تقارير و تحقيقاترياضة

حوار| مدرب حراس وادي دجلة لـ«اليوم»: لا نستحق التأهل للمونديال.. والشناوي الأفضل

يقولون إن حارس المرمى، هو نصف فريق كرة القدم، فرأينا كم من حارس مرمى كان سببًا في تتويج فريقه أو منتخب بلاده لبطولة ما؟ وكم من مدرب للحراس كان سببًا في ارتفاع مستوى للحارس الذي يقوم بتدريبه؟ وفي إطار ذلك كان لـ«اليوم» حوارًا مع مدرب حراس مرمى ناشئي وادي دجلة، مصطفى الدولي.

منظومة وادي دجلة تتميز بالاحترافية.

أتمنى عدم تواجد وادي دجلة في دوري القسم الثاني لفترة طويلة.

تلقيت عروضًا للعمل في قطاع الناشئين بالأهلي والزمالك.

تواجد عبد المنصف في وادي دجلة سبب لي إحراجًا!

اليوناني تاكيس جونياس من أفضل المدربين الأجانب الذين دربوا في مصر.

لا نستحق التأهل لكأس العالم.

محمد الشناوي هو الحارس رقم 1 في مصر.

أجرى الحوار- عبد الله محمود

في البداية.. من هو مصطفى الدولي؟ 

كنت مُقيمًا في دولة الإمارات من حوالي 12 عامًا، وتعرفت في بداياتي بالصدفة على اثنين من مدربي أكاديمية يونايتد، وتحدثت معهم أن ألعب كرة خماسي معهم، وبالمصادفة عرضوا علي أن أعمل مدربًا لحراس المرمى، وتعرفت وقتها على الكابتن علاء جمال والدكتور مبارك الكاتبي، رئيس الأكاديمية، وهذا ما أتاح لي فرصة دخول نادي العين الإماراتي، وعملت هناك فترة، ثم جاءت لي فرصة العمل في نادي الشعب؛ ولكن كل شيء توقف بسبب الإقامة وعدت بعدها إلى مصر.

كيف دربت في نادي وادي دجلة؟

كان ذلك بالمصادفة أيضًا، فقد كان لي صديق في منتخب مصر الخماسي هو كابتن مصطفى كاريكا، تحدثت معه عن تجربتي في نادي العين الإماراتي، فعرض علي التدريب في وادي دجلة، وكنت سأبدأ في الأكاديمية الخاصة بالنادي، وترددت في البداية لأن فكرة الأكاديمية… (أنا ماكنتش حابب إني أبدأ كدة تاني) ولكن بعد تفكير قررت خوض التجربة وبالفعل، التحقت بأكاديمية وادي دجلة.

هل فترة تدريبك بأكاديمية وادي دجلة كانت طويلة؟

لا، فقد دربت في الأكاديمية لمدة 6 شهور، وبعد ذلك عملت في التدريب بقطاع الناشئين بالنادي.

من الذي رشحك للعمل في قطاع الناشئين بوادي دجلة؟

جاء عملي في قطاع الناشئين بترشيح مستر مارتن، وهو هولندي الجنسية ويعتبر شيخ المدربين في أوروبا، وأنا في فترة عملي بالإمارات، عملت مع مدربين إيطاليين، فبدأت تنفيذ وتطبيق ما كنت أعمل به في نادي العين على نادي وادي دجلة، وشاهد مستر مارتن، طريقة عملي، وشعر أن عملي به شيء مختلف، وجلس وتحدث معي، وبالفعل اختارني لأكون مدربًا في قطاع ناشئين وادي دجلة، وتم ترشيحي لتدريب فريق مواليد 1998.

كم سنة مرت على تواجدك في وادي دجلة؟

حتى الآن، 6 سنوات وأنا أعمل في نادي وادي دجلة، وسعيد بالعمل داخل المنظومة.

هل تلقيت عروضًا من أندية أخرى خلال تلك الفترة للعمل بها؟

بالفعل، تلقيت عرضًا خلال الفترة الماضية من نادي النصر القاهري، مع كابتن طارق السيد المدير الفني للفريق؛ ولكن كان الكلام شفهيًا وليس رسميًا.

هل  تلقيت عروضًا من أندية الدوري الممتاز؟

جاءني عروضًا من أندية، الأهلي والزمالك وإنبي؛ ولكن كل العروض كانت للتدريب في قطاع الناشئين لهذه الأندية وليس الفريق الأول، وكانت العروض لتدريب فريق الشباب، ولكن أنا هدفي كان هو تدريب فرق درجة أولى، وهذا كان من أسباب استمراري حتى الآن في وادي دجلة.

هل تم ترشيحك لتدريب حراس مرمى الفريق الأول لوادي دجلة؟

بالفعل، تم ترشيحي لتدريب الفريق الأول لوادي دجلة، ولكن عامل السن كان عائقًا وحال دون اتخاذ هذه الخطوة، حيث كان يتواجد في حراسة مرمى الفريق في ذلك الوقت محمد عبد المنصف، والإدارة رأت أني أصغر منه سنًا، فقد كان الفارق بيني وبينه حوالي 8 سنوات، ولذلك رأت الإدارة أنه سوف يكون هناك بعض الحساسية في التعامل بيني وبينه، وعلمت أن إبعادي عن تدريب حراس مرمى الفريق الأول ليس فنيًا؛ ولكن كان بسبب هذه النقطة فقط، ولكني بالطبع كنت سعيدًا بترشيحي لتدريب الفريق الأول بالنادي.

ما أسباب تمسكك بالبقاء في وادي دجلة رغم العروض التي وصلتك من الأهلي والزمالك؟

هناك أسباب كثيرة، أبرزها ان نادي وادي دجلة منظومة محترفة جدًا، وتتعامل بشكل احترافي بمعنى الكلمة، وأنا خلال فترة عملي في النادي عملت مع مدارس مختلفة منها فريق عمل هولندي ويوناني وكرواتي وألماني، وهذا ما يميز وادي دجلة عن غيره من الأندية، فذلك بالنسبة لي كأنك ذهبت لعمل فترة معايشة في أندية  أوروبية؛ لأنهم نقلوا لي ثقافات وأفكار مختلفة، والكرة كما تعلم تشهد تطورًا كل يوم.

هل ترى أن عمل المدربين الأجانب ونقلهم الثقافات والأفكار الخاصة بهم كما ذكرت، تصنع الفارق مع الأندية التي تجلبهم؟

بالطبع، فإنهم يصنعون الفارق وخاصةً على مستوى الناشئين يظهر تأثيرهم بشكل كبير، وأنا أعتقد من وجهة نظري أن نادي وادي دجلة أفضل منظومة احترافية في مصر، فعندما تم تطبيق ذلك مع الفريق الأول للنادي خلال فترة تولي اليوناني تاكيس جونياس، مهمة تدريب الفريق الأول بالنادي، شاهد الجميع في مصر أداء فريق وادي دجلة بطريقة مختلفة عن بقية أندية الدوري الممتاز، وكان هو الفريق الوحيد الذي يؤدي بطريقة (Building up) أي بناء الهجمة من الدفاع وحتى الهجوم، وأحرجوا الأندية الكبيرة في الدوري الممتاز مثل الأهلي والزمالك، وذلك قبل هبوط وادي دجلة إلى الدرجة الثانية في الموسم المنقضي.

ما أسباب هبوط وادي دجلة إلى الدرجة الثانية رغم المنظومة الاحترافية التي يعيشها النادي كما تحدثت؟

من وجهة نظري، أن هدف النادي هو دائمًا الاستثمار، فالهدف الأساسي عند الإدارة هو كيفية صناعة لاعبين يستطيعون اللعب في الدوري الممتاز، والاستفادة المادية من وراء بيعهم سواء داخليًا أو خارجيًا، ومن هؤلاء اللاعبين على سبيل المثال، محمد شريف هداف النادي الأهلي الحالي ومصطفى محمد نجم الزمالك السابق وجالاتا سراي التركي الحالي وأحمد سيد زيزو نجم الزمالك ومحمد هلال نجم البنك الأهلي الحالي وكريم حافظ ظهير أيسر نادي ملاطية سبور التركي ومحمد رضا نجم وسط فيوتشر ومحمد محمود لاعب وسط الأهلي، ومعظمهم نجوم في منتخب مصر الحالي.

كيف ترى فرصة وادي دجلة في الصعود مرة أخرى للدوري الممتاز؟

أتمنى ألا يستمر وادي دجلة في الدرجة الثانية طويلًا، وأن يصعد الفريق سريعًا إلى الدوري الممتاز، فالفريق فرصته ضعيفة في الصعود إلى الدوري الممتاز هذا الموسم، حيث يحتل الفريق المركز الثالث بفارق 12 نقطة عن فريق الداخلية المتصدر، ويجب على المسؤولين عن الفريق البناء على ذلك من أجل تجهيز الفريق للمنافسة في الموسم المقبل على الصعود للدوري الممتاز الموسم بعد المقبل.

كيف رأيت آخر مباراة خاضها وادي دجلة في دوري الدرجة الثانية؟

كانت المباراة أمام فريق بلبيس، وللأسف انتهت بخسارة  دجلة بهدفين نظيفين، ولكن من وجهة نظري الخسارة كان سببها أن الفريق فقد فرصة الصعود للدوري الممتاز هذا الموسم، ولذلك بدأ الجهاز الفني للفريق، إعطاء الفرصة لبعض اللاعبين الذين لم يشاركوا على مدار الموسم؛ من أجل الوقوف على مستوى جميع اللاعبين، للحكم عليهم من الاستمرار أو الرحيل عن الفريق في الموسم الجديد.

من الحارس الذي تقوم بتدريبه في ناشئين وادي دجلة وتتوقع أن يكون له مستقبل كبير في الكرة المصرية؟

على مدار 6 سنوات في قطاع ناشئين وادي دجلة، قمت بتدريب حراس مرمى كثيرين جدًا، منهم من رحل عن النادي مثل، أحمد بدوي حارس مرمى فريق النصر الحالي، ومحمد خويسكي الذي كان قد انتقل إلى بيراميدز وهو حاليًا يلعب في أحد أندية الدرجة الثانية.

من أشهر المدربين الذين عملت معهم؟

بالطبع مستر مارتن، وهو هولندي الجنسية ويعتبر شيخ المدربين في أوروبا، وهو الذي اكتشف حارس مرمى منتخب هولندا الشهير، فان در سار، والذي لعب لكبار الأندية الأوروبية، مثل أياكس أمستردام الهولندي ويوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، كما قام بتدريب شريف إكرامي حارس مرمى الأهلي السابق وبيراميدز حاليًا، حينما كان محترفًا في صفوف فينورد الهولندي، وعملت أيضًا مع مستر ديمتريس، وكان مدربًا لحراس مرمى الفريق الأول لوادي دجلة وكان مدربًا لمحمد عبد المنصف قبل رحيله عن الفريق، كما عملت مع شيخ المدربين المصريين الكابتن فكري صالح، وكان ذلك خلال فترة وجود عصام الحضري حارسًا لمرمى وادي دجلة، وعملت فترة قصيرة مع عصام الحضري في بداية عمله كمدربًا لحراس المرمى.

ما تقييمك لأداء منتخب مصر في مواجهتي السنغال المؤهلتين لكأس العالم؟ وهل كنا نستحق التأهل أم لا؟

كنت أتمنى تأهل منتخب مصر إلى كأس العالم بقطر، ولكن فنيًا وبعيدًا عن العواطف نحن لا نستحق التأهل إلى المونديال، ومنتخب السنغال كان الأفضل واستحق التأهل، صحيح أنه لم يكن الأفضل بشكل كبير، ولكنه كان أفضل من المنتخب المصري في المواجهتين الحاسمتين، فلم نظهر بالشكل المعتاد للمنتخب المصري ولم نقدم أي أداء هجومي نستحق به التأهل.

ما تقييمك لأداء محمد الشناوي خلال موقعتي السنغال؟ وهل كان الأجدر بحراسة مرمى المنتخب الوطني؟

قدم محمد الشناوي أداءً مميزًا خلال المواجهتين أمام المنتخب السنغالي، ومن وجهة نظري فنيًا وخططيًا الشناوي أفضل من محمد أبو جبل، رغم تألق أبو جبل في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت مؤخرًا بالكاميرون، ولكن انا أتحدث من وجهة نظر فنية، فالشناوي هو حارس مرمى مصر الأول، فهو رقم 1 في مصر ويأتي بعده أبو جبل ثانيًا ثم محمد صبحي ثالثًا.

هل ترى بعد تألق أبو جبل في أمم إفريقيا  كان يجب منحه الفرصة أمام السنغال لاستكمال مسيرة تألقه مع المنتخب كحارس أساسي؟

بعيدًا عن تألق أبو جبل وتقديمه مستوى مميز في كأس الأمم الإفريقية، وخاصةً أمام السنغال في المباراة النهائية، ولكن المدير الفني دائمًا يحتاج إلى شغل فني وخططي في الملعب، وأفضل من ينفذ ذلك هو محمد الشناوي من وجهة نظر المدرب، الذي يريد من يخدم خطة اللعب وبالتالي فالطبيعي وجود الشناوي كأساسي في أرض الملعب، كما يختار المدير الفني الحارس الأقل في نسبة الأخطاء، كذلك بداية هجمات المنتخب الوطني كانت دائمًا من عند الشناوي وهو مميز في ذلك وذلك جزء خططي، وبناء على ذلك يختار المدرب اللاعبين الذين يخدمون خطة اللعب، فعلى سبيل المثال تتساءل بعض الجماهير عن عدم وجود مجدي أفشة، كأساسي في صفوف المنتخب، فالجماهير لا تعرف أن هناك عمل خططي يريد المدرب تنفيذه، وأن المدرب يريد من ينفذ خطة اللعب أيًا كان اسمه، ومن لا يستطيع تنفيذ ذلك فلن يكون له وجود في أرض الملعب.

من أبرز لاعب لفت نظرك من منتخب مصر في مواجهتي السنغال؟

محمد الشناوي، كان متألقًا في المواجهتين وخاصةً المواجهة الثانية فقد كان نجم المباراة الأول، ويأتي بعده ياسر إبراهيم، وأرى أن خط دفاع منتخب مصر بالكامل أدى مواجهتي السنغال بشكل رائع.

أخيرًا.. هل ترى أنه من الممكن إعادة مباراة مصر والسنغال بعد الأحداث التي شهدها اللقاء؟

الأحداث التي شهدتها مباراة مصر والسنغال ليست المرة الأولى التي يعيشها منتخب مصر، فقد حدثت من قبل أمام منتخب الجزائر في المباراة الشهيرة التي أقيمت في السودان في مباراة التأهل لكأس العالم 2012، ولم يكن متوقع أن يحدث ذلك أمام منتخب إفريقي من أصحاب البشرة السمراء، حيث جرت العادة أن تقع هذه الأحداث أمام منتخبات شمال إفريقيا، ولكنها المرة الأولى التي تقع فيها هذه الأحداث أمام منتخب إفريقي، أما عن إعادة المباراة فمن وجهة نظري أن ذلك أمر في غاية الصعوبة، وأن العقوبة ستكون غرامة مالية وحرمان الجمهور السنغالي من دخول عدد من المباريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى