تقارير و تحقيقات

بعد مائة عام.. أثري يكشف ما فعله كارتر بمومياء الفرعون الذهبى

خلال الشهور القليلة القادمة تحتفل مصر بمرور مائة عام علي اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي”توت عنخ آمون”.

موقع “اليوم” الإخباري، يحاور مجدى شاكر كبير أثريين بوزارة السياحة والآثار، ليكشف أسرار أعظم اكتشاف أثري في التاريخ وكذلك كيف عبث اللورد كارتر بمقتنيات الفرعون.

قال مجدى شاكر كبير أثريين بوزارة السياحة والآثار، إنه من المقرر أن تحتفل مصر والعالم فى شهر نوفمبر بمرور 100عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبى “توت عنخ آمون” وأعتبر هذا اليوم العيد القومي لمحافظة الأقصر من كل عام.

وأوضح شاكر أنه في مطلع عام ١٩١٧ استطاع اللورد كارنرفون، أن يحصل على موافقة هيئة الآثار بالتنقيب فى وادى الملوك واستطاع أن يقنع اللورد ” كارتر”، بالحفائر له فى الوادى.

وتابع كبير الأثريين، أن الحفائر بدأت وانتهت عام 1917 بدون أن تعطى ما كان متوقعا منها، وتذكر كارتر في ذلك الوقت ما قاله له كل من بلزونى ودافيز وماسبيرو من أن الوادى لفظ كل ما فيه.

واستكمل قائلاً: لكن ثقة كارنرفون وصبر اللورد كارتر جعلتهما يواصلان الحفر لمدة خمس سنوات بدون نتائج حتى صيف ١٩٢٢، حيث استمرت الحفائر فى مساحة صغيرة مثلثة الشكل أمام مقبرة الملك رمسيس السادس الحالية، تلك المنطقة التي لم يسبق الحفر بها بسبب زائرى مقبرة رمسيس السادس، حتى وفى بداية نوفمبر عام 1922، حيث تم اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك ” توت عنخ أمون”.

واستطرد شاكر، أن اللورد كارتر كان قد وصف ما حدث في مذكرته: هذا هو بالتقريب الموسم الأخير لنا فى هذا الوادى بعد تنقيب استمر ما يقرب من 6 مواسم كاملة دون جدوى، لقد وقف الحفارون فى الموسم الماضي عند الركن الشمالى الشرقى من مقبرة رمسيس السادس وقد بدأت هذا الموسم الحفر فى هذا الجزء متجها نحو الجنوب،وكان يوجد فى هذه المساحة عدد من الأكواخ البسيطة التى استعملها العمال كمساكن عندما كانوا يشتغلون فى مقبرة رمسيس السادس.

لقد استمر الحفر حتى اكتشف احد العمال درجة منقورة فى الصخر تحت كوخ منهم، وبعد فترة بسيطة من العمل وصلنا إلى مدخل منحوت فى الصخر على بعد 13 قدم أسفل مقبرة الملك “رمسيس” السادس،وازداد الأمل فى أن يكون هذا هو المدخل ولكن الشكوك كانت تحاوطنا بالمرصاد من كثرة المحاولات السابقة التى كانت دون جدوى،فربما كانت مقبرة لم تتم بعد أو أنها لم تستخدم وان استخدمت فربما نهبت مثل المقابر الأخرى التى اكتشفت أو يحتمل أنها مقبرة لم تمس أو تنهب بعد وكان ذلك فى 4 نوفمبر 1922.

واستمر الحفر حتى ظهر المدخل كاملا ثم أزيلت الأتربة عن 15 درجة أخرى تشكل سلم يؤدى إلى مدخل آخر كان مسدودا بحجارة مطلية بالملاط عليها “أختام توت عنخ آمون”، وقد تبين أن المقبرة فتحت فى الأزمنة القديمة لأن هناك أثار لفتحتين متعاقبتين أعيد طلائها بالملاط وفى 25 نوفمبر عام 1922 هدم الحائط الذى يسد المدخل ووجد خلفه ممر

محفور فى الصخر مملوء بالأتربة والأنقاض بعد ذلك وجد مدخل كان مسدودا أيضا بالحجار. فى يوم 29 من نفس الشهر رسميا افتتاح الغرفة الأمامية التى كانت مكدسة بالأثاث الجنائزى الرائع للملك الصغير ويوجد فى زاويتها اليسرى حائط وجد خلفه بعد هدمه غرفة الدفن التى كان بها المقصورة الخارجية الكبرى المصنوعة من الخشب المذهب وكان بداخلها ثلاث مقاصير أخرى متشابهه تضم التابوت الأصلى المصنوع من الحجر الرملى .

واستكمل اللورد كارتر الوصف، أنه كان هذا التابوت الحجر يضم بداخله ثلاثة توابيت متداخلة، وعندما فتح التابوت وجد بداخله تابوت آخر أصغر قليلا منه ومندمج بداخله، وعندما فتح التابوت الثانى وجد أيضا بداخله تابوت موميائى ثالث ملفوف بكتان أحمر والتابوت مصنوع من الذهب الصب وعندما فتح هذا التابوت ظهر القناع الذهبى الشهير لملك “توت عنخ آمون” ولا يزال موجود الآن فى حجرة الدفن التابوت الحجرى والتابوت الخشبى الثانى ومومياء الملك.

وذكر أن غرفة الدفن تبلغ 6,40×4,03 متر وتتميز بوجود غرفة جانبية أطوالها 4×3,50 متر،كما تتميز الغرفة الأمامية أيضا بحجرة جانبية أطوالها 4×2,90 متر وجميع هذه الحجرات كانت مكدسة دون أى نظام بالأثاث الجنائزي للملك “توت عنخ آمون” وقد يؤكد ذلك دخول اللصوص هذه المقبرة وهذه الكنوز محفوظة بالمتحف المصرى.

واستطرد مجدى شاكر أن مقبرة الملك توت عنخ آمون تعتبر المقبرة الملكية الوحيدة التى وصلت إلى أيدينا كاملة وقد يرجع السبب فى هذا أن الملك رمسيس السادس كان قد أمر بحفر مقبرته بعد وفاة الملك توت عنخ آمون بما يقرب من مائتى عام فوق المكان الذى اتخذه توت عنخ آمون مقرا أبديا له.

وقد قام عمال رمسيس السادس دون قصد برمى الرمال والأحجار المتبقية من الحفر فوق مدخل مقبرة توت عنخ آمون بل وبعد ذلك شيدوا أكواخا لهم فوق الردم.

وتابع قائلاً: أن أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب:

أن كنز الملك توت عنخ أمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له، يتكون من 5398 قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان أحدها من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب.

أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشر أشهر وأزهى عصور الدولة الحديثة حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة ونشاط أهل الحرف والفنانين.

أن هذه المجموعة الهائلة قد ظلت في مصر وتوضح كيف كان القبر الملكي يجهز ويعد فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة وأخر من النحاس وكل هذه المحتويات موجود بالمتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه.

من هذا الكنز أو المجموعة الهائلة نتعرف على الكثير من حياة الملك وحبة للصيد وعلاقته بزوجته “عنخ أسن آمون” التي من المعتقد أن تكون قريبته بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته وأخيراً كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء.

واختتم حديثة قائلاً: للأسف لم يكن كارتر آمين عند تعامله مع المرقد الملكى حيث تعامل معه كأنه ملكية خاصة بالإضافة إلى الهمجية قي التعامل مع مومياء الملك حيث قام بإيقاد نار أسفل التابوت الذهبى الحاوى للمومياء لفصلها عنه حيث كانت ملتصقة به بواسطة الزيوت والراتنجيات وقام بفصل الرأس عن الجسد فأصبحت المومياء سيئة الحفظ ومفككة وقام كذالك باقتحام المرقد الملكى هو ومموله كارنارفون وابنته، ومن المعتقدات أنه اختلس الكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى