مقالات

سرادق المواشي تملأ المعمورة

بقلم : محمد كامل العيادي
أن تكون هناك ظاهرة سيئة لدى مجتمع لديه حضارة وعراقة تاريخية، غير مقبول على الإطلاق، لا شك أن أي سلبية مسئول عنها الدولة والمواطن سواء بسواء، فالدولة مسئولة لتهاونها، وعدم الضرب بيد من حديد على أيد المُخالف، والمواطن لعدم مسئوليته تجاه الدولة بسلبيته وتجاهله، واللامبالاة التي لديه، نحن لسنا أقل من أي دولة تنعم بالمناظر الحضارية والشوارع الخالية من الصخب وصوت منبهات السيارات وكذلك القمامة الملقاة على جوانب الطرقات وفي مداخل الأحياء، وليس كل منتقد لكل ما هو سيء كارهاً لبلده، هل من يرى الجزء الفارغ من الإناء، حاقدا أم هو مُحب يتمنى أن يرى الإناء مملوء بما هو حسن، راجياً أن تلبس مدينته ثوب الزينة وتكون دائما منارة الأمم، لو أن لكل مكتشف سلبية له جائزة من الدولة ما وجدنا سلبية واحدة، هل نحن بحاجة إلى تراكم السلبيات أم بحاجه لإصلاحها؟ متى تكون الشوارع مليئة بالأشجار بدلاُ من أكوام القمامة؟.
معظمنا يُقاد بالعواطف، ولا بد أن نعي ونكون على يقين أن العواطف لا تبني حضارة، ولا تصنع رجالاً، البعض يدفن رأسه في الرمال كالنعام، مكتفياً بمصمصة الشفاة والتأفف، ولسان حاله يقول ” أنا مالي” رغم كل ما يراه من سوء، ألا يعي أن عليه واجب محاربة هذه السلبيات، فليس كل محارب لسلبية كارهاً أو مريضاً نفسياً أو “محبكها شويتين”، بل هو يبحث عن أبسط حقوقه بأن يستنشق هواء نقي صافياً من الغبار والأتربة وترى عيناه مناظر طبيعية خلابة، ويعيش في مكان هادئ لا صخب فيه ولا ضجيج، ولا صور ومناظر سيئة.
الكيل بمكيالين فيه إجحاف شديد وتفرقة بين الناس، لا فرق بين مكان ومكان، ليس للأماكن الشعبية مكيال مختلف عن مكيال الأماكن الراقية كما يطلق عليها، بل لكل حي رئيس سواء هنا أو هناك، ولكن قد تختلف الأمكانيات، وهذا من الواجب أن يتغير، فلكل فرد من افراد المجتمع له حق، أقلها أن يُعامل كإنسان، أما أن نفرق بين حي وحي، أو مدينة ومدينة، وهذا له ميزانية مختلفة عن ذاك، هذا غير مقبول فالجميع بشر وله حقوق.
يظهر كل عام في بعض الأماكن سرادق مواشي وأغنام في الشوارع العامة، منظر في غاية السوء وغير حضاري، روائح كريهة، وذباب منتشر، وناموس جراء روث المواشي، ولا ندري أين موظفين الأحياء، وأين رئيس الحي الذي ما عينته الدولة إلا من أجل راحة المواطن.
نحن نلتمس من السادة المسئولين العمل جاهدين على انهاء هذه المناظر السيئة المُهينة، وأن يُخصص أماكن لبيع الأضاحي أو لأي مناسبة، وأن يكون في جزاء رادع لتكرار هذه المناظر السيئة مرة اخرى، أما أن يكون بهذا المنظر كل وقت فغير مقبول ، ولو وضع رقم تواصل مع مسئول الحي والمدينة لأبلاغه بأي تجاوز وسلبية ما وصلنا إلى ما وصل به هذا الحال المُذري، لا تجعلون الاستهتار سيد الموقف، فكما للدولة حق على المواطن كذلك للمواطن الحق على الدولة، أعتبروا أن هذا المقال بلاغاً فهل من مُجيب.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى