غير مصنف

خبراء: استخدام مصر حصتها في صندوق النقد لمساعدة السودان يعكس ثقل الاقتصاد المصري

رمضان وهدان

أعلنت مصر عن مشاركتها في المبادرة الدولية لمساعدة السودان على النمو الاقتصادي من خلال الاستفادة من حصة القاهرة مع صندوق النقد الدولي في محاولة للسماح للسودان بسداد بعض ديونه المستحقة.

وفي كلمة ألقاها في 17 مايو أمام مؤتمر باريس لدعم الانتقال في السودان، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن “مصر ستشارك في مبادرة تخفيف عبء الديون لمساعدة السودان على تأمين الإغاثة من خلال استخدام حصة مصر في صندوق النقد الدولي”.

وقال أيضا إن “المؤتمر يأتي في مرحلة محورية في تاريخ السودان الحديث لتعزيز مكاسب ثورة ديسمبر 2018، التي شكلت بداية عهد جديد، وفتحت آفاق الأمل في المستقبل للشعب السوداني الشقيق”.

لا تأثير على فرص الاقتراض

وقال علاء زهران، رئيس معهد التخطيط الوطني – الذراع البحثي لوزارة التخطيط والتنمية الوطنية المصرية – في تصريحات لموقع “المونيتور” عبر الهاتف إن إعلان مصر أنها ستستخدم حصتها من صندوق النقد الدولي لمساعدة السودان لن يؤثر على فرص الاقتراض المستقبلية لمصر، وتقدر حصة مصر ب 6 مليارات دولار.

وأضاف إن هذه الخطوة تنبع من قناعة القيادة المصرية بأن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، كما يعكس التزام مصر وإرادتها السياسية الثابتة لدعم استدامة السلام والتنمية والاستقرار في السودان والحفاظ على سلامة أراضيها.

وأوضح زهران أن دعم مصر الاقتصادي للدول المجاورة، وخاصة السودان وليبيا، سيسهم في استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في المنطقة وتحقيق أهداف التنمية والمصالح المشتركة.

ويهدف السودان إلى تسوية ديونه الخارجية المستحقة للمؤسسات المالية الدولية والدائنين الثنائيين الرسميين والدائنين التجاريين، التي تبلغ نحو 50 مليار دولار، وحصل السودان على قروض من دول غربية للمساعدة في سداد بعض متأخرات ديونه، وفقا لتقرير لوكالة رويترز.

وفي ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة عن قرض ائتماني بقيمة مليار دولار للسودان لتسديد متأخرات البنك الدولي للسودان.

وفي أبريل، دعت واشنطن وصندوق النقد الدولي أكثر من 20 دولة إلى تقديم الدعم الكامل لعملية تخفيف عبء الديون في السودان، مؤكدين أن البلاد أحرزت تقدما في تنفيذ الإصلاحات على مستوى الاقتصاد الكلي.

ونتيجة لكل هذا، يقول صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إن السودان مؤهل الآن للحصول على تخفيف عبء الديون في إطار مبادرة لصالح البلدان الفقيرة المثقلة بالديون.

ثقل الاقتصاد المصري

وقال صلاح فهمي، الخبير الاقتصادي بجامعة الأزهر، إن استخدام حصة مصر في صندوق النقد الدولي لصالح السودان سيضمن للسودان فرصا جديدة للاقتراض من مؤسسات التمويل الدولية.

وقال محمود محيي الدين، أحد المديرين التنفيذيين ال24 لصندوق النقد الدولي، إن جميع دول المنظمة لديها حساب طوارئ يمكن استخدامه في حالة تخلف بلد ما عن سداد قروضه، كما حدث في السودان، وقال إن دولة أخرى يمكنها القيام بودائع فى هذا الحساب الجانبي لمساعدة الدولة المتخلفة عن سداد ديونها .

وأضاف فهمي، في تصريحات لموقع “المونيتور”، إن دعم مصر لعملية تخفيف الديون السودانية يحسن سمعة القاهرة بين المؤسسات المالية الدولية ويدعم جدارتها الائتمانية بسبب استقرارها الاقتصادي وأرباحها من النقد الأجنبي.

وأوضح أن ذلك يعكس أيضا ثقل الاقتصاد المصري في الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن المساعدات المصرية للسودان تمنح الدولة المصرية قوة تسويقية في المحافل الدولية والمجالس الإدارية، مضيفا أن الاقتصاد المصري تمكن من تحمل وباء الفيروس التاجي، وجاء في المرتبة السادسة بين الاقتصاديات العالمية ال 18 التي شهدت أعلى نمو متزايد، وفقا لتقرير صندوق النقد الدولي الذي قدم خلال اجتماعات الربيع التي عقدت في أبريل الماضي.

وأشار فهمي إلى أن نمو مصر يجدد ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في قدرة الاقتصاد المصري على إدارة الأزمات، موضحا أن المخاطر التي يواجهها الاقتصاد المصري لا تزال ضمن هامش آمن، وأن مصر، من خلال تنفيذها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبحت أقوى في مواجهة الصدمات الداخلية والخارجية.

دعم السودان

في 16 مايو، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، في باريس. وأكد السيسي خلال اللقاء التزام مصر بدعم الخطوات التي تتخذها الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتخلص من ديونها المتراكمة وتخفيف أعباءها المالية.

وأشاد السيسي بالخطوات التي يتخذها السودان في اتجاه الإصلاح الهيكلي للاقتصاد، وهو ما يعكس إرادة سياسية حقيقية لإنجاح عملية الانتقال.

وأكد السيسي استعداد مصر لإيصال التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتدريب المسؤولين والعمال السودانيين.

وقال زهران إن العالم بحاجة إلى العمل معا لإنشاء صندوق عالمي لدعم البلدان المتضررة من الكوارث والأزمات الطارئة مثل وباء الفيروس التاجي، مضيفا أن الصندوق سيكون مشابها لصندوق تغير المناخ بحيث تشارك كل دولة بحصة تتناسب مع قوة اقتصادها لدعم البلدان والشعوب المتضررة، مضيفا أن صناديق القروض منخفضة الفائدة التي ستشارك سيكون لها شروط محددة لإنفاق التمويل.

رابط التقرير:

https://www.al-monitor.com/originals/2021/05/egypt-use-imf-account-help-reduce-sudans-debt

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى