لم يقبل مصطفي، صاحب الـ 27 عاما “المجني عليه”، الكلمات غير اللائقة التي وجهت لزوجته، من قبل جاره “محمد” الشهير ” بقلبظ”، صاحب 22 عاما، بعدما اعترض المتهم ، على نزول “سبت” البلكونة، ” متنزليش السبت من هنا تاني “.
وما إن سمع المجني عليه كلمات الإهانة، هرول دفاعا على زوجته، لوقف هذا التعدي، لكنه لم يستطع، ليزداد الموقف خطورة، ويستشيط المتهم غضبا، وأستل سلاحا أبيضا “خنجر”، وسدد له طعنه نافذة بالقلب، ليسقط أرضا جثه هامدة ، وسط بركة من الدماء مفارقاً الحياة، أمام جميع أهالي المساكن الاقتصادية بحلوان.
كوبايتين شاي
عقارب الساعة تشير إلى الساعة الواحدة ظهرا، يوم الاثنين الماضي، استبدل المتهم مشاعر الطيبة والكرم، خاصة أن كلاهما يقطن بذات العقار، واختلق مشكلة مع زوجة المجني عليه، التي قامت بتلبية طلب زوجها، الذي كان يعمل على إصلاح ماتور المياه بأسفل العقار، اعتراضا على نزول “سبت البلكونة”، الذي يحتوي على “كوبايتين شاي” من أمام شقته، خاصة أنه يسكن بالطابق الرابع أسفل شقة المجني عليه.
صرخة ندم
“ألحقني يعم عادل أنا ضربت مصطفى ومش عارف جرالو اي” ، صرخة ندم من المتهم الذي لاذ بالفرار، عقب طعن المجني عليه، ما إن سمع عادل أحد الجيران هذه الكلمات هرول مسرعا أملا في إنقاذ المجني عليه، ” حد يطلب إسعاف حد يلحق مصطفي”، حملوه بالتوكتوك محاولين إنقاذه، لكن فور وصولة مستشفي النصر العمالي علم بوفاته.
موقع “اليوم” انتقل إلى مسرح الجريمة بالمساكن الاقتصادية، بجوار مدرسة الإسكان الابتدائية، في حلوان، حيث خيم الحزن على وجوه جميع الأهالي، وقالوا إن “المتهم والضحية، أخلاقهم عالية، وعمرهم ما اتخانقوا مع بعض”.
” عادل جاد” أحد الحيران، يقول في حديثة لليوم، إن المتهم ليست عاطلا بل يعمل في إحدى الشركات، ويقطن في الطابق الرابع بذات عقار الضحية، ولم نشاهد منه أي مكروه من قبل، إما عن الضحية فهو يقول ، أنه أب لطفلتين، ويعمل موظف بشركة برمجيات، وسمعته طيبة، أقام بذات العقار بالطابق السادس منذ أربع سنوات، قادما من مركز أطفيح بالجيزة، وليس له أي عداوة مع أحد والجيران كلها بتحبه، من كتر احترامه وأخلاقه العالية.
أما عن يوم الحادث المشئوم يقول، “إن الضحية كان بيصلح ماتور المياه أسفل العقار، وطلب من زوجته تنزل له مشروب الشاي في سبت البلكونة، فأعترض المتهم على ذلك وحدثت مشادة كلامية على إثرها تدخل، المجني عليه دفاعا على زوجته، فسدد المتهم طعنه له نافذة بالقلب مستخدما سلاح أبيض “خنجر”، ما أدى إلي مصرعه في الحال، مرددا بصوت يملؤه حزن شديد، ساعة شيطان، الطفلين اتيتمو، ومستقبل قلبظ ضاع.
كان قسم شرطة حلوان، قد تلقى بلاغا من مستشفي النصر العمالي، تفيد استقبال جثة شاب 30 سنة، مصاب بطعنة نافذة في القلب، وبالانتقال والفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة، “محمد جمال”، وشهرته قلبظ، 23 عاما ، عاطل، مقيم بذات العقار، الذي يقطن به المتوفي.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، الذي لاذا بالفرار عقب ارتكاب الجريمة، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتباشر النيابة التحقيقات.
