تقارير و تحقيقات

رسائل المحمول المزعجة عرض المستمر.. وشركات الاتصالات «ودن من طين والتانية من عجين»

مهندسو الاتصالات: «شعب لا يحترم الخصوصية»

والقانون: عقوبة صارمة للحد من اختراق المواطنين وتسريب البيانات

مواطنون: أصبحنا آداة للتسويق.. والرسائل تطفل واضح على خصوصيتنا

جهاد علي

يستلم المواطنون يوميًا العديد من الرسائل النصية على هواتفهم المحمولة، والتي تتضمن إعلانات عن شركات بعينها، تقدم خدمات للمواطنين بمقابل مادي.

وتأتي هذه الرسائل التي قد تكون مزعجة للكثيرين، بهدف الدعاية والترويج لمنتج ما مثل شركات المبيدات الحشرية أو الإعلان عن مسابقات، وتستخدم في الغالب شركات الاتصالات الثلاث للوصول إلى هواتف المواطنين.

وغالبًا ما تكون الرسائل النصية الدعائية بدون إذن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مما يعدها دخيلة في خصوصية العملاء، مما يدفع البعض لتقديم شكاوى للجهاز التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

«اليوم» ترصد بعض شكاوى المواطنين من الرسائل التي تصل إليهم باستمرار دون الوصول إلى طريقة للتخلص منها، وجاءت آرائهم على النحو التالي:

مواطنون

وتقول مواطنة: «أنا كبنت مش عارفة الشركة ازاى جابت رقمى! ، بس بغض النظر بحس حد مفتكرنى وبيعبرنى».

وتضيف إيمان لـ”اليوم”: «أكتر حاجه مدايقني هي أنهم لما يبعتوا ليا رسايل مثلا كلها بتكون على مسابقات أو اشتركى في مسابقه كذا وعشان تكسبى وكدا، وتعتبر كلها مسابقات وهمية، دول مفكرينى العالم اينشتاين في نفسه».

وتابع كريم جمال، طالب في جامعة الازهر: «أن الرسائل التي ترسلها بعض الشركات بغرض الترويج لمنتجاتها، أمر مزعج للغاية فهم لا يحترموا الخصوصية، فالأمر أكبر من ذلك فمن أعطاهم أرقام هواتفنا؟ هل تقوم شركات الاتصالات ببيع معلوماتنًا أم انهم يخمنون تلك الأرقام؟ فهذا السؤال يأتي على بالي كلما أتت رسالة أو قام أحد بالاتصال بي حتى أنني أخشى من أن يتم تسريب تلك المعلومات واستغلالها في أمور أخرى».

وأضاف: «ورغم محاولاتي لإيقاف هذه الخدمة من خلال إلغائها أو أقوم بالاتصال على الشركة نفسها للقيام بهذا الأمر، إلا أنها مازالت تأتى على هاتفي، وهذا يعتبر تدخل فى خصوصياتنا مما يسبب إزعاج كبيرًا».

وأشار آخر في حديثه قائلًا: «حاجه وحشة جداً وبعدين هما ازاى بيجيبوا الرقم بتاعى؟، وإزاى أصلًا وصلوا لى، ولا هما مخابرات دولية مثلًا، دي حاجه اسمها تطفل بزيادة».

بينما ِأعرب آخر عن حزنة قائلاً: «أنا بس كفاية أقول حسبى الله ونعم الوكيل، دول ناس رخمة يعنى أكون نايم فى سلام الله، واصحى على صوت رسالة مثلًا أشوفها وأنا فى أحلى نومة ليا، أصحى ألاقى مثلا رسالة عن شركة نظافة أو رسالة ملهاش أي لازمة، ليه يعنى هما مش لاقيين حاجة يعلموها».

 

رسائل مزعجة
رسائل مزعجة

وأوضح محمد أحمد قائلًا: «احنا كمواطنين عاملين زى أداة لعبة لكذا حاجة، فمجتش على الشركات دي، أو قولي منتج تسويق وسطهم، أكيد كل شركة تروح تساهم مع التانية عشان تاخد الأرقام بتاعنا، أنا سمعت قبل كدا من واحد شغال فى فرع فودافون، أنهم بيدفعوا فلوس لحصولهم بس داتا  الأرقام بتاعنا، شوفتى وصل بينا لحد فين».

عقوبة تسريب البيانات بنص القانون

ووفقًا للمادة 25 من القانون، فإن البرلمان حدد جرائم تسريب بيانات العملاء والمواطنين واستخدمها دون إذنهم، وجاء نص القانون بشأن الجرائم المتعلقة بالاعتداء علي حرمة الحياة الخاصة كالأتي: «يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة قدرة 50 ألف جنية ولا تتجاوز 100 ألف جنية، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من يقوم بالاعتداء علي القيم السرية والمبادئ والقيم في المجمتع المصري، وتدخل في الحياة الشخصية وإرسالهم رسائل إلكترونية بدون موافقتهم أو منح بيانات إلى نظام أو موقع إلكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون إذنه، وذلك عن طريق شبكة المعلومات.

الإتصالات: شعب لا يحترم الخصوصية

طلعت عمرو، رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات، يقول إن شركات الاتصالات لا ترسل الرسائل للمواطنين، مشيرًا إلى أن الشركات المعلنة هي التى تعمل على إرسال تلك الرسائل.

وأرسل عمرو لــ«اليوم»، أن الإعلانات أصبحت تنتشر بصورة جغرافية كبيرة بدون تكلفة عالية، خاصة بعد ثورة التكنولوجيا التي أتاحت لبعض الأشخاص الإعلان عن أي شيء، مشيرًا إلى أن هناك برامج جديدة تعمل على حماية الأرقام وتقوم بحظر أي رقم مزعج أو وهمي مما يتيح للمواطنين التخلص مما يزعجهم.

وأضاف، أن شركات الاتصالات المختلفة تقوم بإرسال بعض الرسائل المزعجة، مما يعد هذا نوعًا من انتحال الشخصية والتدخل في الخصوصيات، لافتًا إلى أن بعض الشركات تنكر الاستيلاء على أرقام المواطنين وإزعاجهم.

وأكمل، أن الشركات المعلنة تقوم بتقديم الخدمة عن طريق إعطاء بعض الأرقام لشركات الاتصالات، وهذا لا مخالفة فيه، لأنها تعلن عن منتجات أو عروض معينة يستفيد منها المواطنين.

نشطاء مواقع التواصل

وتساءل رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات، أنه في حالة قيام تلك الشركات بإرسال الرسائل بشكل عشوائي لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صفحاتهم الشخصية بحيث تكون مطابقة لميولهم الشخصية، فهل تكون مخطئة في ذلك؟، مشيرًا إلى أنها في هذه الحالة تعمل على مساعد الأشخاص.

وحسم عمرو، نقطتين في هذا السياق، وهما أن معرفة أرقام المواطنين تكون بشكل عشوائي، مشيرًا إلى أنه مع انتشار الفضاء الإلكتروني ووسائل الاتصال والمواقع الإلكترونية والموبايل بدرجة كبيرة، أدى إلى أن خطوط هواتف المواطنين فاقت عددهم السكاني.

وتابع أن جهاز الاتصالات في مصر يسجل حوالي 120 مليون خط على قيد التشغيل فأصبح هناك ساحة غير مسبوقة للشركات الإعلان.

وناشد المواطنين بالحذر من إعطاء جهات اتصالهم، لأي جهات تطلبه لاستكمال أي معلومات، معقبًا: «عندنا الشعب المصري لا يحترم الخصوصية، فلازم أحافظ على رقم تلفوني».

محاكمة «شركات إبادة الحشرات» بسبب الرسائل المزعجة

ونجحت وزارة الاتصالات في إصدار قانون لجرائم تقنية المعلومات، وبدأت في مواجهة تلك الشركات، حيث قامت بمواجهة أولي هذه الشركات وهي شركة لـ«إبادة الحشرات»، وتغريم ممثلها كفالة 900 ألف جنية، بسبب إزعاج المواطنين بهذه الرسائل.

جاء ذلك بعد مرور الكثير من الوقت وتلقى شكاوى المواطنين، تقدم جهاز تنظيم المعلومات، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بلاغًا للنيابة العامة، لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية، فى مواجهة هذه الشركات المزعجة.

وبحسب قانون جهاز تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003، يتولى الجهاز، المتابعة المستمرة لمكافحة جرائم إجراء الاتصالات بطرق غير مشروعة، حيث ظهرت إرسال الرسائل النصية الجماعية من شركات وأرقام مجهولة المصدر بدون الحصول على ترخيص بذلك من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، مما دعا المرفق لاتخاذ إجراءات بشأنها في الآونة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى