غير مصنف

شقيقتا قوص.. ذبحهما شياطين الإنس وبرأهما الطب الشرعي

هنا فى أقصى الجنوب من محافظة قنا، تقع جزيرة مطيرة إحدى قرى مركز قوص، حيث تعيش “نهى” الشقيقة الكبرى البالغة من العمر 18 عاما وشقيقتها “ريهام” التى تصغرها بسنوات بمفرديهما عقب وفاة الأم بعد صراع مع المرض وترك والدهم لهما ليتزوج بأخرى، لتواجها بمفرديهما ظروفا عائلية واجتماعية يصعب على أقوى الرجال مواجهتها.

أقامت الشقيقتان ومعهما الثالثة الصغرى، داخل منزل قديم لأبيهم، مستشعرين الأمان بالقرب من بيت جدهم وأخوالهم ولديهم اعتقاد راسخ بأنهم يحيون وسط سكان جزيرة لا يعرف قاموس حياتهم شيئا عن الرفاهية بل تمتلىء خزائن تجاربهم بالكفاح والعمل ،من أجل لقمة عيش تساعدهم على مواجهة أعباء الحياة، حيث امتهن الكثير منهم الزراعة وبعضهم الصيد، وآخرين ذهبوا للعمل بنظام اليومية داخل مصنع سكر قوص القريب منهم .

الفتاة تقرر

وقررت الشقيقة الكبرى التمرد على عادات وتقاليد القرية واختارت أن تعمل بنظام اليومية، فى تعبئة السكر داخل مصنع سكر قوص، واستمرت الحياة بحلوها ومرها لم تسلم خلال عملها الأيام الماضية من المضايقات التى وصلت إلى حد التحرش بها من قبل أحد زملائها داخل المصنع لتبادر بصفعه بالقلم على مرأى ومسمع من كل العمال، أثناء وردية عملها ليصفقوا لها بقلوبهم وتلمع أعينهم بموقفها الرجولى دفاعا عن شرف أنوثتها التى لم تقبل كصعيدية أن يقترب منه رجل غريب ،لينتهى اليوم بتوعد المتحرش لها بالانتقام ورد القلم أضعافا وبطريقته .

يوم حزين

في المساء، تجهزت الشقيقتان لتناول طعام العشاء استعدادا للنوم بعد أن جلستا ما يقارب الساعتين كعادتهما في منزل جدهم من أمهم، يتبادلان أطراف الحديث وتركتا شقيقتهما الصغرى هناك لتلحق بهما بعد انتهاء جلستها مع الصغار من أبناء أخوالها.

بعد أقل من ساعة أتت الشقيقة الصغرى تجرى فرحة إلى بيت شقيقاتها، لتخرج صارخة مهرولة إلى بيت جدها” جدى اخواتى مذبوحين” وتنهمر فى نوبة بكاء ليسرع الجد والأخوال إلى المنزل لتكون الصدمة بالعثور عليهما مقيدتين ومذبوحتين من الرقبة .

البلاغ

تلقي اللواء محمد أبو المجد، مدير أمن قنا، إخطارًا، من مركز شرطة قوص، برئاسة العميد جمال سلمان، مأمور مركز شرطة قوص، يفيد بالعثور علي جثتين لفتاتين شقيقتين مذبوحتين بآلة حادة، بمنزلهما بقرية جزيرة مطيرة بمركز قوص.

حضرت أجهزة الأمن وساد الحزن والخوف والترقب أرجاء الجزيرة الهادئة أفادت أجهزة الأمن حينها بعثورها على الشقيقتين “نهى فتحي حسن الخطاري، 18 عامًا، وشقيقتها نورهان، 13 عامًا” مذبوحتين مع قطع لسان إحداهما مقيدة بالحبال، والأخرى ملقاة أسفل السرير، تقيمان بمفردهما بمنزلهما في جزيرة مطيرة، بعد وفاة الأم وزواج الأب خارج القرية منذ فترة.

الشائعات تلاحق الموتى

مضت ساعات قليلة على الجريمة كثرت فى أعقابها الشائعات في القرية حول سلوك الفتاة الكبرى مؤكدين أن الجريمة ربما تكون بدافع الشرف مستدلين في على ذلك فى طريقة تعاملها مع الشباب بشكل يدعو للريبة، الأمر الذي دفع أخوالهما وجدتهما المقيمين في نفس القرية للدخول معها في مشاجرات متكررة ومع شقيقتها الصغرى بسبب انتقادات الأهالي.

أمام غموض الجريمة والشائعات التى لاحقت الفتيات ذهبت الشكوك فى بداية الأمر حتى لدى الجهات الأمنية نحو أخوال كلا الضحيتين والدهما، لتنفيذ الجريمة ربما بدافع الشرف بعد أن كثرت الشائعات حول سلوك الضحية الكبرى، من ثم أمرت النيابة العامة باستدعائهم والتحقيق معهم.

الطب الشرعى ينتصر للضحايا

وسط شائعات انتشرت فى أرجاء القرية كالهشيم جاء تقرير الطب الشرعي، لينصر المظلومين ويخرس ألسنة الكاذبين عليهم بغير الحق فبعد تشريح جثة كلاهما جاء تقرير الطب الشرعى ليؤكد أنهما عذراوين.

المتهم فى قبضة الأمن

أفادت تحريات فرق البحث الجنائى بمركز شرطة قوص بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن قنا أن المجني عليها الكبرى “نهى”، 18 سنة، والتي تعمل باليومية في شركة سكر قوص، تعرضت لمحاولة تحرش من شاب يعمل معها، فصفعته على وجهه أمام العاملين،فقرر الانتقام لينفذ لاحقا جريمته.

أضافت التحريات أن الشاب استعان بـ 4 من أصدقائه، وذهبوا إلى منزل الضحية لعلمه بإقامتها هي وشقيقتها بمفرديهما، ونفذوا جريمتهم بعد فشلهم في اغتصابهما.

وتبين من تحريات أجهزة الأمن، أن المتهم الرئيسي قطع لسان الشقيقة الكبرى، ثم حاول اغتصابها لكنها قاومته وصرخت، وخوفا من افتضاح أمره ورفاقه ذبحوها، ثم ذبحوا شقيقتها الصغرى التي شاهدتهم وفروا هاربين.

ليسدل الستار ويظهر الله الحق على يد رجال الأمن وتغلق قضية شغلت الرأى العام فى قنا بل مصر بأسرها راح ضحيتها شقيقتين ظلما لمجرد أنهما دافعتا عن شرفيهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى