مقالات

الكاتب الصحفى عبدالله حشيش يكتب: الانتخابات وأزمة السد الإثيوبي

اثار اجراء الانتخابات فى اثيوبيا تساؤلات كثيرة حول تاثير تلك الانتخابات على ازمة السد المحتدمة بين اثيوبيا وكل من  مصر والسودان…هل تقود الانتخابات الى مرونة فى الموقف الاثيوبى ام الى مزيد من التعنت والغرور ؟…

الانتخابات تعطى ابى أحمد شرعية الحكم والاستمرار فى قيادة اثيوبيا فى المرحة المقبلة طبقا للمؤشر التى ترجح حصول حزب الازدهار على الاغلبية التى تمكنه من الاستمرار فى السلطة لولاية جديدة…ابى احمد مرجح ان يحصل على الاغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة…النصاب القانونى يقدر بحوالى ٢٧٨ مقعدا من اجمالى المرحلة التى جرى  الانتخاب فيها ل٤٠٠مقعد من اجمالى مقاعد البرلمان الاثيوبى ال٥٢٧ مقعدا ودون الانتظار لنتايج المقاعد المؤجلة وعددها ١٥٧ مقعدا وتجرى فى سبتمبر القادم.

الانتخابات سوف تحدد موقف احزاب المعارضة فى المرحلة المقبلة وهل تشهد اثيوبيا مزيدا من  المظاهرات الاحتجاجية فى حال عدم حصول المعارضة على انصبة كافية..ربما ينضم انصار احزاب المعارضة الى الرافضين لحكم ابى احمد مما يزيد  من حالة التوتر والانقسام فى الداخل الاثيوبى…لجوء ابى الى العنف والاعتقال لمعارضيه  سوف يزيد من معاناة اثيوبيا.

مؤشرات الانتخابات تقول ان ابى احمد سوف يفوز بالاغلبية ودون انتظار انتخابات الدواير المؤجلة…الفوز المرجح لابى احمد سوف يمنحه الفرصة كاملة لتخقيق حلم جدته التى ابلغته اياه عندما كان بعمر السادسة…نبوءة الجدة تقول ان ابى احمد سوف يكون الامبراطور السابع لاثيوبيا…احلام الامبراطورية تراود ابى وظهرت فى عدة صور ابرزها حديثه عن قوات بحرية اثيوبية واسطول بحرى لدولة حبيسة…كلام خطير يعكس الرغبة فى التوسع سواء بصفقات واتفاقيات او بالغزو والاحتلال ..تكررت تلك الاحلام الامبراطورية فى الاعلام الاثيوبى خلال الاشهر الماضية والحديث عن   ضرورة حدوث صفقة فى ازمة السد  تحصل اثيوبيا على ميناء على البحر الاحمر وتتحمل مصر تكلفة انشاء الميناء وتتنازل السودان عن مساحة ساحلية من اراضيها لانشاء الميناء المزعوم…طرح اعلام اثيوبيا هذا  التصور كمقابل للتوقيع على اتفاق  بخصوص التخزين والتشغيل للسد .

ابى احمد استخدم ازمة السد كورقة انتخابية وحقق ما اراد حتى الان..صور ابى احمد للشعب الاثيوبى ان السد هو  الفانوس السحرى لكل مشاكل اثيوبيا وان الرخاء سوف يعم ربوع البلاد مع اكتمال البناء والتشغيل.

الانتخابات لن تقود الى انفراج فى ازمة السد مالم تحدث توابع للانتخابات فى الداخل الاثيوبى تجبر ابى احمد بالعودة الى العقل والحكمة وتاجيل احلام الامبراطور…ايضا مرحج ان تطالب اثيوبيا  بتعويض مالى مقابل تاجيل تخزين المرحلة الثانية وظهر هذا فى تصريحات اثيوبية وبالغت فى تقدير الخسارة المتوقعة …يبقى ابى يدير السياسية باسلوب برجماتى واحلام الامبراطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى