غير مصنف

«اليوم» تحاورهم.. «التسول» مهنة تجتاح شوارع أسيوط

عبدالباسط جمال

صبية صغار يتحركون فى شوارع اسيوط، يستغلون زحام السيارات وتوقفها وينتشرون في المقاهي بكثره، ويطرقون الأبواب ويتسولون لجمع الأموال بأسلوب الاستعطاف و التسوّل هو طلب المعونة كالمالِ والطّعام من عامة النّاس واستعاطفهم بعباراتٍ وأساليب متعددة، وهو من الوسائل التي تَجلب للمتسولّين المال دونَ عناء بِمجرّد تفوههم بعباراتٍ مُعينة، وارتدائهم لِثياب مُمزقة، فيمارسون التسوّل كمهنةٍ لهم، وبالتالي تنتشر ظاهره التسوّل وتزداد يوماً بعد يوم.

انتشار المتسولين

أينما وليت وجهك تجد المتسولين أمامك عن اليمين وعن الشمال قعيد، وفي كل حدبًا وصوب، وفي دور العبادة والمراكز التجارية والأماكن العامة، وفي الكثير من الطرقات والأزقة، بل وحتى في ابواب الجامعات والمستشفيات تجدهم يسألون الناس ويلحون في السؤال من اجل الرأفة والعطف عليهم.

لا يختلف اثنان، إن ظاهرة التسول هي ظاهرة اجتماعية قديمة انتشرت، وتطورت، وبدأت تأخذ انحدارا اوسع، بسبب الظروف المعيشة الصعبة وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع الاسعار، وغلاء المعيشة.

ظاهرة يومية

من المعلوم ان التسول في مجتمعنا اصبح مشهدًا مألوفا مشاهدته، اذ ينتمي المتسولون لمختلف الأعمار،إلا أن الأغلبية من الأطفال والنساء، يتوسل اليك طلب للمساعدة واظهار الحاجة الماسة، واستعطاف العامة مستخدمًا بعض العبارات ساعدني الله يرزقك ..ساعدني الله يحفظك..انا معي مريض ومعييش حق العلاج ويظهر لك بعض الوثائق والبعض الاخر يطلب منك حق العودة الى البيت

ما ان يطلع الصباح،من كل يوم حتى يرتدي أولئك المتسولين ملابسهم المتسخة التي تراكم عليها الغبار،أو الممزقة التي قد تبدو مرقعة من بعض الجوانب، وهذه بالنسبة لهم ملابس العمل، ويخرجون الى شوارع المدينة، والفقر والبطالة مزروعًا في خواصرهم، يستنجدون بالماره و العامة، حتي ياخذوا بعض الجنيهات التي قد تساعدهم في شراء قوت يومهم.

ذل الفقر

تتجول العشرات من المتسولين والمتسولات في انحاء المدنية ومن هؤلاء (ن . ع) من العمر 35 ،وفي حديثها “لليوم” عبرت عن ظروفها حيث تسكن بغرفة واحدة مع أطفالها الاثنين، بعد ان توفي زوجها، مضيفةً أنها تأتي يوميًا إلى منطقة قبلي البلد بمدينة ابوتيج، وتغادرها عند الغروب، وقد جمعت مبلغًا يتراوح بين 150 جنيها، تنفقها في شراء الطعام لأولادها الذين لا يزيد عمر أكبرهم عن 4 سنوات.

نفي التربح من التسول

وتنفي (ن . ع) أن يكون عملها المهين هذا مرضي او وسيلة للتربح أو جمع المال، ولكنها اضطرت إليه بعد الفشل في العثور على أي عمل، مؤكدة استعدادها لترك هذا العمل فورًا لو حصلت على أي مساعدة مالية.

حلم متسولة

كلما اقتربنا من واحدة منهن واردنا التحدث معها هربت دون التحدث معنا الى أن جاءت لحظة الوقوف على نموذج من تلك الفتيات تقول إن اسمها “نورهان” وعمرها 16 

عاما، يتيمة الاب وتعيش مع امها، ولديها اربعة إخوة متقاربين في الأعمار، في بدء الامر كانت مهنة التسول صعبة، وواجهت ظروف قاسية، ولكن مع مرور الايام تعودت وتعلمت اساليب وفنون المهنه وتابعت نورهان حديثها قائلة، انا كنت احلم ان اكون طبية تعالج الناس، لكن للأسف لم اقدر على مواصلة تعليمي بسب ظروف العيش الصعبة، التي لم استطيع مقاومتها وبحثت عن عمل من اجل سد متطلبات المعيشة اليومية ولم اجد فاضطرت الى التسول

طفل برئ

يقول مصطفى سلمان، طفل ذات ال 7 اعوام ان ابي متوفي منذ زمن وانه يعيش مع امه وثلاثة اخوان اخرين، ولا يوجد من ينفق عليهم، يتسولون في الشوارع من اجل الحصول على مبلغ من المال، وذكر أن المبلغ الذي يجمعه من الصباح حتى المساء يصل إلى 200 جنيه، ثم يعود الى المنزل ويمنح امه الملبغ، وعندما سألناه عن اخوانه تحدث قائلًا”يتسولون في أماكن اخرى.

استخدام التسول كمهنه

الكثير يعلم ان اغلب المتسولين جعلوا التسول مهنة لكسب المال مستخدمين اساليب عدة لاستغلال الناس، كالامراض والعاهات والتشوهات الخلقية او اللجوء الى التسول المتكنر بعرض بعض البضاعات ،والبعض الاخر يلجأ لعرض بعض الخدمات حسب حاجة الشخص لها مثل مسح زجاج السيارات، كما ان بعض المتسولين اتخذوا التسول مهنة من آبائهم، فنجد ان الاسرة تعمل بالتسول فلا يرون في ذلك عيبًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى