تقارير و تحقيقات

«اليوم» تكشف مصير مشروع «306» بالمنصورة.. ولماذا رفض الشباب تسلم العمل به؟

نورا سعد وسامح الألفي

أثار مشروع «306» موجة غضب عارمة في أوساط الشباب بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، وعبر عدد من الشباب عن خيبة أملهم في المشروع .

وبعد أن تقدم عدد كبير من الشباب للالتحاق بالمشروع الذي جاء لخلق فرض عمل للشباب بالمحافظة، ورآه الشباب فرصة لتحقيق آمالهم وأحلامهم للتخلص من الفقر والبطالة، فوجؤوا عن تسليم المشروع أنه جرى تنفيذه بطريقة سيئة وبخامات رديئة فرفضوا تسلم المشروع، وفضّلوا البطالة.

مشروع “306” قامت فكرته علي تحويل الحديقة العامة بالمنصورة لمكان حيوي ومشروع استثماري للشباب وتوفير فرص عمل اقتصادية للشباب من خلال العمل بمجمع وحدات يقدم الأغذية والمشروبات والحرف اليدوية والتراثية بشكل حضاري، ويوجه الشباب للعمل الحر ويحول المناطق لساحة استثمارية وحيوية ويحافظ على المظهر الحضاري من خلال التصميمات الحديثة الراقية.

وفي البداية تم توزيع 85% من الأكشاك المجهزة لبيع “الزلابيا والترمس وحمص الشام…”، بنظام القرعة العلنية، بالإضافة إلى 5% منها للمتقدمين من متحدي الإعاقة، و10% لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية والحالات الإنسانية.

“اليوم” ترصد في هذا التقرير، آراء شباب مشروع “شارع 306” ولماذا رفض الشباب تسلم العمل به وفضلوا البطالة؟

يقول محمد سليم 33 عاما، من المقرر عمله بالمشروع، إن المشروع فكرته جيدة حيث أن الهدف منه خلق فرص عمل للشباب، ولكنه لا يرقى لعمل أطفال به وليس شباب أصحاب مؤهلات.
مضيفا أنه كان من المقرر تسلم العمل بالشهر الماضي، ولكنه عندما ذهبنا إلى المشروع تفاجئنا بهياكل كرتونية، يطالبوننا بالعمل عليها ولا تتحمل الحرارة أو البرودة، والأدهى أننا مطالبين بدفع مبلغ 1350 جنيها شهريا، فكان من الطبيعي رفض هذا العمل جملة وتفصيلا.

وتابع سيد سالم ، أنهم فوجئوا جميعًا بوضع أكشاك منفصلة بشارع الجيش أو في الشارع المقرر تسميته 306، لبيع المثلجات والعصائر، بمنظر قبيح يتعرى تماما من أي إبداع أو جمال، بل يسيء لجمال المنصورة، على خلاف نظائر المشروع في باقي المحافظات، فضلا عن الاستعانة بنجيلة صناعية عن الأعشاب الطبيعية.

ويضيف، أحمد رفعت، أنه عند الاستلام توقع منظرا مختلفا يضاهي مشروع 306 بالقاهرة وطنطا، فهو عبارة عن لوحة فنية بها، بينما دمرته المحافظة بظهوره بشكل مقزز قائلا:”شوية أكشاك صغيرة في الشارع زي لعب الأطفال وبيقولو إن دي للشباب، يعني أنا بعد ما أتعلم كل سنين عمري آجي في الآخر اشتغل على كشك غير آدمي زي ده، فين الأفكار والتصميمات اللي بتبيع الشغل لنفسها، في أفكار كتير حلوة ليه يبقي مستوي المنصورة بالشكل ده من التدني والتعامل مع عقلية الشباب”.

وذكر أحمد حامد، أن مشروع 306 كان يسمع عنه منذ أن كان مجرد فكرة، وحلم أن يكون تنفيذه على مستوى لائق بالشباب ولكن بعد الانتهاء من المشروع وجد أن به سوء تخطيط وتصميم وأنه عبارة عن أكشاك صغيرة معرضة للدمار عند هبوب الرياح أو الأمطار، ما يجعل المشروع لم يجدي ثماره كما كان مخططا له.

ولفت، إلى أن هذا المشروع كان مقررا إقامته علي حديقة هابي لاند بعد تطويرها ولكن تمت سرقة النجيلة والكراسي منها، فتم تغيير مقر المشروع، ولكن تنفيذه أثار غضب الشباب ورفضوا تسلمه.
وتابع أنه يفتقد الروح، ولا يوجد به تصميم أو ديكورات تجذب المواطنين إليه وتزيد من جمال المدينة، فتحولت المنصورة من عروس النيل إلى مهزلة النيل.

أما حنان حمدي فقالت، لا نوافق على هذا المستوى المتدني للتعامل مع الشباب، فيما تبدو الصورة الظاهرية أنها إرضاءً للشباب وخلق فرص عمل لهم.
وأضافت أن بالمدينة العديد من الشباب الذين يحملون أفكارًا عديدة للإبداع والديكور والجمال الذي يزيد من جمال المدينة، في إطار المشروع محل النقاش.

وردا علي ذلك يقول الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، إن المشروع جاء تزامنا مع الاحتفالات بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة 2 شارع 306 لإقامة 82 مشروعا للشباب بنطاق حي شرق وغرب مدينة المنصورة كمرحلة أولى في إطار خطة طموحة لخلق فرص عمل كريمة للشباب بأنحاء المحافظة، وتلبية احتياجات المواطنين والاهتمام ببناء الإنسان وتوفير احتياجات المواطنين.

وأوضح محافظ الدقهلية، أن مشروع “شارع 306″جاء بالتنسيق مع هيئة الرقابة الإدارية بالدقهلية، لدعم الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو عبارة عن مجمع وحدات تقدم الأغذية والمشروبات والحرف اليدوية والتراثية بشكل حضاري.

وأضاف مختار أن رفض الشباب جاء بدون دراسة ووعي للمشروع فهو يحمل 82 فكرة ونشاطا مختلفا يدعم الشباب، كما أنه يحمل أفكارا جيدة ورفض الشباب لتسلمه غير مبرر أو منطقي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى