غير مصنف

النباتات المقدسة في حياة الفراعنة

كتبت: بسمة إبراهيم

ومازلنا مع كتاب «السياحة الصحية في مصر» للدكتور عبدالعاطي المناعي رئيس مجلس إدارة مؤسسة ترافيكير للخدمات الصحية والتدريب، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الأفراسيوية للسياحة الصحية، حيث يكشف في هذه الحلقة عن النباتات المقسة في حياة الفراعنة وكيف كان القدماء المصريين يحتفون بالحياة الخاصة، وكيف كانوا يتبادلون الهدايا الرومانسية في المناسبات الاجتماعية.

يقول الدكتور عبدالعاطي المناعي: اهتم المصريون القدماء كثيراً بالزهور، وكانوا هم أول من قدمها كهدايا للتعبير عن مشاعرهم فى المناسبات المختلفة، وكانت باقات الورود تلف بأعواد اللوتس لتقدم كهدايا، وكانت تتكون من البردى وأزهار أخرى، وتشبه لحد كبير باقات الورود الحالية.

وفى شم النسيم كان أول ما يفعله المصرى القديم هو تقديم وردة لزوجته كاستهلال لإحتفالات اليوم ولقد اشتهر أهل مدينة « الأقصر » فى مصر القديمة بحبهم للزهور، وكانت مكانة كبيرة فى حياتهم، ونفوسهم، وكانت زهرة اللوتس رمزا للبلاد، واعتاد المحبون تقديمها لمحبوباتهم.

وتزخر مقابر الأقصر الأثرية بصور أصحاب المقابر مرسومة على جدرانها، وهناك صورة لمتوفى يشق طريقه فى قارب وسط مياه متلألأة، وتمتد يد ابنته لقطف زهرة لوتس ونلاحظ انتشار ( زهوراللوتس)  في المعابد المصرية القديمة والتى  تتجلى كمكون أساسى فى تيجان الأعمدة التى تظهر مفتوحة، أو مغلقة حسب وظيفة المكان، فالمكان الذى يشهد البهجة والأفراح تكون اللوتس مفتوحة، أما الذى يشهد التراتيل والشعائر الجنائزية فتكون زهرة اللوتس مقفلة إجلالاً للحالة , وهناك صور كثيرة للمصريين أنفسهم على جدران مقابرهم وهم يشمون الأزهار فى خشوع.

وقام قدماء المصريين بزراعة الزهور فى حدائقهم ومنازلهم، وكانوا يهدونها لضيوفهم فى باقات أوعقود جملية، وكانت من تفاصيل قرابينهم إلى الآلهة، ويضعونها على مقابر موتاهم، وأغلب مومياوات الملوك والأمراء محاطة بأكاليل الزهوربأنواعها المختلفة

والزهور التى كانوا يزرعونها فى الحدائق « اللوتس والبردى والعنبر والتفاح وخشخاش الزينة والياسمين والغار الوردى والعليق وورود الزينة والرمان، وهذه الزهور موجودة فى المتحف الزراعى كأعواد وأكاليل، ورسومها أيضا على جدران المقابر، خاصة مقابر الدولة الحديثة 1580 – 1085ق.م، وفى مقبرة آبى Apy والشريف ناخت 1425 ق . م، وعلى أحد الجدران بدير المدينة فى الأقصر من الأسرة التاسعة عشرة 1320- 1200ق.م، هناك مجموعة من الصور  تمثل حديقة فيها الأشجار وزهور الرمان والعنبر والتفاح.

 وفى حديقة الكاهن «مرى رع» من عصر الملك « إخناتون» 1379- 1362 ق. م توجد أشجار ونباتات الزينة وزهور متنوعة الاشكال والاحجام.

 وقد تعرف علماء النباتات على شجيرات القطن التى ربما عرفت قديما كنبات زينة، حيث فضل المصريون القدماء الكتان على القطن فى المنسوجات حسبما ذكر «هيردوت» فى القرن الخامس قبل الميلاد.وأنشأ الملك «رمسيس الثالث» 1198- 1166 ق.م الكثير من الحدائق العامة فى مدينة الأقصر ( طيبة ) وكانت تضم الأشجار والزهور، وفى مدينة «بر . رمسيس»، أو «رعمسيس» بمنطقة «صان الحجر» غُرسَت فيها الأشجار والزهور واللوتس والبردى، وقصر «إخناتون» يدل على ولعه بالزهور ونباتات الزينة حيث اهتم بالحدائق،

فقام بزراعة أول حديقة من هذه الحدائق، واحتوى معبده بالكرنك على حجرة زخرفت جدرانها بزخارف محفورة تمثل أنواع مختلفة من النباتات التي أحضرها من رحلته الاستكشافية من فلسطين إلى سوريا وهناك مشهد لرجال ينسقون الأزهار فى باقات لإرسالها إلى القصر، وزُيِّنَت أرض القصر برسم لحديقة فيها حوض ماء وأزهار جملية، وهذه الأرضية محفوظة فى المتحف المصرى إلى الآن.

وكان لكل معبد حديقة فيها أشجارا مقدسة، وكذلك كانت تزين الممرات بإصص الأزهار المصنوعة من الخزف, والمصريون القدماء كانوا أول من وضعوا شتلات النباتات والزهور فى أصص الزينة الحالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى