مقالات

د.حمدي سيد يكتب/ إيهاب جلال وراتبه .. كيف فعلها اتحاد الكرة؟!

استوقفني كثيرًا خبر عن تقدم النائبة سيدة آمال عبدالحميد، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء و وزير الشباب والرياضة، بشأن تعاقد الاتحاد المصري لكرة القدم مع الكابتن إيهاب جلال لتولي المهمة خلفًا للبرتغالي كارلوس كيروش مقابل 800 ألف جنيه شهريًا.

وجاء في طلب الإحاطة أن “الاستعانة بمدرب وطني من أبناء مصر، كان مطلبًا جماهيرياً بعدما فشل المدرب الأجنبي في تحقيق حلمنا في الوصول إلى كأس العالم، وفشله أيضًا في أن يتوج بأي بطولة، وهو ما دفع الاتحاد المصري إلى الاستقرار على مدرب مصري لتولي المهمة، وهي خطوة في محلها، وإن كانت لدينا الكثير من الأسماء التي لها رصيد كبير من البطولات والإنجازات أمثال حسن شحاتة، وحسام حسن.. إلخ”.

وتابعت السيدة النائبة: “بينما الكابتن إيهاب جلال، الذي استقر عليه الاتحاد المصري، لم يحقق أي إنجاز كروي طوال مسيرته مع أي فريق محلي تولى قيادته، ثم نتفاجأ بالتعاقد معه مقابل 800 ألف جنيه شهريًا بعد خصم الضرائب، جاء في توقيت لايوجد فيه أي مسابقات أو بطولات، بمعنى آخر سيتقاضى الكابتن إيهاب  9،6 مليون جنيه سنويًا دون أي مقابل، في الوقت الذي ندعو فيه إلى التقشف، ويواجه أبناء شعبنا حالة تضخم وغلاء أسعار غير مسبوقة، مما يتسبب في استفزاز وغضب كبير لدى قطاعات واسعة من الشعب المصري، حيث تتزايد الضغوط الاقتصادية على المواطن ، وفي  الوقت ذاته نجد اتحاد الكرة يغرد خارج السرب، كيف هذا؟ ولمصلحة من؟ نحن فقط نتساءل.

ومن وجهة نظري أن “منتخبنا الوطني يحتاج إلى منظومة كروية متكاملة من إعداد وتأهيل وتدريب جيد، وليس مجرد مدربا يحصد أجرًا كبيرًا من أموال فقراء المصريين ثم يرحل عقب أول خسارة أو فشل له”.

 ويكشف تقرير عالمي عن رقم سلبي في الدوري المصري الممتاز منذ موسم 2017-2018، وحتى فترة الانتقالات الماضية خلال 5 سنوات كاملة، حيث بلغ صافي الانتقالات في المسابقة المحلية نحو 26 مليون يورو محتلاً المرتبة الثانية عشر بين الدوريات العالمية التي حققت انتقالات بخسائر فى تلك الفترة، وأن صافي مصروفات الدوري المصري الممتاز بلغ 59 مليون يورو خلال المواسم الخمس الماضية، بمعنى آخر أن خسائر  الدوري المصري بلغت خلال هذه الفترة حوالي 33 مليون يورو ، يعني بما يوازي أكثر من 643 مليون جنيه، الا يُعد ذلك إهدار للمال العام؟.

ولابد لي في هذا الصدد أن أُشير إلى  دراسة حديثة عن الدورى الإنجليزى، حيث كشفت نتائجها؛ أن دخل الدورى الإنجليزى من بيع التذاكر، ومنتجات الفرق من تيشرتات وخلافه، بجانب البث الفضائى وصل إلى 6 مليارات و400 مليون دولار سنويا، وهو الدخل الذى يتجاوز حجم اقتصاديات 4 دول إفريقية.. وأكبر من إيرادات قناة السويس، والذى وصل إلى 5 مليار و700 مليون دولار، كما يدر  النشاط الاقتصادى بسبب الدورى الإنجليزى على الخزانة العامة لبريطانيا 4 مليارات و200 مليون دولار سنويا فى صورة ضرائب، ويساهم الدورى الإنجليزى فى الناتج المحلى الإجمالى بـ9 مليارات و700 مليون دولار، ويوفر 100 ألف وظيفة ثابتة، غير الوظائف الموسمية، علاوة على أنه تحول إلى قوة ناعمة، حيث يتابعه ما يقرب من مليار و300 مليون شخص حول العالم، أين نحن من هذه النماذج الناجحة؟!

  • د.حمدي سيد محمد محمود – باحث أكاديمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى