مقالات

عبدالله تمام يكتب: جريمة بودرة السيراميك والاضرار بالثروة الحيوانية

إن مايكمن خلف تفاصيل هذه الجريمة التي لا ترتكب لأول مرة أن هناك كارثة صحية لاندرك أبعادها وحدودها ، خاصة وأن هؤلاء الذين غابت ضمائرهم ويحركهم الجشع للمال الحرام ، لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة لتحقيق أهدافهم ، حتى لو كان ضحايا تلك الجريمة الكثير من الناس والكثير من المواشي ..
20 الف كيلو جرام من الردة المخلوطة بالسيراميك ، و3 الاف كيلو جرام من البودرة السامة التي لم تخلط بعد .. وضبط كميات من اجولة الرده تحمل اسم المطحن المشبوه بعد خلط الرده أيضا بالسيراميك جاهزة للبيع.
حجم ضخم يكفي عشرات الأبقار التي كانت ستلتهمه لنصبح أمام كارثة صحية وبيئية لايعلم مداها الا الله ، قامت مديرية التموين بمحافظة أسيوط بضبط هذه الكميات الكبيرة في مخزن تعبئة ردة بمنطقة بني غالب الصناعية ، وهي جريمة ترتكب للمرة الثانية بنفس الايدي التي تدس السموم للناس في طعامها ..
فقد كشفت اليوم قبل فترة تفاصيل قضية فساد مطحن ( م ) لطحن الغلال بمحافظة أسيوط والذي قام وزير التموين بغلقه وتشمعيه بسبب خلطه الدقيق ببودرة السيراميك والردة وهو ما نتج عنه موت العديد من مواشي محافظة أسيوط وهذا ما أقره خبراء الطب البيطري وقتها وكشفوا عن خطورة هذه المواد المضافة على الأرواح .
ويبدو أن هناك تقصير ما منذ ضبط الجريمة الأولى …أدى إلى أن تصل الجرأة بهؤلاء إلى مواصلة النشاط وكأن شيئاً لم يحدث وتكرار فعلتهم الشنعاء للمرة الثانية ..
لقد ضبطت تلك السموم في حملة تموينية شنتها مديرية التموين ومباحث التموين بأسيوط حيث ضبطت تلك الكميات داخل مخزن تعبئة الردة التابع للمطحن ، وعلى الفور تم تشميع المخزن بمنطقة بنى غالب بمنقباد التابعة لمركز أسيوط ومصادرة المضبوطات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة.
من هنا ندق ناقوس الخطر ونحن نطالب وزير التموين ومحافظ اسيوط بالضرب بيد من حديد على هذه الايدي الاثمة التي تسعى الى الاضرار بصحة المصريين مع سبق الاصرار والترصد…
الأيدي الآثمة التي تسعى إلى الإضرار بالثروة الحيوانية وقتلها ، ومن هنا يمكن فهم غضب الشارع في محافظة اسيوط وتصاعد المكالب لكل من يعنيهم الامر وعلى رأسهم وزير التموين والتجارة الداخلية من أجل اتخاذ اجراءات رادعة وقوية أهمها وقف هذه المنشآت التي تتسبب في قتل الثروة الحيوانية.
إن هذه السموم التي يتم اضافتها خلال عمليات تصنيع الردة فى مصانع بير السلم تمثل خطورة شديدة على حياة الحيوان..
لهذا لابد أن نشدد على أهمية إجراء تحقيقات موسعة وسحب عينات من رؤوس الماشية النافقة إلى جانب سحب كميات اضافية من موقع الجريمة للوقوف على مدى الخطر الذذي سيلحق بصحة الناس أكبر الضرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى