غير مصنف

رمضان في اسكندرية حاجة تانية.. «أندرو» يصنع الفوانيس ويوزعها على المسلمين

“رمضان في مصر حاجة تانية”.. مصر دائما مليئة بالحب وانسجام المسلمين والمسيحين فهم يعيشون سويا في حب وتعاون، ففي الاسكندرية توجد أسرة قبطية تصنع الفوانيس وهدايا رمضان وتوزعها على المسلمين لنشر البهجة والسعادة.

“الله محبة.. رمضان محبة” ليست عبارات أو كلمات، ولكن تلاحم حقيقي بعمق العلاقة بين المسلمين والمسحيين التي تظهر خاصًا في شهر رمضان الكريم، حيث تجمع أجوائه الجميع لنشر الفرحة بين الأصدقاء والجيران باختلاف ديانتهم وهو ما جسدتة أسرة قبطية بمحافظة الإسكندرية وبالتحديد بمنطقة سيدي بشر ليتحول منزلهم إلى ورشة عمل لتصنيع فوانيس «هاند ميد» احتفالا بشهر رمضان وليس كذلك بل يقوم أحد أفرادها بارتداء زي المسحراتي وممسك في يده طبلة و مطرقة و يتجول داخل منطقتة ليوزع الفوانيس و الهدايا الرمضانية علي جيرانه والمواطنين.

توجهت محررة «اليوم» إلى الأسرة المسيحية الجميلة التي تنشر البهجة على كل من حولها، وبداخل منزلهم الذي حولوا جزء منه إلى ورشة لصناعة فوانيس رمضان والزينة والديكورات الرمضانية هاند ميد من مواد موجودة بالمنزل.

عادة منذ الصغر

يقول “أندرو إبراهيم”، طالب بالمرحلة الثانوية: إنه اعتاد كل عام في نصف شهر شعبان ان يقوم بتنفيذ أشكال جديدة من فوانيس رمضان لتوزيعها على جيرانه وأصدقائه المسلمين مع بداية شهر رمضان بهدف إدخال الفرحة على قلوبهم.

ويضيف: أنه بدأ في السابعة من عمره في تنفيذ فوانيس رمضان ليهديها إلى أصدقائه، حيث كان يري والده قبل رمضان يقوم بتحضير شنط رمضان لتوزيعها، فأراد أن يساهم في إدخال الفرحة على قلوب الناس ببعض الأعمال البسيطة وهي الهدايا الرمضانية.

وأكمل: أنه في البداية كان بمساعدة والدته والتي كانت تصنع الفوانيس لإهدائها لأصدقائها أيضًا، كما التحق بالكثير من ورش العمل وأصبح ينفذ كل الديكورات الرمضانية بمفرده لافتا أنه تعلم تصنيع الفوانيس وديكور رمضان من المخلفات ضمن أساليب إعادة تدوير المنتجات، حيث يقوم باستخدام الأكواب البلاستيكية ويضع الغطاء الكبير كقاعدة للكوب ويقوم بتزيينه بمسدس الشمع والحلي والأوراق الملونة، فيتحول خلال دقائق إلى فانوس مزين.

وتابع “اندرو”: أنه يقوم بصنع ديكور رمضاني أكبر، يتمثل في عربات الفول والكنافة والقطايف، حيث يستخدم في صنعها الصناديق الخشبية الخاصة بـ«الرنجة»، وبعض الكرتون ومسدس الشمع والحلي والأوراق الملونة، إلا أن المجسم الواحد يحتاج منه تصنيع أكثر من أسبوع إلى 10 أيام لتنفيذه، ما يجعله يبدأ في صنع تلك المجسمات قبل دخول شهر رمضان

واستطرد: أنه مع بداية شهر رمضان يبدأ في تعليق الزينة مع أصدقائه، ومع أول يوم في شهر رمضان يخرج بعد الإفطار يرتدي زي المسحراتي ويأخذ طبلته ليوزع عليهم الفوانيس و الهدايا الرمضانية الذي صنعها بيده ثم بعد ذلك يقوم بتوصيل المكفوفين الى المسجد لأداء صلاة التراويح وينتظرهم أمام المسجد ليعود بهم إلى منازلهم.

ولفت إلى أنه رغم الظروف الذي مر بها وهي مرضه و وفاة جدته ولكنه أصر علي توزيع الفوانيس علي جيرانه قائلا: «الناس ملهاش ذنب و عاده و بعملها كل سنه و بفرح بيها جيراني و اصحابي».

وأشار اندرو أنه يصنع الفوانيس جميعها يدويًا، من أشياء وخامات موجودة بالمنزل، مثل الأكواب البلاستيكية، وقطع الكرتون، والزجاجات، ويقوم بتزينها وتركيب وحدة الصوت والإضاءة، كما يصنع فوانيس خشبية صغيرة، وسبح من الخرز هاند ميد، بجانب عربة الفول، وصانع الكنافة والقطايف، واشكال كثيرة من الزينة.

وأوضح اندرو أن أصدقائه ينتظرون مشاركته معهم كل عام، لافتًا أنه في أحد السنوات لم ينزل لتوزيع الفوانيس بعد الإفطار كعادته ومشاركتهم أجواء رمضان بسبب فيروس كورونا فتفاجأ بهم حضروا إلى المنزل ليصطحبوه إلى الشارع، ومشاركتهم فرحة الأجواء الرمضانية بين الجيران والأصدقاء، فهو دائما يسعد بتواجده بين جيرانه المسلمين، قائلا: «بكون سعيد إني بفرح الناس، وأمنيتي مقابلة الرئيس السيسي لتهنئته بشهر رمضان وأهديه عمل من صنع يدي».

وختم اندرو ابراهيم حديثه قائلا انه في السابعة من عمره كان يصنع الفوانيس ليهديها إلى أصدقائه، حيث كان يري والده قبل رمضان يقوم بتحضير شنط رمضان لتوزيعها، فأراد أن يساهم في إدخال الفرحة على قلوب الناس ببعض الأعمال البسيطة وهي الهدايا الرمضانية لافتا أنه مع بداية شهر رمضان يبدأ في تعليق الزينة مع أصدقائه، ومع أول يوم في شهر رمضان.

ماذا قالت والدة أندرو؟

قالت رانيا نسيم والدة أندرو، انه من عادة الأسرة عمل إفطار جماعي كل رمضان يضم الأصدقاء والجيران من المسلمين والمسحيين، وكانت تهدي بعض المشغولات اليدوية التي تصنعها خلال الإفطار لأصدقائها فهي تحب تصنيع المشغولات اليدوية «الهاند ميد» وكانت تلك الهدايا عبارة عن فوانيس صغيرة من الخرز والكروشيه، وهو ما لفت نظر أندرو وأراد أن يكون لديه منتجات خاصة به يهديها هو للأصدقاء والجيران. واضافت أنه طلب منها أن تعلمه عمل الفوانيس، وبعد فترة أصبح موهوب في المشغولات اليدوية، وأسندت له إدارة الموهوبين بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، تنفيذ ورش هاند ميد أونلاين للطلبة، بجانب العديد من النشاطات التي ينفذها بداخل المدرسة أو بين جيرانه في العمارة حيث يجتمع بهم في الإجازة الصيفية لتعليمهم الأشغال اليدوية.

وأضافت رانيا أن نجلها لديه العديد من الأنشطة الاجتماعية، والجميع في منطقة سكنهم يحبونه لتودده للجميع، حيث إنه يقوم خلال شهر رمضان أيضًا بإيصال الأطفال المكفوفين إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وينتظرهم ليعيدهم إلى منزلهم مرة أخرى.

درية

أندرو يرتدي زي المسحراتي

وقالت فيبرونا شقيقة اندرو أنه في أول أيام شهر رمضان يقوم شقيقي بارتداء ملابس المسحراتي ويأخذ طبلته التي صنعها بيده ليوزع الفوانيس على أصحابه وأصحاب المحلات وعلى احبابه، فضلًا عن قيامه بتوصيل المكفوفين إلى المسجد لأداء صلاة التراويح وانتظارهم لتوصيلهم للعودة مرة أخرى لافته أن منذ كان شقيقي صغر وجد والده يساعد أصدقائه في إعداد وتوزيع شنط رمضان، وكان يرى والدته توزع الفوانيس على اصدقائها وتفطر معهم في شهر رمضان، فجاءت له الفكرة وقرر أن يسعد من حوله مثلما يفعل والديه وبدأ بشراء الزينة هو وأصدقائه وتعليقها في الشوارع وفي العمارة لكي يسعد الناس قائلة : «رغم أننا مرينا بظروف مرض اندرو و وفاة جدتي بس اصر اندرو يوزع الفوانيس على جيرانا و قالي الناس ملهاش ذنب و لازم توزع عليهم زي كل سنة».

وقالت أحدي جيران الأسرة اننا لم نعرف في مصر، على مدار تاريخها، وطوال حياتنا، أي مظهر من مظاهر التفرقة بين دين وآخر، تربينا على أننا مسلمين ومسيحيين أخوة في وطن واحد لافته اننا نقوم بعمل فطار جماعي و سط فرحه عارمه و سعادة.

واضاف عم مصطفي صاحب أحد المحالات بالمنطقة أن اندرو يوزع الفوانيس علي جيرانه علي مدار 12 عام منذ أن كان صغيرا و هذا ما يدل علي المحبه بين الأقباط والمسلمين مهما حدث لم يكن فرق بيننا حيث أننا نجتمع لتزين شوارع المنطقة و ايضا نتجمع علي مائدة واحدة في فطار جماعي علي سطح المنزل وسط روح من البهجة والسرور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى