حوادث

بـ”إيشارب أسود وشاحن تليفون” انتقم الأب من ابنته لرفضها الزواج من ثري عربي “إنتِ وش فقر لازم تموتي”

كتبت- منار شديد

ما إن شاهد “سيد بلاطة” (فران _ 45عامًا) دموع الوجع ونظرات الحسرة تكسوه وجه طفلتة الصغيرة “آية” التي لم تكمل عقدها الثاني، كعلامات أولية تؤكد رفضها الزواج من ثري عربي كونه فرصة لن تعوض أو تتكرر من  وجهة نظر الأب الجاني’ ،وأن ذلك الرجل المُسن بات بالنسبة لأسرتها مصباح علاء الدين السحري الذي يلبي جميع مطالبهم المادية وينتشلهم من بؤرة الفقر التي غرقوا فيها منذ زمن بعيد.

قرر  والد الفتاة الأنتقام منها وخطط لتنفيذ جريمة خنقها” “لازم تتجوزيه عريس غني زي ده مينفعش يترفض.. أنتِ عوزانا طول عمرنا نفضل عايشين  في الفقر ومديونين لكل الناس “.

كهل .. وزواج عرفي:

لم تهتم الطفلة لكلمات الأب القاسية وقررت التوجه لبيت عمها لمشاركه أطفال العم الصغار اللعب “وركوب العجل” أمام المنزل ، ثم أخذ بعد ذلك قسط كاف من الراحة بعيداً عن ضجيج المشاكل الأسرية التي باتت تعيشها وسط أسرتها الصغيرة عقب رفضها تلبية طلب أبيها بالموافقة علي الزواج من مواطن سعودي اتي إلي منزلهم الكائن بشارع جسر المنوات بمنطقة السهران بمركز الحوامدية في محافظة الجيزة، منذ عدة أسابيع وتحديداً في نهاية شهر رمضان الماضي ، لخطبتها مثلماً أشتهر ذلك الحي الذي يقطنوه من فترة كبيرة بأقبال الكثير من الأثرياء العرب عليه لطلب الزواج من أطفاله بتوقيع عقد عرفي أو مدة زواج محدده مقابل مبلغ مادي كبير لأسرة العروس ؛وفي تلك اللحظة انفجرت الطفلة بالبكاء وأعلنت لوالدها رفضها الصريح قائلة في غضب “مش هتجوزه انا لسة عيله صغيرة وهو راجل كبير في السن .. انا سيبلك البيت وماشية  عشان ترتاح”.

آيه

أداة الجريمة .. إيشارب وشاحن:

ي يوم الثلاثاء الماضي كانت عقارب الساعة تتجه إلي الواحده والنصف بعد منتصف الليل أستشاط الأب غضباً فور سماع جمل الرفض من نجلته والتي فشل في إرغامها بجميع حيل التعذيب علي الزواج من الشخص المناسب لها علي حد وصفة ،وفي هذه المره قرر المتهم البدء في تنفيذ الجريمة وأحضر “إيشارب وشاحن محمول” وانتظر عودة طفلته من منزل عمها في اليوم التالي وبمجرد دخول الفتاة غرفة نومها انقض الأب عليها وأزهق روحها بحجة الأنتقام لشرفه كما ادّعى أمام الجيران الذين أجمعوا علي دماثة خلق الطفلة “محترمه طول عمرها والكل يشهد بأدبها وأخلاقها العالية “.

منزل آيه

“آية اتقتلت .. بنتي أبوها قتلها ياناس ..الحقوه بنتي ماتت ياعالم” صراخ وعويل أم المجني عليها أستيقظ علي آثارها الجيران  وهي تستنجد بالماره هنا وهناك بعدما صعدت إلي شقتها وشاهدت الأبنة ترقد علي السرير قاطعة الأنفاس ومازالت أدوات القتل جاثمة فوق جثمانها الهزيل، وآثار الخنق تظهر علي رقبتها “وشها كان مصبوغ باللون الأزرق ..والايشارب ملفوف علي رقبتها وشفايفها منفوخه”.

المخدرات حاضرة في المشهد:

وأكد “حسن خليل” شاهد عيان علي الواقعة لـ”اليوم إن الأب المتهم كان يتعاطى المخدرات وقبل وقوع الحادث بنحو 3 أسابيع حاول الاعتداء على نجله الكبير بسكين وتسبب له بجرح قطعي بالجانب الأيمن من الظهر تبلغ مساحتة 60سم ،مضيفاً إلي أن والد الضحية كان دائم الشجار  والاعتداء جسدياً على زوجته التي تركت له المنزل ونقلت إقامتها إلى منزل أشقائها في منطقة مجاورة لهم ” الأب علي طول كان بيهدد بنتة بالقتل  ومن فترة كبيرة سمعناه وهو بيقول لها هقتلك لو مسمعتيش كلامي .. مكناش متوقعين أنة ينفذ تهديداته ويقتلها كانت بنت محترمه وسيرة حلوه علي كل لسان أهل العزبة”.

قتلها ولطخ سمعتها:

وأوضح جار اخر يدعي “ياسر مجاهد” أثناء رواية لـ”اليوم ” أن الأب المتهم قام بتسليم نفسه إلي قسم شرطة الحوامدية عقب تنفيذه الحادث مدعياً أن السبب الرئيسي وراء قتل ابنته هو انتقامه لشرفه منها بسبب سوء سمعتها واستقطاب الرجال داخل المنزل “قتلتها عشان بدافع عن شرفي وعرضي ..كانت على علاقة بشباب كتير وبيطلعولها البيت في غيابي أنا وأخواتها”.

 واستنكر الجار  جميع مبررات الاب المتهم بقتل نجلتة في الحوامدية أثناء تسليمة نفسة لقسم الشرطة قائلاً” كداب البنت سمعتة زي الجنية الدهب ومحترمة وكلنا نشهد بأخلاقها”.

منزل آيه

وتابع شاهد العيان: المجني عليها عقب إعتداء الأب المتهن علي شقيقها الأكبر أمام عيناها وإصابته بجرح كبير في الظهر تركت منزل أسرتها وجلست في بيت عمها لمدة أسبوع خوفاً من بطش والدها وقسوتة واعتدائه عليها هي الأخري ” خافت ليضربها هي كمان بالسكينة زي ما عمل في أخوها.. خافت من تهديدات أبوها لها بالقتل وسابت البيت ومقلتش لابوها علي مكانها عشان ميروحش وراها ويقتلها ..لما رجعت المتهم شك أنها تكون عملت حاجة غلط واستغل وجودها بمفردها داخل غرفة نومها وقام بإرتكاب الجريمة وخنقها بإشارب وشاحن التليفون وسلم نفسة للشرطة “.

100 غرزة للاخ دفاعا عن أخته:

بالتحدث إلى شقيق الضحية ويدعي  “محمد سيد”والذي أكد أن والده قام بخنق شقيقتة الصغري انتقاماً لرفضها تنفيذ رغبتة في الزواج من ثري عربي جاء لخطبتها منذ أسابيع قليلة ، وأشار  شقيق الفتاة التي لقيت حتفها شنقاً علي يد والدها بالحوامدية إلى أن عدم تلبيتها مطالب الأب بالزواج من مسن عربي كان سبباً كافيا في المشاكل بمنزل الأسرة حيث قام الأب علي أثر ذلك بالاعتداء علي شقيقها الأكبر بسلاح أبيض “سكين “وأصابه بجرح قطعي بعدد 100 غرزة بعدما حاول الدفاع عن شقيقته الصغري  ” أبويا كان عاوز يقلتني قبلها عشان دفعت عنها وكنت واقف في صفها..ربطني وكتفني بحبل  3ايام عشان طلبت منه أشتري لبس العيد”.

وأكد “محمد ” شقيق الضحية  أثناء حديثه مع “اليوم”أن المتهم قبل إرتكاب حادث قتل شقيقتة الصغري قام ببيع “أنبوبة البوتاجاز” لتوفير أموال شراء المواد المخدرة وبعد تعاطيه المخدرات صعد إلي المنزل وقتل شقيقتة بواسطه” إيشارب وشاحن محمول”.

واستكمل شقيق المجني عليها روايتة مؤكدا بعد إصابته بحرج قطعي في كتفه ذهب مع والدته إلي أحد المستشفيات الحكومية ،وترك شقيقتة الضحية في المنزل مع الأب القاتل حيث قام المتهم بالاعتداء عليها أيضاً بسبب  رفضها الزواج من ثري عربي أحضره لها.

سممها وأكمل جريماه بالخنق:

وأوضح  شقيق القتيلة أن بعد عودة شقيقته إلى المنزل  قام والدهم بالاعتداء عليها بالضرب مره اخرى ، مما جعل والدته تأخذها وتذهب عند جدته غاضبة مما فعله الأب مع ابنائة الإثنان ،وتابع  بعد مرور 3أيام علي تركنا المنزل عاد الاب لهم مره أخري بحجة أنه يريد مصالحة ابنته وطلب منها غسل ملابسه، ولم تكن تعلم الطفلة التي لم تكمل عامها الرابع عشر أن والدها قام بدس السم لها داخل سندوتش “الكريب ” علي حد قول شقيقها الأكبر ” وضع لها سم في الكريب وبعدين خنقها وغطها بالبطاطين”.

واختتم الاخ الأكبر لطفلة الحوامدية حديثة مع “اليوم ” لافتاً إلي الأب المتهم بقتل شقيقته  بعد ارتكابه الجريمة ذهب وسلم نفسه إلى قسم الشرطة  مرددا  “أنا قتلت آية بنتي ..أنتقمت لشرفي وقتلتها” وألقي القبض عليه وقام بتمثيل جريمته، وتم نقل جثة المجني عليها إلى المشرحة حتى صرحت النيابة العامة بدفنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى