تقارير و تحقيقات

مش عايز غير ستر ربنا .. حكاية عم أحمد عامل النظافة بأبوتيج أسيوط

عبده جمال

في البرد القارس صباحا وفي الحر القائظ نهارا ووسط الأتربة والقمامة، يؤدى عمال النظافة عملهم بكد وكفاح، يتحملون كل هذه الأعباء يوميا، مع اتباع القواعد والإجراءات الاحترازية ضد فيرس كورونا المستجد

قصة كفاح

بوابة “اليوم” عاشت بين «عمال النظافة»، لتنقل مآسيهم وظروفهم العملية والمعيشية التي اضطرتهم في بعض الاوقات لافتراش الأرض ليهنئوا بالنوم ساعة أو ساعتين وسط الطريق من التعب ليقدروا على مواصلة عملهم لأكثر من 12 ساعة في اليوم

قفاز وكمامة وجلباب بالٍ وحذاء مهترئ، وتجاعيد الوجة التي يتميز بها كبار السن، هذا هو حال عم “احمد جاد”، ابن قرية النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بأسيوط، ذو ال 60 عاما لكنه يعمل لجمع القمامة ليحاول جلب قوت يومة ليقدر على تكاليف الحياه وليجمع مصاريف تعليم ابنتية الاثنتين، واحدة طالبه في الثانوية العامة، وأخرى على وشك الزواج

حبه واخلاصه في العمل

يسرد عم “أحمد” قصتة عن عمله وعن معاناته ويقول، انني ارفع القمامة والمخلفات يوميا من الشوارع والطرقات ليس من اجل الراتب فقط، ولكن حبي في نظافة بلدي هو الدافع الأساسي، و من اجل إظهار الشوارع والميادين بشكل جيد ولائق، وبالرغم من ضعف الراتب ومحدودية الإمكانات ووسائل الأمان ولاكن مضطر والا سيكون مصيري الموت جوعا أنا ومن أعولهم.

ويضيف الرجل الذي شاب شعرة، أعمل منذ الثامنه في صباح كل يوم وحتى الثانية مساء في مجلس مدينة ابوتيج وبعد الساعة الثانية استريح ساعتان فقط واجلس مع اهل بيتي دقائق معدوده ثم امسك بمكنستي واذهب الى عملي الآخر كعامل نظافة ايضا ولكن تابع لجمعية تجمع القمامه من المنازل والشوارع.

اجتهاد في العمل ومع الأسرة

ويكمل عم أحمد حكاية الأمل وعزة النفس ويقول، منذ صغري حرمت من اشياء كثيرة ابرزها التعليم ولهذا اصريت على تعليم بناتي الاثنتين، لذلك اعمل في ورديتين يأخذان كل وقتي من الثامنه صباحا وحتى العاشرة ليلا ولا اعاني بسبب الحفاظ عليهن لانهما نور عيني.

ويتابع، يعالمني الناس في الشوارع والطرقات بكل حب وود وابتسامات من القلب الى القلب ويحبونني ويمزحون معي عندما اقابلهم في الشوارع والطرقات اثناء عملي  فيحاولان الشفقة علي بسبب كبر سني ولكنني ارفض لانني احب ان يكون المقابل المادي نظير جهد وتعب وكد واضاف ممازحا وبصوت عال.. ” مع اني لسه صغير”.

توفير الرعاية الصحية

ويضيف عم احمد “أن جميع عمال النظافة ليسوا مدربين على العمل بتلك المهنة، ويجب تدريبهم على كيفية تنظيف الشوارع، وتوفير سبل الحماية لهم، والكشف عليهم طبيا باستمرار، مشيرًا إلى أنه مصاب بامراض عديدة وعلى الرغم من ذلك يعمل في هذة المهنة التي لا بديل لها والتي تجبره عليها الظروف.

واختتم عم احمد حديثة ببعض الكلمات المؤثرة وقال، كل الذي اريده من الدنيا وما فيها هو ان اعيش مستورا واموت مستورا تاركا سيرة طيبة لبناتي وللناس اجمع ليذكروني ويدعون لي بعد ذهاب روحي لخالقها لاستريح في دار الآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى