تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

حرب روسيا أوكرانيا.. جيوش متباينة القوى وأنظمة دعم باهتة الأثر

كتبت: مروة محي الدين

تواترت الأخبار منذ صباح اليوم -الثلاثاء- عن عدد ضخم من القوات الروسية على مشارف العاصمة كييف، وكذا القصف الوحش المستمر منذ أمس -الإثنين- على مدينة خاركيف، القصف الذي صنفه الغرب جريمة ضد الإنسانية، ووصف التحرك الكبير للقوات الهائلة بالبربرية، وكذا وضع بوتين قوات الردع النووي في حالة الاستنفار منذ يومين.

في المقابل جاء الرد الأوكراني من الرئيس “فولوديمير زيلينسكي” بأن الأوكران يقاتلون من أجل البقاء، وكذلك وردت الأنباء عن صمود الجيش الأوكراني في المقاومة جنبًا إلى جنب مع المتطوعين من الشعب، ولم يضف رد وزير الدفاع وزير الدفاع شيئًا فوق إدانة القصف الروسي باعتباره جريمة حرب. 

وكان كلا الجيشان الروسي والأوكراني قد عزز قواته خلال السنوات الأخيرة، وبينما تصنع روسيا الأسلحة التي تعزز بها جيشها، يتسلح الجيش الأوكراني باسلحة روسية الصنع معظمها ما تبقى من إرث الاتحاد السوفياتي، ولكن بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم بدون طلقة نارية واحدة عام2014، تحركت أوكرانيا لتعزيز قواتها، وعلى مدار ثماني سنوات نجحت إلى حد كبير في تعزيز قواتها، ليتحول الجيش الذي لم يقدم على الاشتباك مع القوات الروسية على الأرض، إلى جيش تتحدث الأخبار عن صموده، الذي نجح في تعطيل طموحات “بوتين” في مكسب سريع على الأرض، لكن:

ماذا عن تسليح الجيشين؟

وهل يضمن تسليح الجيش الأوكراني والمساعدات المعززة له صمودًا أكبر أمام الاجتياح الروسي الضخم؟

مناورات عسكرية للجيش الروسي – سبوتنيك

القوة العددية:

يصنف تقرير (جلوبال فاير باور) للقدرات العسكرية لعام 2022 الجيش الأوكراني في المرتبة 27 عالميًا، لكن أوكرانيا منذ عام 2014 استمرت في تعزيز قوات جيشها حتى وصل عدد جنوده الآن 210 آلاف، بينهم: 145 ألف جندي في القوات البرية، و12 ألف جندي في القوات البحرية، و45 ألف جندي في القوات الجوية، وثمانية آلاف جندي في القوات المحمولة جوا.

أما روسيا المصنفة من أكبر دول العالم حيث تزيد مساحتها عن 17 مليون كيلومتر مربع -وفق ما أعلنته وكالة سبوتنيك للأنباء الروسية الرسمية- ويصنف جيشها في المرتبة الثانية عالميًا بعد الجيش الأمريكي -حسب تقرير (جلوبال فاير باور)، فتمثل القوات البرية فيها أهم دروع جيشها، فيبلغ عدد جنود الجيش الروسي إلى مليون و350 ألف جندي بينهم: 850 ألف جندي قوات عاملة و250 ألف جندي احتياطي و250 ألف قوات شبه عسكرية، وفقا لموقع “غلوبال فاير بور” الأمريكي، في آخر إحصائيات لعام 2022.

العتاد:

معدات الجيش الأوكراني -صورة أرشيفية

 انخفضت التقارير بحجم عتاد الجيش الأوكراني، إذ تقول إن معظمة سلاح روسي، وبعضه قديم يرجع إلى الحقبة السوفيتية، بينهما 125 طائرة مقاتلة وجميعها روسية، وكذلك الحال في المروحيات التي يبلغ عددها 32 مروحية، وستة طائرات مسيرة، بالإضافة إلى 60 دبابة مقاتلة، و142 بندقية مدفعية،وسفينة هجوم بحري واحدة.

أما روسيا فقد أعلنت وكالة سبوتنيك للانباء أن عتاد جيشها كالتالي: 12 ألف و240 دبابة تشمل جميع الطرازات، والمدافع ذاتية الحركة وتبلغ 6 آلاف و574 مدفعًا، ومدافع الميدان وتبلغ 7 آلاف و571 مدفعًا، راجمات الصواريخ التي تبلغ 3 آلاف و391 راجمة، بالإضافة إلى  30 ألف و122 مدرعة، تجعلها ثالث أضخم قوة مدرعات في العالم.

منظومة صواريخ إس 400 الروسية- سبوتنيك

وهذا خلاف القوة النووية إذ أنه: بينما دمرت أوكرانيا ترسانتها النووية عام 1994 بموجب مذكرة بودابست، تمتلك روسيا قوة ردع استراتيجية هائلة تبلغ 6 آلاف قنبلة نووية- حسب سبوتنيك، وهو ذات السلاح الذي يلوح به بوتين منذ عدة أيام ردًا على العقوبات الغربية.

لكن الأمر لم ينتهي عند هذا الحد إذ أنه خلال يناير الماضي استمرت المملكة البريطانية المتحدة، في دعم الجيش الأوكراني دعمًا هادئًا، تركز في تقديم الأسلحة الدفاعية غير الإستراتيجية، ووفق ما نقله موقع (أوكرانيا برس) عن وزارة الدفاع البريطانية، زودت بريطانيا الجيش الأوكراني بنحو ألفي صاروخ من الجيل الثاني من الصواريخ المضادة للدبابات (إن إل إيه دبليو-NLAW)، ذات القوة التدميرية الكبيرة المدى البعيد الذي يصل مئات الأمتار، وتتميز هذه الصواريخ بأنها أول نظام صاروخي يمكن للجندي المنفرد إطلاقه، لتنضم إلى مجموعة صواريخ (جافلن- Javelin) الأمريكية، ذات المدى البعيد والقدرة التدميرية الأكبر.

ونقل “أوكرانيا برس” عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن بريطانيا زودت أوكرانيا بصواريخ طراز (إيه تي 4- AT4″ السويدية المضادة للدبابات والمدرعات، التي تتميز بدقتها في إصابة الهدف وتدميره، وسهولة نقله حيث لا يتجاوز وزنه 8 كيلوجرام. كما زودتها بصواريخ (لاو إم 72- LAW M72) المضادة للدبابات والصالحة لضرب التحصينات العسكرية واختراق البنايات والأسمنت المسلح.

كذلك أشرفت بريطانيا -يناير الماضي- على تدريب الجيش الأوكراني ووضع استراتيجيات الدفاع الحربي، وأرسلت مجموعة من قوات النخبة البريطانية لتدريب القوات الأوكرانية على استعمال المنظومات الصاروخية الجديدة المضادة للدبابات- حسب ما جاء في موقع “أوكرانيا برس”.

ومع اشتعال وتيرة الحرب، زود الاتحاد الأوروبي وبعض دول الجوار مثل ليتوانيا أوكرانيا بالأسلحة. كما تحركت دول الغرب لفرض عقوبات اقتصادية قالت إنها صارمة على روسيا، غير انها لم تفت في عضد الدب الروسي، الذي واصل اجتياحه حتى دفع بنحو 75% من قوة جيشه داخل الأراضي الأوكرانية، ما ينبئ باحتمالية امتداد الصراع لما هو أبعد من التوقعات. 

فهل تعدل المساعدات كفة ميزان القوى بين الجيشين على الأرض؟ أم أن حالة عدم التكافؤ التي تشير إليها الأحداث، صنعة دعائية سرعان ما تغيرها الأحداث على الأرض؟    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى