة وفي أماكن التجمعات الحرفية بالتعاون مع العديد من الجهات الأخرى وتعمل الهيئة على دعم قطاع الصناعات الحرفية من خلال رفده بقدرات وطاقات حرفية وطنية قادرة على إيجاد منتج حرفي محلي ومطور إلى جانب تحديث الموروثات الحرفية ورفع مستوى جودة المنتج الحرفي العُماني.
وتحرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية على مواكبة الأعداد المتزايدة من تسجيل الحرفيين في مختلف ولايات السلطنة عبر تدشين برامج للتأهيل والتدريب والإنتاج الحرفي والتي أسست وفق مناهج حرفية حديثة معتمدة وعلى معايير عالية في التطوير الحرفي ويتم تنفيذه من خلال المراكز الحرفية أو بالتعاون مع مؤسسات القطاعات العامة والخاصة والمجتمع المدني، كما تم تخصيص مبادرات متكاملة للرعاية والدعم الحرفي التمويني تتصل بالآلات والأدوات والمعدات الخاصة بالعمل الحرفي.
وتشكل المشاريع الحرفية محورا أساسيا لرفع حجم نمو الانتاج المحلي من الحرف ومثلما تأتي ضرورة النهوض بالقطاع من خلال غرس ثقافة الابتكار لدى الجيل الناشئ من الحرفيين باعتبارهم المحرك الاساسي لإنتاجية التطوير والريادة.
يذكر أن سلطنة عُمان تحتفل في الثالث من مارس من كل عام باليوم السنوي للقطاع الحرفي (اليوم الحرفي العُماني ) وتعد هذه المناسبة احدى المناسبات التي تحرص هيئة العامة للصناعات الحرفية على الاحتفاء بها تكريماً للقطاع الحرفي والمنتسبين له ولمساهمتهم الفاعلة في دفع عجلة الصناعات الحرفية إلى المزيد من التطور والرقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى