تقارير و تحقيقات

جمع المحصول قبل النضج يهدد بخراب بيوت مزارعي الرمان في أسيوط

محمد عاطف شعلان

سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين أهالي مركزي البداري وساحل سليم بأسيوط، نتيجة قيام بعض المزارعين بجمع محصول الرمان البلدي قبل نضجة، وذلك في عملية نصب واستغلال من مصدري الرمان، بهدف تصنيفه أنه ذات جودة سيئة لبخس أسعاره عالميًا، وانخفاض سعره محليًا مع بدء الموسم، يليه ارتفاع الأسعار عالمياً وانخفاضها محليًا.

وبذلك يكون المزارع فريسة في يد التجار، في ظل الرقابة الغائبة من قبل القائمين على وزارة الزراعة المصرية بصفة عامة والحجر الزراعي خاصة، وغياب تام من مسؤولي محافظة أسيوط عن وجود أدنى رقابة، على منتج الرمان الذي تحتل به المحافظة الأول عالميًا من حيث التصدير وتوفير العملة الصعبة، مناشدين المسؤولين سرعة التدخل قبل خراب بيوتهم.

جمع المحصول قبل النضج:

يقول الأسمر حامد بسيوني، أحد مزارعي الرمان، إنه من المفترض أن يتم جمع محصول فاكهة الرمان، بدءًا من النصف الثاني من شهر سبتمبر، وهو موعد نضج الثمرة، مشيرًا إلى أن المزارعين فوجئوا منذ عدة أيام بقيام بعض المصدرين بطلب شراء المحصول رغم عدم نضجه، ما دفع بعض المزارعين للقيام بجمع المحصول قبل موعد النضج بأكثر من شهر، نظرًا للإحتياج وخوفًا من إنخفاض الأسعار كما يحدث في كل عام، واستغلال ارتفاع الأسعار في الوقت الحالي.

حيلة خبيثة:

ويتابع الأسمر، إن المصدرين يقومون في هذا الموعد من كل عام، وقبل نضج ثمار الرمان بأكثر من شهر، بشراء جزء قليل من المحصول قبل نضجه وبأسعار مرتفعة، ويتم تصديره للدول الخارجية فيتم تصنيفة بأنه منتج غير جيد ما يخفض أسعاره في بداية موسم جمع الثمار، ويتم بعد ذلك أخذ الثمار الناضجة عالية الجودة بأسعار بخسة ويتم تصديرها من قبل المصدرين بأسعار مرتفعة على حساب المزارع،مناشدًا سرعة وقف هذه الكارثة التي تحدث في الوقت الحالي والتي تؤدي لدمار أهم منتج تصديري بالمحافظة.

الرقابة الغائبة:

ويضيف رجب أحمد، أن ما يتعرض له مزارعو الرمان بمحافظة أسيوط، من استغلال من قبل حفنة من المصدرين، يرجع لعدم وجود رقابة على أهم المحاصيل الزراعية التي تمتاز بها المحافظة، ما جعله فريسة سهل ضحية جشع التجار والمصدرين والسماسرة.

ويرى أنه لا وجود لأي دور لوزارة الزراعة في حماية محصول الرمان من الإستغلال رغم أن المشكلة قائمة في كل عام، والإستغاثاة الدائمة من المزارعين، وأن الحجر الزراعي غائب تمامًا عن أي دور له، فترك الجميع يفعل ما يحلو له، ولم يتدخل لوقف مهزلة جمع المحصول قبل نضجه، كذلك غياب الرقابة من كافة مسؤولي محافظة أسيوط .

وقف جمع المحصول قبل النضج:

بدوره طالب المهندس أبوبكر عرندس، بسرعة اتخاذ خطوات جادة للحفاظ علي محصول الرمان، الذي قد نستيقظ يوماً نجد أن الأراضي المزروعة به أصبحت بوار نتيجة الخسائر الفادحة والمتتالية التي يتعرض لها المزارع كل عام، ووقف جمع المحصول قبل نضجه، ووجود عقوبات رادعة للمخالفين، كذلك بدء العمل بالمدينة الصناعية بالبداري وإنشاء مصنع لمنتجات الرمان، وعمل بورصة لمنتجات الرمان عن طريق الغرفة التجارية،علاوة علي فتح أسواق عربية وأوربية لتصدير فاكهة الرمان تحت مرأى ومسمع الدولة.

استغلال وجشع التجار:

“الدولة تركتنا فريسة في يد التجار،بيوتنا هتتخرب ومفيش حد سائل فينا ،شوية متآمرين يتحكموا في بلد كامل واقتصاد بالملايين ”.. بهذه العبارات بدأ محمد حسن دهشور، حديثه في غضب شديد،مضيفاً أنه رغم أن المحصول لم ينضج بعد، إلا أن المصدرين بدأوا يتلاعبوا بقوتهم مبكرًا، عن طريق جمع المحصول قبل موعد جمعه لأكثر من شهر، ما يؤثر على جودة المنتج، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلي هبوط السعر وهلاك المنتج، وسيكون بمثابة ضوء أخصر للمزارعين باقتلاع أشجار الرمان، رغم أنها تمثل اقتصاد قومى للبلد عن طريق توفير العملة الصعبة بالملايين، وتوفير فرص عمل لعشرات الآلاف، حيث يُعد هذا المحصول هو المنتج الرئيسى بل الأوحد لمزارعى المركز، مطالباً بسرعة تدخل جميع الجهات المعنية لوقف هذه المؤامرة التى يتعرض لها أهالى مركزي البداري وساحل سليم.

أسيوط الأول عالميًا في فاكهة الرمان:

جدير بالذكر أن مركزي البداري وساحل سليم يتميزان بامتلاكهما تربة زراعية بها مقومات ومواصفات هيأتها لتكون أكثر المناطق إنتاجا لمحصول الرمان على مستوى الجمهورية وجعلت محافظة أسيوط تحتل المركز الأول عالمياً في إنتاج وتصدير الرمان، إذ تبلغ رقعة الأرض المزروعة بالرمان20 ألف فدان تقريباً، لكن بسبب تجاهل الدولة والمعنيين لهذا المنتج بدأ مزارعو الرمان اقتلاع الأشجار تباعاً نظراً لما تعرضوا له من خسائر خلال السنوات القليلة الماضية،علاوة علي تعرض الكثير منهم للسجن لتراكم الديون عليهم ،فهل تمد لهم الدولة يد العون وتنقذهم مما يتعرضوا له من استغلال يؤدي لخراب بيوتهم ويحجب ملايين الجنيهات عن اقتصاد البلد أم تواصل تركهم فريسة في يد المصدرين ؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى