مقالات

سعيد فؤاد يكتب: رحل المشير..وتاريخه باق


ودعت مصر واحد من أفضل الرجال وأنبل الرجال ؛ رجل عشق تراب هذا الوطن ؛ لم يتردد لحظة واحدة وهو يحمل علي كاهله مسؤلية تعجز عن حملها السموات والأرض ؛ رحل المشير محمد حسين طنطاوي ومعه جزء كبير من تاريخ مصر ؛ احداث متلاطمة كموج البحر ؛ وكواليس لاتحصي ولاتعد .


كانت المؤامرة شديدة منذ أكثر من نصف قرن كلها تلخص في سؤال واحد كيف يعود الاحتلال الأجنبي الي بلاد العرب ؟!
ولأن مصر هي قلب العروبة النابض وإن توقف توقفت حياة الأمة بأسرها فقد نالت مصر نصيب كبير من المؤامرة ؛ بعد أن قسمت العراق وانفصلت السودان شمالها عن جنوبها واشتعلت الفتنة في سوريا واندلعت الحروب في كل مكان عربي .

لم يعد صامدا سوي الجيش المصري ؛ فاشتد غيظ المتآمرون وجربوا كل الوسائل وفي أجيال الحروب المتتالية أملا في تقسيم هذا الجسد القوي لكن بحق كان المشير طنطاوي علي رأس المؤسسة العسكرية تفهموا ماتهدف إليه تلك المخططات وحجم المؤامرة فتحملوا قيادة السفينة قبيل غرقها بلحظات وانتشلها ومعه ثماني عشر فارسا هم رجال المجلس العسكري ؛ تحملوا إساءات بالغة من قبل من اندفعوا دون وعي في مرمي المتآمر ون واصبحوا جزء من تنفيذ المخطط لكن طنطاوي ورفاقه لم يعبأوا الا بالحفاظ علي أمن واستقرار مصر.


رحل المشير لكن ترك من خلفه ثروة لاتقدر بمال ولا جاه ؛ ثروة من حب الشعب الذي يقدر تلك التضحيات
رحل طنطاوي لكن تاريخه المشرف لن يرحل وسيبقي عبرة للأجيال التي تتعلم منه كيف تكون الوطنية في أعظم صورها
إن مسيرة عطائه لهذا الوطن كانت وستبقى ناصعة بين صفحات التاريخ في وقت تصدعت كل الدول ولاتزال تحلم بالاستقرار أو حتي جزء منه.


رحم الله المشير وكلمة العزاء نقدمها لأنفسنا لأننا من فقدناه فارسا جسورا غيورا علي امته المصرية والعربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى