تقارير و تحقيقات

“اليوم” ترصد معاناة أهالي المنيا من تراكم القمامة

تنتشر القمامة في شوارع محافظة المنيا بشكل مؤرق ومنفر، على الرغم من جهود الدولة للقضاء على تلك المشكلة، إلا انها ما زالت قائمة بشكل واضح ومُقلق، كونها في النهاية تؤدي لانتشار الحشرات والامراض المُعدية، ما أثار غضب أغلب المواطنين لأنها تتفاقم يومًا بعد يوم وتُهدد حياتهم.

ازاي أزرع ورد وسط زبالة

يقول “عم صفوت” صاحب مخبز عيش بلدي، إن مشكلة القمامة لا تؤثر على الشكل الجمالي للمدينة فقط، ولكن اصبح تأثيرها يمتد للمستوى الصحي بانتشار الحشرات التي تنشر الأمراض بين الناس، موضحًا أنه تم تجميل شارع المجيدي بمدينة ملوي بأحواض الزهور والزرع ولكن أكوام القمامة من حوله مظهرها مُقزز، مقعبًا: “ازاي ازرع ورد وسط زبالة”.

يضيف محمود حسن مدرس ابتدائي ويقطن في مدينة المنيا، أن أكوام القمامة تراكمت بجوار مدارس الأطفال، وهذا شيء غير صحي على الاطلاق، متسائلًا كيف لي أن أعلم الأطفال بأن النظافة من الإيمان وهم يُجاورون أكوام القمامة، وعقب: “أكيد مش هيكون في مصداقية في كلامي”.

عزوف عن مهنة جمع القمامة

بينما أكدت “الحاجة زينب” من مركز مغاغة، أن عُمال النظافة لا يعملون بضمير، وذلك لأنهم لا يتقاضون أجورًا كافية، ناهيك عن تعرضهم للأمراض والأخطار عند جمع القمامة، الأمر الذي يؤدي بهم إلى عزوفهم عن العمل أو عدم إتقانه.

وأشارت إلى أن هناك شركات تجمع القمامة من المنازل بـ20 جنيهًا في الشهر، ولكن في إجازات الأعياد مش بيشتغلوا، وبذلك تتجمع أكياس القمامة بالمنزل ونضطر اننا نرميها علي الاكوام الموجودة بالشارع، “يعني هنعمل ايه”.

55 ألف طن مخلفات سنوياً

وفي السياق ذاته، أشارت الإحصاءات الأخيرة لعام 2021، الصادرة عن جهاز شؤون البيئة، أن محافظة المنيا فقط تُنتج 1440 من أصل 55 ألف طن علي مستوى الجمهورية، من المخلفات الصلبة والقمامة، وهو بالطبع مُعدل مرتفع وضخم مقارنة بالدول الأخرى.

كما أكد دكتور محمد علي خبير في شؤون البيئة، ان مشكلة انتشار القمامة في مصر، ترجع الي السلوكيات الخاطئة للمواطنين في كيفية التعامل مع المخلفات الصناعية والزراعية، ناهيك عن مخلفات المنازل والتي بدورها ادت الي تقاقم المشكلة، مستطردا نحن نُعاني من تراكم القمامة اسفل الكباري، وخاصة سكان المناطق العشوائية يتعاملون مع القمامة بمنتهى اللامبالاه، الأمر الذي أدي بنا الي انتشار الأمراض والأوبئة.

الحل يكمن في نشر الوعي

واستطرد قائلاً: الحل هو عمل ندوات توعوية للمواطنين بمخاطر القمامة، والأضرار الصحية والبيئية الناتجة عن تراكمها في مناطق معينة، أو فرض عقوبات علي من لم يلتزم بالقوانين، ولكن يأتي ذلك بعد أن توفر الدولة أماكن لجمع القمامة والتخلص منها، عن طريق المجالس المحلية لمراكز وقُري المحافظات، وتخصيص خطوط لشكاوى المواطنين المتضررين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى