غير مصنف

رحمات تتنزل وأحلام تتحق .. النصف من شعبان .. ليلة النفحات الربانية للأمة الإسلامية

د محمد حموده :  ليلة النصف تثبت الكرامة العظمى للأمة الإسلامية

د محمد وهدان  : هذه الليلة نبهت إلى خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس

د محمد زكى  :  ليلة النصف مباركة وعليك بتقوى الله فيها والصفح عن الناس

كتب : محمد الطوخى ومصطفى كمال

يعيش المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها نفحات ليلة النصف من شعبان ، ليلة النفحات الربانية ، وأعظم الليالى الإيمانية التى يتجلى فيها ربنا عزوجل إلى عباده ، وفى تلك الليلة يغفر الله لجميع خلقه إلا المتشحانين .

ليلة لها فضائل عظيمة أوردتها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني : (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ليلة النصف إلا لمشرك أو مشاحن) .

وقد أجمع المسلمون في كافة العصور والأزمان منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم ، حتى وقتنا هذا على أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة طيبة كريمة فاضلة ، لها منزلتها العظيمة عند المولى عز وجل.

فماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟ ولماذا هي من الليالي المباركة، ولها فضائل كثيرة ؟ ولماذا تجلى ربنا عز وجل على عباده فى تلك الليلة ؟ وما هى الأسرار الربانية والإيمانية لتلك الليلة ؟ وماذا يجب علينا أن نفعل فيها من عبادات وطاعات؟

الشحناء والبغضاء تمنع المغفرة

من جانبه أكد فضيلة الدكتور محمد وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف أن هناك حديث مهم جدا يجب التنبيه والتذكير به فى شأن ليلة النصف من شعبان فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” فالله  تعالى يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك ، ويجب أن ننتبه هنا لخطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لا لغرض شرعي  فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة .

وأضاف وهدان فى تصريح خاص لـ” اليوم ” أن ما يفعله كثير من المسلمين من إحداث صلاة في تلك الليلة بعدد مخصوص من الركعات وقراءة مخصوصة من القرآن فهو بدعة فالصلاة المعروفة بصلاة الرغائب لا اساس لها من الصحة وهي 12 ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في شهر رجب، وصلاة مائة ركعة ليلة النصف من شعبان ، فهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحان .

وأوضح أستاذ الدراسات الإسلامية بالأزهر أن من يدعى بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلى مائة ركعة فى تلك الليلة ويقولوا بأنه صلى الله عليه وسلم قال “من صلى في هذه الليلة خمس عشرة من شعبان مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشرة يدفعون عنه مكائد الشيطان” فهذا حديث باطل ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ولكن يستحب قيام هذه الليلة لتعرض المؤمن إلى رحمة الله ومغفرته.

كرامة عظمى للأمة

وفى نفس السياق قال فضيلة الدكتور محمد حمودة من علماء الأزهر الشريف ، إن ليلة النصف من شعبان حدث مهم جدا للمسلمين وهو تحويل القبلة من بيت المقدس الى المسجد الحرام  من العام الثانى للهجرة قال تعالى “قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها ” فرب العباد سبحانه وتعالى حول القبلة لنبيه وهو من باب إكرام النبى صلى الله عليه وسلم لأنه كان لا يسير فى التوجه للصلاة إلى بأمر الله تعالى .

وأضاف حمودة فى تصريح خاص لـ ” اليوم” أن فى باب تحويل القبلة سؤال مهم لماذا كان يصلى النبى صلى الله عليه وسلم تجاه بيت المقدس ؟ الجواب كان تأليفاً لليهود وليعرفوا أنه جاء بدين يكمل ما نقص من ديانتهم وأنه ليس بمبتدع ولم يأتى بنحلة بل أتى بدين ، والله سبحانه وتعالى أطلع على قلبه فعلم أنه يحب أن يتوجه الى البيت الحرام ، وقوله تعالى فلولنيك قبلة ترضاها دليل على مكانة النبى صلى الله عله وسلم عند رب العزة .

وأوضح حموده  أن هذه الليلة تثبت الكرامة العظمى للأمة الإسلامية أن الله تعالى يشرع لها ما تحب وفى هذا رد على اليهود أنهم يقولون نحن أبناء الله وأحبائه لو كانوا كذلك لفعل معهم ما فعل مع المسلمين .

الاجتهاد فى العبادة والدعاء فيها

فيما أكد فضيلة الشيخ محمد زكى الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “يطلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرصوا على الطاعة وخاصة فى تلك هذه الليلة بقيامها، والتخلي عن الشرك أكبره وأصغره .

وأضاف زكى خلال تصريح خاص لـ” اليوم” أن على كل مسلم أن يتحلى بالصفح عن الناس حتى ينالوا هذا الفضل لأن فضل ذلك الشهر كبير وليس معنى ذلك أن نجتهد فى العبادة والدعاء فى ذلك اليوم فقط فذلك لا يصح ، وعن عائشة رضى الله عنها قالت ما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان أو كما قال ففضل ذلك الشهر عظيم وخاصة تلك الليلة .

أوضح الأمين الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية  أن ليلة النصف من شعبان هى ليلة مباركة وأفضل ما يعمل المرء تلك الليلة أن يتقي الله تعالى فيها كما في غيرها من الليالي ليحظى برضا الله تعالى لأن تقوى الله خير ما يؤتاه الإنسان في هذه الدنيا .

وأشار الشيخ محمد زكى إلى أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة مشرفة وإحياؤها وقيامها بأنواع العبادات كالصلاة والذّكر وتلاوة القرءان شىء مستحسن وفيه ثواب عظيم كذلك أيضاً قراءة سورة يس في تلك الليلة فيه ثواب كما في سائر الأوقات ولكن ليعلم أنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يستحب قراءتها في هذه الليلة خاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى