غير مصنف

موقع «اليوم» في حوار خاص مع رمز عالمي في مجال الطب

الدكتور محمد سالم يحاور «اليوم»

مخترع عملية الدوالي الأولية يتحدث لجريدة «اليوم»

طبيب مصري ومخترع عملية شهيرة معترف بها دوليًا

تم تكريمي في فلوريدا ولم أكرم في مصر

أجرت الحوار: د. مني فوزي

أجرت جريدة اليوم حوارًا خاصاً مع الأستاذ الدكتور محمد سالم أستاذ جراحة الأوعية الدموية بكلية طب جامعة الإسكندرية.

من هو الدكتور محمد سالم؟

ويعد الدكتور محمد سالم هو مثالًا للطبيب الناجح والعالم المبتكر، حيث ابتكر عملية جراحية سُجِلَت باسمه, وصمم لها جهاز خاص وكانت هذه العملية لعلاج الدوالى الأولية للساقين.

والتى تمثل مشكلة صحية كبيرة فى مصر والعالم، وهذه العملية علاجًا آمنًا للدوالي الأولية للساقين، وليس لها أية مضاعفات أو آثار جانبية، حيث سجلت باسمه “عملية سالم”.

وخلال المؤتمر الدولى لكلية جراحة الأوعية الدموية الأمريكية عام 1989، حصل الأستاذ محمد سالم على الجائزة الأولى للمؤتمر عن إبتكاره لهذه العملية، وذلك بعد حديثه عن العملية والجهاز الذى صممه خصيصاً لها أمام المؤتمر.

والجدير بالذكر أن العملية مستمر إجرائها حتى الآن فى مصر والعالم، ورغم تكريمه دولياً ومركزه العلمى إلا أنه يمتلك شخصية فى غاية التواضع.

وجاء نص الحوار كالآتي:

س: ما اسم سيادتك بالكامل؟

ج: أ.د.محمد السيد محمد سالم

س:كيف كانت نشأتك؟

ج :ولدت بالشرقية و كان أخى الأكبر طالب بكلية الزراعة جامعة الأسكندرية، وطلب والدي نقلي مع أخى إلى الأسكندرية فى الصف الأول الثانوى, ونُقِلْت إلى مدرسة الرمل القديمة أو النصرية الآن بباكوس، وحصلت على الثانوية العامة من نفس المدرسة، وطلب والدي منى أن أكتب الرغبة الأولى لجامعة الأسكندرية حيث يوجد أخي، وقوبلت بكلية الطب جامعة الأسكندرية, وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من نفس الكلية بتقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف, وتم تعينى طبيب مقيم جراحة, وحصلت على الماجستير، ثم عينت معيد ثم مدرس مساعد, وقمت بإجراء رسالة الدكتوراة عن الأورام الدموية وحصلت على الدكتوراة وعينت مدرس للجراحة.

س: كيف بدأت فكرة العملية الجراحية “عملية سالم” ؟

ج: بدأت الفكرة و أنا مدرس مساعد أثناء مذاكرتي استعداداً لإمتحان الدكتوراة، حيث وجدت أن علاج الدوالي الأولية للساقين له مضاعفات كثيرة، وفكرت كيف يكون الحل لهذه المضاعفات، وتحديداً فى ليلة القدر فى رمضان حيث كنت نائماً جاءتنى فكرة “عملية سالم”، والفكرة عبارة عن إزالة الغشاء المخاطى المبطن للدوالي حتى يصبح سطح الوريد عاريًا تماماً من الداخل وعند وضع رباط ضاغط على الساق سوف يلتصق جدار الوريد من الجانبين وهنا يتم إنهاء الدوالى فى موضعها ويتم إلغاء الدوالى تماماً, وتتحول إلى شريط من الألياف ملتصق على الأنسجة الضامة, ولا يتأثر أى نسيج خارج الوريد إطلاقاً سواء أعصاب أو أوعية ليمفاوية.

ويستمر الحديث مع أ.د.محمد سالم، ويستطرد قائلاً:

فى العملية صممت جهاز يسمى salem striper (سالم استريبر) مصمم خصيصًا للعملية، وبعد إجراء العملية يعود المريض للمنزل فى خلال 2-3 ساعات بعد إنتهاء مفعول التخدير، سيرًا على قدميه، وهو ما يعرف بجراحة اليوم الواحد one day surgery, وبعد أسبوع يأتى لرفع الغرز، وبعدها بعدة أيام يعود إلى عمله، ولاتوجد إقامة فى المستشفى وفترة النقاهة قصيرة.

وأضاف، أجريت هذه العملية لعشرين مريض هنا فى الأسكندرية وتم تصويرهم وكتبت المقالة عن الجهاز والعملية، وعندما أُعلِنَ عن المؤتمر الدولى لكلية جراحة الأوعية الدموية الأمريكية (American college of angiology) فى نيويورك أرسلت المقالة كاملة، وهذه المؤتمرات فى الغالب مدتها ستة أيام وتقبل فقط ما لايزيد عن ستين بحث، وتم اختيار بحثي ضمن الستين بحثاً, وأرسلوا إلىَّ فى الأسكندرية خطاب يفيد أن عمليتى قُوبِلَت، فقمت بإرسال خطاب إلى أستاذي بجامعة جنوب فلوريدا بقسم جراحة الأوعية الدموية، طالباً منه أن يرسل لى دعوة أخري كى أتابع اختراعى، وسافرت وأرسلت من فلوريدًا فاكسًا إلى نيويورك يفيد بأننى موجود فى أمريكا، وأي شئ يخص عمليتى أرسلوا لي على فلوريدا.

وبعد ثلاثة أشهر أجتمعت لجنة أخرى لإختيار أحسن عشرة أبحاث من ضمن ستين بحث وكان بحثى ضمنهم، وأرسلوا لى على فلوريدا فاكس يفيد بأننى مرشح لجائزة عالمية وأن المؤتمر هذا العام سوف يعقد فى سان فرانسسكو، فقمت بحجز الطائرة والفندق وسافرت.

وكان المؤتمر مدته ستة أيام وكان أول يوم للجوائز, وعندما وصلت إلى سان فرانسسكو وجدت أن برنامج المؤتمر وُزِع على كل الحضور, وعلمت أنه قبيل المؤتمر بمدة شهر اجتمعت لجنة ثالثة لإختيار أفضل الأبحاث, واختاروا ثلاثة أبحاث فقط للجوائز كان بحثى أحدهم, وكان هناك بحث آخر لعالم أمريكي وبحث ثالث لعالم من النمسا.

وفى أول أيام المؤتمر (يوم الجوائز) أعلن رئيس المؤتمر ونادى: “د.محمد سالم من جامعة الأسكندرية سوف يتحدث عن إختراعه لعلاج للدوالي الأولية للأطراف السفلية.

وأضاف استاذ الجراحة، بدأ حديثى عن العملية وعن “سالم استريبر” (salem striper)، الجهاز الذى تجرى به العملية, وعرضت صور لبعض المرضى قبل وبعد العملية، و لم أنسى أننى فى بداية حديثى عرضت صورة لتمثال أبو الهول, وفى النهاية صورة للأهرامات، وفى الساعة السابعة مساءاً بعد حديث الثلاثة الأبطال (heroes of the conference )، أعلنوا النتيجة و أن د. محمد سالم حصل على الجائزة الأولى، هذا وأجريت إجراءات براءة الإختراع فى واشنطن, ونُشِرَت فى مجلة (health science news ) أخبار علوم الصحة بأمريكا، ثم نُشِرَت بجريدة الاهرام فى مصر.

س: فى أي عام كان هذا الإختراع؟

ج: عام 1989 م

س:هل العملية مستمر إجراؤها حتى الآن ؟

ج:منذ عامين وبالتحديد فى مؤتمر للإتحاد الدولى للأوعية الدموية بفرنسا كان رئيس الإتحاد الدولى للأوعية الدموية فى ذلك الوقت أستاذ من الأرجنتين، وقدمت فى هذا المؤتمر بحثين أحدهم عن عملية سالم و الآخر عن تمدد شريان الأورطى فى البطن وتركيب شريان صناعى له، وطلب منى رئيس الإتحاد أن أبيع له نسخة من جهاز سالم استريبر, وفى نهاية المؤتمر قمت بإعطائه نسخة من الجهاز كهدية, وكان شاكراً جداً، وهو حتى الآن يقوم بإجراء هذه العملية فى الأرجنتين.

ويختتم ا.د.محمد سالم حديثه قائلاً، إن هذه العملية ليس لها أي مضاعفات وهى آمنة تماماً، وكالعادة تم تكريمى فى جامعة جنوب فلوريدا بعد حصولي على الجائزة، وعندما عدت إلى مصر لم أكرم.

وفى الختام يتضح لنا أن الأستاذ الدكتور محمد سالم يمثل رمزاً ومثالاً يحتذى به فى الإجتهاد والبحث العلمي فى مصر والعالم، و كونه مصري يعتَرف بإنجازه العلمى ويُكَرم دولياً وعالمياً، يمنحنا نحن المصريين الفخر والإعتزاز به كرمز مصري أصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى