عرب وعالممقالات

حرب روسية غربية في أفريقيا!

بقلم: عبد الستار حتيتة

ليست الجبهة في أوكرانيا فقط. توجد حرب أخرى روسية غربية. إنها تدور في أفريقيا. أما الجنود فهم من بلدان تعاني من الفقر. ومع ذلك شوهدوا، بوجوههم السمراء، وهم يرفعون أعلام روسيا. وشوهدوا كذلك وهم يطردون الفرنسيين من دولتي مالي وبوركينا فاسو.

تعد فرنسا، وهي حليف قوي للولايات المتحدة الأمريكية، من أول الدول الاستعمارية في العصر الحديث لمناطق في أفريقيا، خاصة في غرب القارة. وفي الشهور القليلة الماضية تنامى الوجود الروسي، وتراجع الوجود الفرنسي.  

تعرف منطقة غرب القارة بـ”أفريقيا الفرنسية”، وتضم بلدان موريتانيا، والسنغال، ومالي، وغينيا الفرنسية، وساحل العاج، وبوركينا فاسو، وبنين، والنيجر. فرنسا كانت تعمل، منذ حوالي عشر سنوات، لمحاربة المتشددين في غرب أفريقيا. إلا أنها ظهرت كمن خرج من المعركة صفر اليدين، بعد أن تولى موالون لروسيا الحكم في مالي قبل شهور، وتزامن مع تلك المتغيرات دخول قوات فاجنر أيضاً. وهروب المتطرفين الإسلاميين من مالي إلى بوركينا فاسو.

قد تؤدي المتغيرات السياسية والعسكرية الجارية في عدد من هذه البلدان، إلى إعادة الدول الغربية، وعلى رأسها فرنسا، النظر لطريقة عملها في هذه المنطقة الحيوية. وهي منطقة خصبة للصراع الدموي بين القوى الوطنية، والمتشددين، مثل تنظيمي القاعدة وداعش.

 لقد سقط ألوف القتلى في عديد البلدان في غرب أفريقيا بسبب المتشددين المتطرفين. ولم تفعل القوات الغربية ما يشفي غليل الأفارقة، كما يبدو. واكتفت في كثير من الأحيان بتوجيه ضربات جوية، أو البقاء في معسكراتها في النيجر ومالي وبوركينا فاسو.  

 وخلال ذلك الوقت، أي حين كان الأفارقة يلجؤون للفرار أمام ضربات المتطرفين، كانت موسكو تعمل بقوة لتبسط نفوذها بدلا من القوى الغربية. فتمكنت من تمهيد الأرض لعمل واحدة من الشركات الروسية العسكرية الخاصة، وهي شركة فاجنر.

فرنسا كانت موجودة بقوة في بوركينا فاسو، حتى قبل يوم الجمعة الماضي. وفوجئت منذ حوالي أسبوع، بألوف الشبان الغاضبين، يؤيدون الانقلاب على منظومة الحكم السابقة، ويقتحمون مقر السفارة الفرنسية، ويرفعون الأعلام الروسية في شوارع واجادوجو، كما حدث قبلها في باماكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى