تقارير و تحقيقات

“بساعد أسرتي مش عيب”.. شاب يدرس بطب الأسنان ويعمل سائق “توك توك”

ولاء علامة

كفاح من نوع آخر خاضه الشاب عماد عسل، طالب بالفرقة الأولى بكلية طب الأسنان جامعة الإسكندرية، عندما استمر في عمله كسائق “توك توك” ونشأ عليه منذ دراسته بالمرحلة الإعدادية.

ولم يشعر “عماد” أن هذه المهنة باتت عارًا عليه، خاصة بعد التحاقه بالطب لا سيما وأن أمثاله من الشباب المقتدرين لم يتمكنوا من الوصول إليها ورغم ذلك يعيشون في ترف عنه.

قصة الشاب صاحب الـ 19 عامًا، انتشرت خلال الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت استحسان النشطاء وحازت شخصيته على إعجابهم.

وتواصلت «اليوم» مع ابن مدينة شبراخيت بمحافظة البحيرة، والذي قرر مواصلة عمله للاعتماد على نفسه وتخفيف أعبائه عن كاهل أسرته.

في البداية يقول “عماد”: “اعتدت منذ الصغر على العمل لأتكفل بنفقة نفسي واساعد أسرتي في تكاليف المعيشة، عندما رأى أسرته تمر بأزمة مالية قررت المجازفة لمساعدتهم”.

وأضاف لـ«اليوم»، أن والده مدير مدرسة على المعاش، ووالدته ربة منزل بينما حصل أحد أخواته على ماجستير في القانون، والآخر ليسانس الآداب.

وتابع، أنهم أيضًا كانوا يكافحون مثله في صغرهم، معقبًا: “اتعلمت الشغل من اخواتي، هما اشتغلوا قبلي”.

وقال إنه يعمل على “التوك توك” الخاص به في اليوم لمدة تقارب الـ 11 ساعة، وذلك في أيام الإجازة، لافتًا أن عدد ساعات العمل تتغير في أيام دراسته وتتقلص من 6 لـ 8 ساعات.

وأوضح أن هذا العمل لم يعد مرهقًا له، منوهًا أنه يشعر في بعض الأحيان بالممل والرتابة نتيجة قلة الطلب عليه ولكن سرعان ما يأتي الفرج ويبدأ في العمل.

وذكر طالب كلية الطب، أن أخواته دائمًا ما يشجعونه ويدفعوه للعمل، خاصة مع تفوق مستواه العلمي منذ الصغر، والذي لم يتأثر بأي عمل خاضه بجانب دراسته العلمية.

وأوضح أنه يعمل بهذه المهنة منذ أن كان يدرس بالصف الأول الاعدادي ويتحمل مسؤولية نفسه، وظل يحافظ على مستواه التعليمي الذي تربى عليه من الصف الاول الابتدائي حتى دخوله كليه طب الأسنان بجمعة الإسكندرية بمجموع 98.4%.

وعن طبيعة عمله منذ البداية، التي من الممكن أن تتعارض مع أوقات الدراسة لا سيما وأنه التحق بالطب ودارسي هذه الكلية تختلف مواعيد إجازاتهم عن بقية الكليات، فقال إنه يعمل بحسب طبيعة السنة الدراسية.

وبيًن أنه في سنوات النقل يعمل في الإجازة والدراسة وسنوات الشهادة يعمل في الإجازات فقط، لافتًا أنه خلال دراسته بالشهادة الثانوية، توقف عن العمل قبل موعد الامتحان بستة أشهر.

مهنة سائق “التوك توك” قد تتعارض غالبًا مع المستوى العلمي الذي يمر به الطالب عماد عسل، لذا فعقب على هذا السؤال بقوله: ” برفع رأسي عاليًا وبفتخر بمهنتي التي ساعدتني على الوصول لتلك المكانة”.

ويروي عماد أحد المواقف التي تعرض لها خلال حياته العملية، وقال: “واحدة بتقولي عندكم قسم نقاشة وكانت تحسبني في دبلوم صناعي، وفوجئت أنى طالب بطب الأسنان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى