أخبار

جناح الأزهر يحتفي بسفراء الأزهر البارزين بلوحات تعريفية معلقة بمتحف المخطوطات

كلما كان المنهج وسطيا معتدلا؛ كلما كُتب له النجاح والاستمرار والانتشار، وهذا ما سار عليه الأزهر الشريف طيلة أكثر من ألف عام، حيث اعتمد على منهج وسطي مستنير ينهل من أنوار النبوة، فجذب إليه طلاب العلم من كل أنحاء العالم، ينهلون من علومه ويسيرون على منهجه، حتى أصبح قبلة العلم والعلماء، والمكان الذي تطمئن إليه الأفئدة والقلوب.

ولا عجب أن ترى هولاء الطلاب في أعلى المناصب السياسية والدينية، يلتف حولهم أبناء بلادهم، ينتهجون بنهجهم، ويقتدون بهم، ويسيرون على دربهم.

واحتفى ركن متحف المخطوطات بجناح الأزهر بسفرائه الذين تقلدوا مناصب عليا قيادية، وعلق لهم لوحات تعريفية تتضمن أهم مناصبهم التي تقلدوها وسيرتهم الذاتية،
لتعريف زوار جناح الأزهر بهم، وبثمارات جهود الأزهر الخارجية، تحت اسم” لآلىء الأزهر الشريف”، في عشر لوحات معلقة على حائط متحف المخطوطات.

وتضمنت هذه اللوحات التعريفية ثلاث شخصيات تقلدوا منصب رئيس الجمهورية وهم: محمد إبراهيم بوخروبة، وشهرته هواري بومدين، الرئيس الثاني للجزائر المستقلة شغل المنصب من ۱۹ يونيو ۱۹٦٥م، واستمر على رأس السلطة حتى وفاته في ۲۷ ديسمبر ۱۹۷۸م، وقد قال عن الأزهر:” جئت مترجلاً للأزهر الشريف للتعلم بين أروقته وعلى يد شيوخه، جئت إلى كعبة العلم والدين وواحة الفهم السليم والطرح العلمي المستقيم، هذا هو الأزهر، صانع العلماء والمصلحين والقادة والزعماء”، والثاني: مأمون عبد القيوم، رئيس جزر المالديف، الذي قضى في الحكم أكثر من ثلاثين عاما، ليصبح من أكثر الحكام الآسيويين جلوسًا على كرسي السلطة، والثالث محمد فؤاد هورامي، الرئيس السابع لجمهورية العراق والحاكم الجمهوري الثامن في تاريخ الجمهورية العراقية منذ أن تأسست ١٩٥٨م.

كما تضمنت اللوحات التعريفية المعلقة ثلاث شخصيات تقلدوا مناصب دينية عليا وهم: الدكتور محمد المدني بن منصور الشويرف، رئيس دار الإفتاء الليبية، الذي بدأ الدراسة بكلية الشريعة في بداية السنة الدراسية ١٩٥٢م، وكان من الطلاب الأوائل بالكلية طيلة مدة دراسته وتحصل على الشهادة العالية لكلية الشريعة الليسانس سنة ١٩٥٦، ثم واصل تعليمه في الأزهر الشريف ليحصل على شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس،والثاني الشيخ أمين طاهر الحسيني، المفتى العام للقدس، والثالث الشيخ محمد قريش شهاب، وزير الشئون الدينية الأسبق بإندونيسيا.

وتضمنت أربع لوحات لشخصيات بارزة في مجال الاقتصاد والسياسة وهم: محمد ماكين الصيني، وهو عالم دين ومترجم صيني مسلم ، ترجم القرآن الكريم إلى الصينية، وفي سنة ۱۹۳۱ سافر إلى مصر موفدًا ضمن أول بعثة أرسلتها حكومة الصين للدراسة بالأزهر الشريف، والحاج نك عبد العزيز نك مات، سياسي ورجل دين ماليزي مسلم، انتخب سنة ١٩٨٦ في المجلس التشريعي لولاية كلنتن، وفي عام ۱۹۹۰ ترأس حكومة ولاية كلنتن إلى سنة ٢٠١٣، كما صار الرئيس الروحي لحزبه ابتداءا من سنة ١٩٩١م، والدكتورة عائشة المناعي، الحاصلة على الدكتوراه من جامعة الأزهر وأول امرأة في الخليج العربي تتولي عضو البرلمان العربي بمنصب نائب رئيس البرلمان العربي بأغلبية الأصوات، وأليكو دانغوت، من دولة نيجيريا، التحق بجامعة الأزهر في القاهرة وتخرج في كلية الدراسات التجارية وحصل على شهادة البكالريوس في إدارة الأعمال، وفي عام ٢٠١٧ تم تصنيفه على أنه أغنى رجل من أصول أفريقية في العالم.

وذكر الأستاذ مجدي حامد مهران، رئيس الإدارة المركزية للمكتبة، أن فكرة لآلئ الأزهر الشريف هي فكرة ولدت داخل المكتبة نتيجة تفاعلها الدائم مع طلاب العلم والباحثين، ومن هنا كان علينا البحث حول الوافدين والدارسين داخل رحاب الأزهر الشريف، الذين تقلدوا مناصب عليا وتمثل دولهم التمثيل المشرف نتيجة ما درسوه وتعلموه داخل الأزهر، ليكونوا قدوة لأبناء أوطانهم.
وبيّن الأستاذ مصطفى أكرم، مدير إدارة التخطيط بالمكتبة، أن فكرة لآلئ الأزهر نابعة من الدور المشرف والمعتاد من مؤسسة الأزهر الشريف نحو إنارة الطريق العلمي والثقافى على مستوى العالم، وأنه أثر فى وجدان كل من درسوا فيه وكذلك فى تشكيل وتكوين شخصياتهم حتى أصبحوا رائدين في دولهم، وأن هذا نموذجا صغيرا عن مجموعة ممن درسوا بالأزهر، وهناك الكثير من هذه النماذج المشرفة.

وأوضح أ/ محمود سعد، باحث بمتحف المخطوطات، نائب مدير إدارة الترميم، أن هذه اللوحات المعروضة بجناح الأزهر الشريف جذبت الكثير من الطلاب الوافدين وشعروا بالفخر بوجود أحد أبناء وطنهم في متحف المخطوطات في جناح الأزهر، وحرصوا على التقاط الصور التذكارية بجانبهم، مبينا أن هذه اللوحات الشرفية تعطي دافعا كبيرا للطلاب الوافدين للتفوق والاجتهاد وترفع من روحهم المعنوية.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى