تقارير و تحقيقات

“خايفة عيالي يتعايرو بيا”.. ريهام باعت كليتها بـ 30 ألفا وعرضت كبدها للبيع

نورا سعد وسامح الألفي

تاهت حروفي بين كلماتي، وارتفع صمتي فوق آهاتي، وسألتني دموع قلبي أي دنيا هذه؟! واي زمان هذا؟! فلا هذه دنيا الحق بظلمها هذا… ولا تلك دنيا العدل ببطشها ذلك.

“بعت كليتي وعارضة فص كبدي للي يشتري أكتر، ما عندكوش مشتري يدفع كويس وينقذني من اللي أنا فيه بهذه كلمات التي يملؤها الأسى والإنكسار، بدأت ريهام. ص. إ»، 44 سنة ربة منزل ومقيمة قرية ديو الوسطى التابعة لمركز السنبلاوين، تروي حكايتها التي لم يتحملها قلب آدمي، لمحررا اليوم الإخباري.

بدأت ريهام بقولها “كل يوم بيعدى على في رعب بخاف لو سمعت صوت سارينة الشرطة في التليفزيون لأن بأحس ان ممكن في أي وقت يتقبض على وعيالى تتشرد من بعدى”.

تقول ريهام إن لديها 5 أطفال وزوجها مريض وعمل عملية قلب مفتوح، وكانت قد اضطررت للإستدانة من البنك ومن أحد المرابين لتقوم بعمل مشروع تصرف منه على بيتها وأطفالها، وكذلك يساعد في علاج زوجها لافتة أنه أنه أتت الرياح بما لا تشتهيه السفن وخسرت المشروع.

قائلة:«الدنيا اسودت في وشى بعدما تراكمت الديون على وصدر ضدى حكمين قضائيين بالحبس فبعت كليتى ب 30 ألف جنيه لكنها لم تكفى فعرضت فص كبدى للبيع»

وتابعت: «مشكلتى بدأت عندما انتقلنا من القاهرة إلى قرية ديو الوسطى بالدقهلية بعد تعيين زوجى ضمن ال 5٪ بإحدى الوحدات الصحية وكنت بشتغل في القاهرة في حضانة وبساعد في مصاريف البيت لكن في القرية هنا مافيش أي شغل ومرتب زوجى لا يكفى خاصة بعدما استأجرنا شقة للسكن ب 900 جنيه في الشهر ففكرت أعمل مطعم واقترضت من البنك الأهلى مبلغ 10 آلاف جنيه لكن للاسف المشروع لم ينجح بسبب ظروف الناس وعدم اقبالهم عليه فقررت افتح»بقال تموينى«وهو احد مشروعات وزارة التموين واستأجرت محل مناسب وأخدت معه قرض 40 أف جنيه بضمان مرتب زوجى»

واستطردت أنه أثناء العمل مرض زوجها وأجرى جراجة قلب مفتوح وتوفى والدها وحصلت على ميراث مبلغ 53 ألف جنيه ففكرت أبنى بيت حتى نترحم من الإيجار إلا ان المبلغ لم يكفى وتابعت أن قامت باقتراض مبلغ من مرابي قيمته 13 ألف جنيه، يسددوا 26 ألف جنيه مقابل ايصالات أمانة وقعتها له،.وقالت :” للأسف المحل لم يكفى سداد القرض والديون حتى تراكمت على الديون والفوائد».

وقالت بانكسار«عندما أصبحت غير قادرة على السداد قررت أبيع كليتى وبالفعل عرضت الفكرة على النت وكلمتنى سمسارة أعضاء بشرية وأخذتنى لإجراء التحاليل والأشعات اللازمة واكتشفت أننى مصابة بالضغط والسكر لكن الأطباء أعطونى علاج واتفقت لى مع سيدة لشراء الكلية لكنها رفضت بعد ذلك فإتفقت مع شاب آخر اسمه محمد على شراء الكلية بمبلغ 100 ألف جنيه وقلت للأطباء بالمستشفى أنه قريب زوجى وأنا بتبرع له لأنه مريض ومحتاج حد ينقذه»

وأضافت «السمسارة نصبت عليا وأوهمتني أن العملية ستأخذ مكان 5 غرز فقط وفوجئت أنهم فتحوا 50 غرزة وبعد العملية عرفت أنهم أخدوا الكلية السليمة وتركوا لى كلية مريضة تعمل بكفاءة 14 ٪ فقط وكانوا يعرفوا ذلك لكن للأسف لم يهتموا وأضافت أن السمسارة أعطتها 30 ألف جنيها فقط ولما سألت على باقي المبلغ هددتها بالإبلاغ عنها لأنها تتاجر بأعضائها فعدت لقريتى بعد 4 أيام قضيتهم في المستشفى في حالة اعياء شديد»

وتابعت «المبلغ اللى حصلت عليه لم يكفى ديونى ودفعت 10 آلاف جنيه للمرابى والباقى للبنك لكن للأسف المرابى حصل ضدى على حكمين غيابين كل واحد بسنتين ودلوقتى حياتى مهددة بالسجن وصحتى تعبت ومش عارفة اعمل تيه فقررت أعرض فص كبدى للبيع علشان أقدر أسدد ديونى ولا أدخل السحن لأنى عايزة اربى عيالى وارعى زوجى المريض فأنا على استعداد لعمل أي شئ من اجل عيالى وزوجى».

وانهارت قائلة «أنا خايفة حد يعاير ولادى بحكايتى ويعرفوا ان أمهم مهددة بالسجن وباعت أعضائها علشان تأكلهم لكن أعمل ايه الدنيا وحشة أوى وأنا وزوجى مالناش أي حد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى