تقارير و تحقيقات

خبراء: مصر ستصبح المركز الرئيسي لإنتاج لقاح كورونا في أفريقيا

رمضان وهدان

قال الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف مؤخراً إن هناك احتمالاً بأن تبدأ روسيا في إنتاج لقاحها ضد الفيروس التاجي سبوتنيك الخامس في مصر والجزائر.

وأضاف ديميترييف، في كلمة ألقاها في جلسة على الإنترنت للأمم المتحدة لتقديم اللقاح الروسي في 2 ديسمبر، إن أكثر من 40 بلداً – تضم أكثر من 50% من سكان العالم – أعربت عن اهتمامها بلقاح سبوتنيك.

وأشار إلى أن صندوق التنمية السريع تلقى طلبات لإنتاج أكثر من 1.2 مليار جرعة من اللقاح، مضيفا أن سعر الجرعة أقل من 10 دولارات – مما يجعله أقل لقاح للفيروس التاجي تم تطويره في العالم حتى الآن.

وخلال مؤتمر عبر الهاتف مع أعضاء حكومته يوم 11 أغسطس قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن روسيا أصبحت أول دولة فى العالم توافق رسميا على لقاح للفيروس التاجى بعد التجارب الضرورية وقد تم تطعيم إحدى بناته بالفعل .

وعلى الرغم من أنه تمت الموافقة عليه في روسيا كأول لقاح فعال ضد الفيروس التاجي، إلا أن منظمة الصحة العالمية لم تسجل بعد سبوتنيك-الخامس.

وقالت مليتا فينوفيتش، ممثلة منظمة الصحة العالمية في روسيا، لمحطة إذاعة صدى موسكو في 19 نوفمبر إن روسيا قدمت إلى منظمة الصحة العالمية طلباً للحصول على شهادة تسجيل المنتجات الخاصة بلقاح سبوتنيك الخامس الذي طوره معهد جماليا لبحوث علم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة في موسكو.

وأضافت، مع ذلك، أن المنظمة لم تسجل بعد أي لقاحات من نوع COVID-19، بما في ذلك سبوتنيك-5، نظراً للإجراءات التي يجب تطبيقها قبل الموافقة على أي لقاحات.

وقالت ماريانجيلا سيماو، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، للصحافة في 28 نوفمبر إن المنظمة بحاجة إلى مراجعة البيانات والمعلومات السريرية قبل الموافقة على لقاح سبوتنيك الخامس الروسي ضد الفيروس التاجي وتسجيله.

وقالت شيرين حلمي، الرئيس التنفيذي لشركة “فاركو للأدوية” في مصر، في بيان صحفي صدر في 12 نوفمبر إن شركة بيوجينيك فارما – وهي شركة تابعة لشركة Pharco Pharmaceuticals – وقعت مذكرة تفاهم بشأن تصنيع لقاح Sputnik V للفيروس التاجي، وقريباً سيوقعان عقوداً تتضمن نصوصاً قانونية وبنوداً ملزمة للطرفين، مع بدء التصنيع في 20 أبريل.

وقالت حلمي إن شركة فاركو للأدوية تقدمت بطلب إلى وزيرة الصحة هالة زايد لبدء التجارب السريرية، على أن تتبعها إجراءات تسجيل وتصنيع اللقاح الروسي، موضحة أن تصنيع اللقاح سيتم على مرحلتين في مصر: الأولى تشمل استيراد وملء اللقاح في مصر، والثانية تشمل نقل تصنيع اللقاح إلى الشركة المصرية، مما يمهد الطريق لتوزيعه في مصر وأفريقيا، مضيفة أن هذا سيحول مصر إلى المركز الرئيسي لإنتاج لقاح الفيروس التاجي في أفريقيا.

بدوره قال محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الطب لـ”المونيتور” عبر الهاتف إن توقيع عقود تعاون لاستيراد اللقاح الروسي هو في مصلحة مصر، معربا عن أمله في التنسيق بين شركة “فاركو للأدوية” ووزارة الصحة والهيئة المصرية للمشتريات الموحدة والمستلزمات الطبية لضمان التوزيع العادل للقاح الروسي على المواطنين.

وأشار فؤاد إلى أن لقاح سبوتنيك الخامس أثبت فعاليته، وأضاف أن أي لقاح تنوي مصر استيراده سيخضع للتجارب السريرية في الدولة التي تم تطوير اللقاح فيها، مشيراً إلى أن شركة “فاركو للأدوية” لديها الإمكانيات المالية لاستيراد كمية كبيرة من اللقاح الروسي الذي يستطيع المصريون تحمله.

وتعليقاً على إنتاج اللقاحات في مصر، قال فؤاد إن المختبرات المصرية تفتقر إلى القدرة على إنتاج اللقاح، مضيفا أن الدول التي تطور اللقاحات لا تكشف للدول الأخرى الأسرار العلمية التي أنفقت عليها مليارات الدولارات وجاهدت للحصول عليها، مشيرا إلى أن أهم خطوة هي استيراد اللقاح وتطعيم المواطنين بغض النظر عن مكان إنتاجه.

وفوض مجلس الوزراء في 2 ديسمبر الجاري، وزيرا المالية والصحة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإتاحة لقاح الفيروس التاجي والتعاقد مع التحالف العالمي للقاحات “جافي” لتوفير 20 مليون جرعة في مصر، كما أصدر مجلس الوزراء تعليماته للفرق الطبية بإعداد اتفاقيات مع شركات أخرى لضمان توفير عدد كبير من اللقاحات.

وقال إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الأدوية والوبائيات بجامعة عين شمس بالقاهرة، عبر الهاتف لـ”المونيتور” إن إنتاج أي لقاح في مصر سيكون له فوائد اقتصادية، حيث سيتم توزيع اللقاح على المواطنين وكذلك تصديره إلى الأسواق الأفريقية، وعلى المستوى السياسي، يسمح الإنتاج المحلي للقاح للدولة بالسيطرة على العملية دون الحاجة إلى الاعتماد على العرض والطلب العالميين، بحسب عنان.

وأضاف أن إنتاج الأدوية بشكل عام يتم من خلال نقل تكنولوجيا التصنيع من دولة إلى أخرى، مؤكداً أن مصر تستطيع إنتاج اللقاح بالنظر إلى خبرتها الطويلة بين الدول الأفريقية في صناعة الأدوية ونظراً لأنها من أكبر منتجي الأدوية في المنطقة.

وأوضح عنان أنه من أجل البدء في إنتاج أي دواء أو لقاح، يجب الحصول على ترخيص من الهيئة المصرية للأدوية بعد توثيقه وموافقته من قبل منظمة دولية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، وبعد إضافته إلى قائمة منظمة الصحة العالمية، مضيفا أن عملية نقل التكنولوجيا تستغرق حوالي ستة أشهر إلى عام قبل أن يبدأ التصنيع.

وتعليقاً على معايير اختيار اللقاح المناسب، أوضح أن اللقاح يخضع لتقييم علمي يشمل نجاح التجارب السريرية، والاعتماد من قبل هيئة دولية، ومعايير التصنيع والحفظ، وما إذا كان يستوفي شروط دولة التصنيع.

رابط التقرير:

https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/12/egypt-russia-coronavirus-vaccine-sputnik-manufacture-africa.html

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى