غير مصنف

اللواء حسام سلامة يكتب: الحرب الروسية الأوكرانية


لا تزال الحرب الأوكرانية الروسية تثبت لنا ان العالم اصبح قريه صغيرة فما يحدث يؤثر فى انحاء العالم اجمع وبصور مختلفة ولو نظرنا سنجد ان الحرب القائمة ليست حرب دائرة بين شقين فقط ولكنها حربين حرب عسكريه على الجبهة الروسية الأوكرانية وحرب عالميه اقتصاديه دائرة بين اوربا وامريكا من جانب وروسيا والصين من جانب اخر وبالتأكيد تأثيراتها على العالم بأثرة ونحن قطعه من هذا العالم فالمؤثرات تصل الينا وبوضوح .
منذ نهاية حكم الحزب الديمقراطى فى فترة حكم الرئيس أوباما وتأثيره على مجرى الاحداث فى منطقة الشرق الأوسط والعالم أيضا خرج لنا المارد الصينى من عرينه متحديا القوى الأمريكية ومعلنا البدئ فى التغير الى نظام عالمى جديد ومن هنا رات الولايات المتحدة الأمريكية التقدم الأقتصادى المهول الذى يحدث للصين والتراجع الأقتصادى للاقتصاد الامريكى والغربى ، ومن هنا نجد بدايات ظهور القوى الشرقية مرة أخرى بزعامة الصين وعن طريق الاقتصاد العالمى وليس السياسة .
كانت هذه شرارة التغيير الذى تابعه احداث كثيره جدا سواء من المعسكر الغربى او المعسكر الشرقى مثل انسحاب أمريكا من أفغانستان وبعض المناطق فى الشرق الأوسط ، واعاده رسم التواجد الامريكى فى العالم ، ومن الجانب الاخر نجد ان القوى الشرفية بدأت برسم سياستها الجديدة عن طريق احياء طريق الحرير والتوغل فى اسيا وافريقيا اقتصاديا وتواجدا ، ثم جاءت فكرة انضمام أوكرانيا الى حلف الناتو واقامه قواعد عسكريه على الحدود الروسية بغرض فرض القوى الغربية والتأثير على الدب الروسى والمارد الأحمر الصينى فاندلعت شراره الحرب .
لم تكون الحرب العسكريه هى المغزى الأساسى من الموضوع لكن هناك ما هو اهم وأوقع هو توقيف التقدم الأقتصادى القوى للقوى الشرقية واغراقها فى مستنقع التضخم والغلاء وبالطبع لم يصيب التضخم والغلاء الشرق فقط بل انتشر فى العالم كله وبسرعة النار فى الهشيم .
لقد اشتعلت حرب أخرى ليست حربا بالسلاح كما هو قائم حاليا ولكنها حرب بالاقتصاد يتبارز بها الدب الروسى مع العم سام الامريكى وتطاير شظاياها لتصل الى كل انحاء العالم فالعقوبات الكثيرة جدا التى فرضتها القوى الغربية الممثلة من أمريكا و اوربا اشعلت الأسعار وزادت فى التضخم العالمى فى المقابل فلايزال الدب الروسى يستخدم سلاح النفط والغاز فى هذه الحرب الاقتصادية كما انه اعلن عن عدم قيامه بتصدير حوالى 200 سلعه روسيه اساسيه خارج روسيا وبالتبعية أوكرانيا أعلنت نفس الإعلان ففرضت الحظر على تصدير منتجاتها الزراعية والقمح والذرة وزادت أسعار النفط والغاز والغذاء وتأثرنا جميعا .
لم يظهر فى الأفق حتى الان شعاع النور الذى يرشدنا الى طريق السلام ويخرجنا من ظلام الحربين الاقتصادية والعسكرية الدائرة فى العالم لكن ما هو ظاهر بالفعل هو الغلاء القادم للعالم كله والينا اكيد والقوى هو من سيتحمل هذا الغلاء ويستطيع صد هجماته واعتقد ان قيادتنا السياسية تعلم جيدا ما نحن فيه وتعمل جاهده على إيجاد سبل النجاة لكن ما هو اهم هو تكاتف المواطنين مع بعضهم ومع الدولة لعبور هذه الهجمة الشرسة من الحرب العالمية الثالثة ( الحرب الاقتصادية والغلاء ) والله المعين والموفق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى