مقالات

زاباروجيا.. وقت اللعب بالنووي

بقلم: عبد الستار حتيتة

يظهر في الصور جندي روسي رافعا علم بلاده بالقرب من محطة الطاقة النووية الأوكرانية، “زاباروجيا”. يبدو أن وقت اللعب بالنووي قد حان. تقع المحطة الأكبر في أوروبا خارج مدينة “إنيرهودار” الأوكرانية الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية.

العالم يقف على رجل واحدة. فهو يخشى تكرار حادثة انفجار محطة تشيرنوبيل النووية عام 1986، والتي راح ضحيتها آلاف الناس.

لكن أوكرانيا تقول إن الحل بسيط: أن يخرج الروس من محطة “زاباروجيا”. ومن جانبها تقول روسيا إنها ليست مصدر تهديد للمحطة.

ولأن الموقف معقد، سيزور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أوكرانيا خلال ساعات.

إن روسيا تتهم أوكرانيا، بل تتهم الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، بأنها تحاول استغلال الخطر من انفجار المحطة النووية، لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية. وتقول – أي روسيا – إن هذا لعب بالنار. وأصدرت قبل قليل تحذيراً بهذا الخصوص.  

ويعتقد أنه يوجد بالقرب من المحطة النووية ألغام وذخيرة. وإذا انفجرت لأي سبب فإن الخطر سيكون كبيراً. وبينما العالم حائر، ولا يعرف كيف يتصرف في معضلة المحطة النووية، تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن من المسؤول عن تأمين المحطة والحيلولة دون إصابتها بأضرار.  

إن انفجار المحطة سيتسبب في كارثة نووية أكبر بكثير من كارثة مفاعل تشيرنوبيل. وتمثل محطة “زاباروجيا” خُمس إنتاج الكهرباء السنوي لأوكرانيا. ومن المعروف أن روسيا هيمنت على المحطة النووية، عقب غزوها لأوكرانيا، منذ نحو ستة أشهر. ومنذ ذلك الوقت تعرضت المحطة لقصف متكرر، إذ تدور بين وقت وآخر معارك كر وفر بين الطرفين. وأصبحت وتيرة هذه المعارك تتزايد في الفترة الأخيرة.

ومن الاتهامات المقلقة الآن، قول روسيا إن القوات الأوكرانية تطلق النيران بتهور على المحطة، بينما ترد أوكرانيا، بأن روسيا تستخدم مجمع المفاعل كقاعدة عسكرية لشن هجمات على السكان.

ومن ضمن معالم اللعب بالنار النووية، كذلك، قول إيغور كيريلوف، القائد في قوات الدفاع الروسية: إن أنظمة الدعم الاحتياطية للمحطة تضررت نتيجة القصف الأوكراني، وأفاد بأنه في حالة وقوع حادث في المصنع، فإن المواد المشعة ستغطي ألمانيا وبولندا وسلوفاكيا.

ومن جانبه قدم ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني، حلا للروس، يبدو سهلاً. قال منذ ساعات: ما عليك سوى إخراج الذخائر وإزالة الألغام من المباني وإطلاق سراح موظفي المصنع، ومغادرة المحطة. إنه حل بسيط!

وعلى كل حال هذا لن ينهي الأزمة. ولا المشكلة. ولا الخطر. لقد بدأ اللعب بالنووي، وما زال مستمراً.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى