تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

خفوت صوت “هنا لندن” تمهيدا لسكوته

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إيقاف ثاني أقدم خدماتها الإذاعية (بي بي سي عربي راديو)- التي كانت تقدم خدماتها للجمهور العربي منذ افتتاحها في ٣ يناير ١٩٣٨.

وذلك تماشيا مع ضغوط التضخم المرتفع وارتفاع تكاليف تسوية التراخيص، ما أجبر الحكومة البريطانية على تعطيل الدعم الحكومي للهيئة، ما اضطر إدارة الهيئة إلى الاتجاه لبعض الخيارات الصعبة، الذي تمثل أهمها في إيقاف راديو بي بي سي عربي، وبي بي سي فارسي وخمسة خدمات إذاعية أخرى، ما يترتب عليه إلغاء مئات الوظائف.

الخدمة الإعلامية- التي شكلت العمود الخرساني الذي قامت عليه خدمات المؤسسة الإعلامية الأعرق- تتوقف بقرار مؤسسي شبه محسوم تاركة ضجيجا مدويا بين جمهورها ومنافسيها، حيث لاتزال الصورة النهائية للقرار غير واضحة.

فقد علق الإعلامي “محمود المسلمي”- كبير مذيعي راديو (بي بي سي عربي)- على خبر إيقاف الخدمة العربية الذي نشرته صفحة (الجزيرة فلسطين): “وكان هذا شعورنا في داخل المؤسسة بتاريخ الراديو العربي وإرثه وتميزه… لكن كل هذا تبخر”، وكان ذلك رد على وصف محررة (اليوم) لكم الشجن الذي أثار خبر إيقاف الخدمة.

صدمة الإيقاف لم تقف عند العاملين والجمهور وحدهم، بل لقد تخطاها إلى المحطات المنافسة والعاملين بها، فقد علق ” عمرو جميل”- مقدم الأخبار في (سكاي نيوز عربية)، الذي عمل في راديو (بي بي سي) لأكثر من ثمان سنوات- على الخبر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (لينكد إن) قائلا:- “اشتغلت هناك 8 سنين فضلو طول الوقت بالنسبة لي من أهم سنين حياتي المهنية، وفضلت البي بي سي البيت اللي باشتاقله واحن له حتى بعد ما سبته… حزين جدا لقرار وقف الراديو العربي اللي في يوم من الايام كان ليا الشرف اني اقدم الساعات الاخبارية والبرامج السياسية عليه قلبي مع زملائي في بي بي سي ان شاء الله القادم افضل بالنسبة لكم”.

أما الوجه الإعلامي المميز لشبكة الجزيرة الإعلامية الكبيرة “خديجة بن قنة”، فقد عبرت عن الصدمة بشكل عملي، حيث أعلنت عن غرفة صوتية على حسابها الشخصي على تطبيق (باز) للحديث عن حادث التوقف والبدائل التي يمكن أن تحل محل (بي بي سي)، فقالت “وداعا صوت “هنا لندن ” أصبحت ذكرى بعد قرار إغلاق إذاعة بي بي سي التي استمرت لأكثر من 84 عاما تابعوني الليلة الساعة الـ11 بتوقيت مكة المكرمة في غرفة صوتية على تطبيق باز للحديث عن بدائل بي بي سي..”.

وأغلقت “بن قنة” المنشور بهاشتاج “#اليوم_العالمي_للبودكاست”، في إشارة للتساؤل الذي طرحناه على “المسلمي” عن احتمالية استبدال “بودكاست عربي” بالموجة الإذاعية العربية، وقد علق “المسلمي” عليه قائلا: “للأسف الصورة ليست واضحة ولا أملك إجابة وسؤالك مهم جدا ووارد، أو المفروض ان يكون مطروحا، نرجو أن يعاد التفكير بأي شكل في الاغلاق المطلق”.

ولم يتسن لنا إجراء حوار مطول مع “المسلمي” أو أحد المسؤولين بالمحطة حول الموضوع. لكن الأجيال التي ترعرعت على تلك الأصوات المميزة، قد تنضم لنا جميعا لتؤكد على تلك الغصة في صدورنا حينما نقول “وداعا… هنا لندن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى